أيمن الظواهري.. من المعادي إلى رفاقة بن لادن

ضياء غنيم
الظواهري وبن لادن

بإعلان البيت الأبيض، مساء الاثنين 1 أغسطس 2022، مقتل أيمن الظواهري، تنتهي مسيرة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، ورفيق مؤسسه أسامة بن لادن.

ولم تكن نشأة الظواهري في المعادي بمصر، لعائلتين مرموقتين في مجالي الطب والسياسة، تنبئ عن تحوله إلى أكثر الإرهابيين دموية، والقاطنين في جبال تورا بورا، حتى مقتله على يد الاستخبارات الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابل.

من اغتيال السادات إلى التواصل مع بن لادن

بدأت رحلة الظواهري مع التنظيمات الإرهابية عام 1966، وانضم إلى تنظيم الجهاد، الذي شارك مع الجماعة الإسلامية في اغتيال الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، حسب تليفزيون الشرق. وقضى أيمن الظواهري 3 سنوات في السجن، وخرج لاحقًا في عام 1984.

وقد اتجه إلى المملكة العربية السعودية، بناء على عرض عمل بصفته طبيب جراحة عيون، قبل شهر من إدراجه على قوائم الممنوعين من السفر، ومن هناك سافر إلى بيشاور في باكستان لمعالجة جرحى الغزو السوفييتي لأفغانستان، فالتقى لأول مرة أسامة بن لادن 1985، حسب لقاء تليفزيوني مع قناة العربية لقائد تنظيم الجهاد سابقًا، وأحد مرافقي الظواهري في السجن، نبيل نعيم.

الظواهري وبن لادن في السودان

في تلك الفترة ظل أيمن الظواهري منفصلًا تنظيميًّا عن بن لادن، رغم شهادته ميلاد تنظيم القاعدة 1988 في أفغانستان، فأسس فصيلًا يتبع تنظيم الجهاد، وتولى قيادة التنظيم في 1993، لتبدأ سلسلة استهدافات للمسؤولين المصريين، وعلى رأسها هجوم السفارة في باكستان، نوفمبر 1995، وفي ضوء ضلوع التنظيم في محاولة اغتيال الرئيس المصري حينها، محمد حسني مبارك في أديس أبابا.

وكانت هذه المحاولة بدعم من نظام البشير، ثم التقى ببن لادن في السودان (1992/1993)، حسب موقع بي بي سي عربي. وتحت وطأة الضغوط الدولية غادرا السودان، ويتنقل الظواهري بجواز سفر مزور بين عدة دول أوروبية وأمريكا وروسيا، فألقت سلطات موسكو القبض عليه، ديسمبر 1996، لمدة 6 أشهر دون أن تكتشف هويته، حسب سكاي نيوز عربية.

تأسيس «قاعدة الجهاد»

التطور الأخطر في مسيرة القياديين الإرهابيين، مع دمج تنظيمي الجهاد والقاعدة في ما سمي “الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين” أو تنظيم “قاعدة الجهاد”، ليتصدر أيمن الظواهري المشهد، بوصفه المتحدث باسم التنظيم الجديد والمنظّر السياسي والعقائدي.

وبدأت هجمات التنظيم الإرهابي على مصالح ورعايا الولايات المتحدة، بعد فتوى صادرة عن الكيان الجديد، تبيح قتل المدنيين الأمريكيين وإعلان الحرب على أمريكا في مايو 1998، وهو ما ظهر في تفجير السفارتين الأمريكيتين بتنزانيا وكينيا بالعام نفسه، ومهاجمة المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول 2000″، حسب شبكة سي إن إن.

هل كان الظواهري هو العقل المدبر للتنظيم؟

الرئيس الأمريكي أعلن، مساء الاثنين، مقتل أيمن الظواهري، كان على رأس قائمة مخططي هجمات 11 سبتمبر 2001، خلف أسامة بن لادن، ويعده بايدن العقل المدبر للهجوم، ولكن تقييمًا صحفيًّا أمريكيًّا لسي إن إن، يستند إلى مسؤول مجموعة بن لادن في المخابرات المركزية، مايكل شوير، وأحد مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمسؤولين عن الملف، دانييل كولمن، يثبت خلاف ذلك.

ولقد فشل أيمن الظواهري في إقناع بن لادن بالتحول لمواجهة “العدو القريب”، أي حكومات وشعوب العالمين العربي والإسلامي، ولكن الأخير نجح عبر تكوين الجبهة مع عدة تنظيمات مصرية وبنغالية وباكستانية، في احتواء توجه الظواهري والتركيز على “العدو البعيد” وهو الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ربما يعجبك أيضا