أولى جلسات «العدل الدولية».. تفاصيل وردود فعل

انعقدت اليوم أولى جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل.

واتهمت جنوب إفريقيا إسرائيل بتعمد ارتكاب إبادة جماعية في حق سكان غزة، ودعت المحكمة إلى إصدار لأمر لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة، وفق ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم الخميس 11 يناير 2024.

جريمة متعمدة

قدم محامو جنوب إفريقيا مرافعاتهم اليوم، مشددين على أن “خطة إسرائيل لتدمير غزة تأتي من أعلى مستويات الدولة”. وقال المحامي بالمحكمة العليا لجنوب إفريقيا، تمبيكا نكوكايتوبي، في مرافعته إن “نية الإبادة الجماعية” لإسرائيل كانت واضحة “من الطريقة التي يُنفذ بها هذا الهجوم العسكري”.

وقالت المحامية الجنوب إفريقية، عديلة حسيم: “كل يوم نشهد خسارة متصاعدة في أرواح، وممتلكات، وكرامة، وإنسانية الشعب الفلسطيني. ولا شيء سيوقف هذه المعاناة سوى قرار من هذه المحكمة”.

وفي الأدلة التي قدمتها قبل جلسة الاستماع، قالت جنوب إفريقيا إن أفعال إسرائيل “تهدف إلى تدمير جزء كبير من المجموعة العرقية والقومية الفلسطينية”، حسب ما نقلت “بي بي سي”.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

عدوان غير مبرر

في حين تزعم إسرائيل أن أفعالها في قطاع غزة مبررة لأنها ترد على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي، قال وزير العدل الجنوب إفريقي، رونالد لامولا، إنه لا يوجد هجوم “يبرر أو يدافع عن انتهاكات اتفاقية الإبادة الجماعية”.

وأشارت “بي بي سي” إلى أن إسرائيل إحدى الموقعين على اتفاقية ﻣﻨﻊ ﺟﺮﻳﻤﺔ اﻹﺑﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ عليها، التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1948، وتعرّف الإبادة الجماعية وتُلزم الدول بمنعها.

الرد الإسرائيلي

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات، اليوم الخميس، إن قضية جنوب إفريقيا “شوّهت الواقع في غزة تمامًا”، مضيفًا أن إسرائيل “ستواصل حماية مواطنيها بموجب القانون الدولي، مع التفريق بين إرهابي حماس والسكان المدنيين”.

وحسب “بي بي سي”، من المقرر أن تقدم إسرائيل دفاعها أمام محكمة العدل الدولية يوم غد، الجمعة 12 يناير 2024.

المشهد خارج المحكمة

تجمع عدد من المؤيدين لفلسطين وإسرائيل خارج مبنى محكمة العدل الدولية، وكافحت الشرطة الهولندية للفصل بين المجموعتين، وفق “بي بي سي”.

الشرطة تفرق المحتجين أمام المحكمة

ولوّح مئات الأشخاص بالأعلام الفلسطينية، مطالبين بوقف إطلاق النار، في حين وضع مؤيدو إسرائيل شاشة تعرض صورًا لبعض الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

القرارات المرتقبة

على عكس المحكمة الجنائية الدولية، لا تستطيع محكمة العدل الدولية محاكمة الأفراد على ارتكاب جرائم مثل الإبادة الجماعية، لكن آراءها تحمل ثقلًا لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى، بصفتها أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة.

ولفتت “بي بي سي” إلى أن محكمة العدل الدولية قد تبت سريعًا في طلب جنوب إفريقيا بأن تعلق إسرائيل حملتها العسكرية، لكن الحكم النهائي بشأن ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية قد يستغرق سنوات.

وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 23 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة.

ردود الفعل

أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية في رام الله بيانًا يصف المحاكمة بـ”الحدث التاريخي في عملية النضال الفلسطيني والجنوب الإفريقي المشترك، في وجه الظلم والإبادة الجماعية”، مضيفًا أن ما  شجع إسرائيل على ارتكاب جرائمها هو الفشل الدولي في اتخاذ خطوات عملية لمحاسبتها، وتزويدها بأنواع مختلفة من الأسلحة الفتاكة والدعم السياسي”.

متظاهر مؤيد لفلسطين

ووفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز، أعربت مؤسسة نيلسون مانديلا بجنوب إفريقيا عن دعمها للفريق القانوني الجنوب إفريقي. وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها تأمل في “صدور حكم عادل وسريع يعكس احترام القيم والحقوق الإنسانية، خاصة القانون الإنساني الدولي”.

وعلى الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة تعتقد أن دعوى جنوب إفريقيا “تشتت العالم عن الجهود المهمة لتحقيق السلام والأمن”. فيما وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية المحاكمة بأنها “واحد من أكبر عروض النفاق في التاريخ وسلسلة من الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها”.