إرسال «إف 16» إلى أوكرانيا.. خطوة حاسمة في الحرب

محمد النحاس

تطالب أوكرانيا حلفائها، منذ أشهر، بإرسال طائرات إف - 16 المقاتلة، ويبدو أخيرًا أن هناك استجابة.. فما تفاصيل القصة؟ وهل يغير ذلك من واقع القتال؟


منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل ما يزيد عن العام، أرسل حلفاء كييف الغربيين إلى أوكرانيا مساعدات عسكرية غير مسبوقة.

وأصبح الجيش الأوكراني أكثر تسليحًا من أي وقتٍ مضى، بالإضافة إلى تلقيه تدريبات دورية مكنته من الإلمام بالتكتيكات العسكرية الغربية، التي انعكست على أداءه، لتضاف خطوة حاسمة جديدة إلى صفحات الصراع، وهي إمكانية تسليم كييف مقاتلات “إف – 16”.

اقرأ أيضًا|  بريطانيا تمنح أوكرانيا ذخائر تحوي «اليورانيوم المنضب».. ما مدى خطورته؟

موافقة أمريكية؟

مرةً أخرى ترضخ الولايات المتحدة لضغوط كييف والعواصم الأوروبية، بعد أن أبدت موافقةً أخيرًا وبعد طول إصرار من أوكرانيا على السماح لحلفاءها بإرسال طائرات إف – 16 الأمريكية المقاتلة، وفقًا لوكالة أنباء أسوشيتد برس، وهي خطوة على الصعيد العملياتي تعد حاسمة، وتضيف ثقلًا جديدًا لأوكرانيا، هذه المرة جويًّا وهي مساحة تفوّق فيها الروس سابقًا على نحوٍ لا يقبل المقارنة.

مقاتلات إف - 16 الأمريكية

مقاتلات إف – 16 الأمريكية

وعلى مدار أشهر الصراع المحتدم بين روسيا وأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير من العام الماضي 2022، تراجعت واشنطن عن بعض التوجهات فيما يتعلق بتسليح أوكرانيا، فبدايةً من أسلحة مثل صواريخ الجافلين، المضاد للدروع، واسترينجر المضاد للدبابات، أخذت المساعدات تتطور كمًا وكيفًا مع اشتداد المعارك، ومطالبات كييف التي لا تهدأ.

وعادةً ما تربط التصريحات الأوكرانية بين هذه المطالبات واحتياجات الواقع الميداني، خاصةً مع وجود ترجيحات تُرجع تأخر الهجوم المضاد لنقص القدرات.

استراتيجية الضغوط ورفع سقف الطلبات

هذه الضغوط على مدار أشهر الصراع أثمرت بالفعل، محدثةً فارقًا هائلًا مكّن أوكرانيا من الصمود أمام الآلة الروسية العسكرية، حتى وصل الأمر لموافقة الولايات المتحدة على إرسال دبابات “أبرامز إم ون”، تزامنًا مع موافقة ألمانيا على إرسال “ليوبارد 2″، ومن ثم إرسال الولايات المتحدة منظومة باتريوت الدفاعية المتطورة.

وأخيرًا، أبدت الولايات المتحدة موافقتها على إمداد أوكرانيا بمقاتلات إف – 16، ولم تقلها صراحةً لكنها شددت على أنها لن تمنع الحلفاء عن هذه الخطوة في موافقة ضمنية.

دبابات أبرامز أمريكية

أرشيفية – دبابات أبرامز الأمريكية

كان مسؤول في الإدارة الأمريكية قد أخبر صحيفة واشنطن بوست أنّ الولايات المتحدة “لا تمانع أن يرسل الحلفاء طائرات إف – 16 المقاتلة إلى أوكرانيا”، وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال إن الرئيس جو بايدن “أبلغ نظرائه في مجموعة السبع بالقرار في قمة اليابان يوم الجمعة”.

سبق أوروبي

يعد القرار بمثابة توطئة للخطوة الحاسمة، ويتطلب إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية موافقة البلد المُصنّع لها، وسبقت هذه الخطوة مساعي لتشكيل “تحالف دولي” قالت بريطانيا منتنصف هذا الشهر إنه يأتي لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، بعد جولة أوروبية للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.

ويمكن القول إن العواصم الأوروبية القلقة من الحرب المندلعة على حدودها، كان لها دائمًا السبق فيما يتعلق بتسليم أوكرانيا أسلحة أكثر تقدمًا، وتضغط على واشنطن بدورها لتلبية متطلبات كييف العسكرية، وتمتلك بالفعل بعض الدول الأوروبية الطائرة المقاتلة، لكن كما اتضح سلفًا من الضروري أن توافق واشنطن على الخطوة.

تدريب طيارين أوكرانيين

في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي لشبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية إن الولايات المتحدة ستدعم جهود تدريب طيارين أوكرانيين، خلال الأشهر المقبلة، لافتًا إلى أنّه سيتضح مستقبلًا الدول المستضيفة للتدريب.

وفي مارس الماضي، استضافت الولايات المتحدة بالفعل طيارين أوكرانيين وتلقوا تدريبات متقدمة، بما في ذلك تدريبات على طائرات إف – 16، وكان أحد أغراض هذا التدريب تحديد المدة التي قد يستغرقها الأمر.

وجاءت في مقابل هذه التطورات التعليقات الروسية لتتوعد الغرب بـ”رد حاسم” على الخطوة التي قد يصحبها، وفق موسكو، عواقب خطيرة. لكن يجدر الإشارة إلى أنه مع زيادة الغرب من وتيرة تسليحه لأوكرانيا، لم يأت أي رد روسي يذكر باستثناء “حرب التصريحات”، لكن تجاوز الغرب بالفعل بعض ما كان يعتبره الكرملين خطوطًا حمراء دون رد فعل جاد أو تصعيد يماثل الخطوات الغربية.

ما مدى فعالية الخطوة؟

طائرات إف – 16 المقاتلة تعد أحد أكثر الطائرات استخدامًا في القتال عالميًّا، وتمثل 16% من أسطول الطائرات المقاتلة، وجرى تصنيع 4500 وحدة، منها 2300 في الخدمة، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية.

أما عن الاستخدام، ستفيد بالطبع هذه المقاتلات أوكرانيا التي كانت قواتها الجوية أحد نقاط ضعفها الأبرز، وتعد الطائر المقاتلة فعالة الاستخدام، ويمكن أن تلعب عددًا من الأدوار في آن واحد، مثل الهجوم على هدف أرضي، والاشتباك جوًا، وكذلك في مهام الدفاع الجوي.

ومع ذلك يحذر بعض الخبراء من التحمس جدًا في هذا المسار، الذي قد ينهك كييف وداعميها من ورائها، وقد لا يأتي في المقابل بنتيجة تستحق في ظل الهوّة الكبيرة بين القوات الجوية الأوكرانية ونظيرتها الروسية، ومع ذلك تظل الخطوات هامة للغاية فيما يتعلق بمستقبل الجيش الأوكراني، ومن ثمّ مآلات النزاع.

اقرأ أيضًا| هل دربت فرنسا طيارين أوكرانيين على طائراتها المقاتلة؟

ربما يعجبك أيضا