إجراءات استباقية..كيف تواجه ألمانيا وباء كورونا؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

في وقت انفرط فيه عقد التقدم الأوروبي تجاه وباء كورونا المستشري حتى حصد أرواح كثيرة من الأوروبيين في إيطاليا وبريطانيا وأسبانيا، الجميع في الوقت الحالي يعيش مرحلة خوف ورعب، يسارعون إلى التواصل فيما بينهم، عندما يسمعون أجراس التنيه لسيارات الإسعاف، كي يطمئنوا على بعضهم، وعلى من وقعت البلية. 

في خضم تلك المأساة غير المعهودة في القارة العجوز، تصمد ألمانيا أمام جائحة كورونا، وعلى الرغم من إحاطتها بدول باءت موبوءة بالفيروس، فعلى حدودها الجنوبية تقع إيطاليا وفرنسا، ومن ناحية الغرب، تقع بريطانيا، ولذا سنسلط الضوء على الإجراءات الاستباقية التي اتبعتها برلين حتى تقف صامدة أمام وباء كورونا، بالرغم من تحقيقها لعشرات الآلاف من الإصابات، فضلًا عن استقبالها لمصابي إيطاليا وفرنسا، كي يتماثلوا للشفاء في مستشفياتها.  

ما سبب التفوق الألماني؟ 

في هذا السياق تساءلت صحيفة “ذي صن” البريطانية عن سبب قلة عدد فحوصات كورونا في بريطانيا مقارنة بألمانيا، ففي حين تحلل ألمانيا 80 ألف عينة في اليوم الواحد، يصل العدد في بريطانيا إلى ثمانية آلاف عينة فقط وفقاً للصحيفة. عزت الصحيفة الأمر إلى عدة عوامل في مقدمتها بطء رد الفعل الرسمي في بداية انتشار الفيروس بالإضافة إلى نقص الإمكانيات والمواد الكيميائية المطلوبة لإجراء الإختبارات. 

وأدى ذلك إلى طلب بريطانيا المساعدة من ألمانيا في تحليل نتائج الفحوصات، حيث ذكرت “ذي صن” أن المختبرات في بريطانيا تُظهر النتائج في خلال أربعة أيام، في حين تحصل المختبرات الألمانية على نتيجة التحليل في نفس اليوم. وكان عالم الفيروسات الألماني “كريستسان دورستن”، وهو أيضاً قائد الفريق الطبي الذي طور أول إختبار لكورونا بجامعة “شاريتيه” ببرلين صرح لوكالة “أسوشيتد برس” أن سبب انخفاض معدل الوفيات في ألمانيا مقارنة بدول أخرى بالرغم من ارتفاع نسبة الإصابات هو أن ألمانيا تجري اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع جداً. فبحسب تصريحات دورستن، “تجري ألمانيا حوالي نصف مليون اختبار لفيروس كورونا في الأسبوع الواحد”.  

والجدير بالذكر أن ألمانيا سجلت حتى بعد ظهر اليوم أكثر من 92 ألف حالة إصابة بالمرض وأكثر من 1100 حالة وفاة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، بينما بلغت الإصابات في بريطانيا أكثر من 38 ألف إصابة وتجاوز عدد الوفيات 3500 حالة، بحسب تقارير للحكومة البريطانية صدرت مساء الجمعة.  

مواجهة تداعيات كورونا

قال وزير المال الألماني أولف شولتز،  إنه يفضل استخدام آلية الاستقرار الأوروبية لدعم موازنات الدول الأوروبية التي تواجه جائحة “كوفيد-19” بدلاً من آلية الديون المشتركة التي تطالب بها بعض الدول الأوروبية.
وأضاف في إشارة إلى خطط الإنقاذ التي خُصِّصت لليونان خلال أزمة الديون: “لن تكون هناك شروط غير عقلانية كما حدث في الماضي. لن تأتي أي ترويكا إلى الدول لإخبار الحكومات أي سياسة عليها أن تتبع”. 

ويهدف هذا التصريح إلى طمأنة بعض بلدان الجنوب، بما في ذلك إيطاليا التي تخشى من أن القروض الممنوحة في إطار آلية الاستقرار الأوروبية ستأتي مع متطلبات سياسات التقشف في الميزانية.

وتقترح برلين أيضًا إنشاء نظام تأمين ضد البطالة على المستوى الأوروبي، واستخدام بنك الاستثمار الأوروبي لإقراض الشركات.
لكن الوزير كرر رفض ألمانيا فكرة تشارك الديون فيما اُصطلح على تسميته “سندات كورونا”، ودعت بعض الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبعض دول شمال أوروبا إلى تغيير موقفها بشأن هذه القضية، وطلبت تشارك ديون معينة في مواجهة العواقب الاقتصادية للوباء.

ربما يعجبك أيضا