“إسرائيل” تسعى لفتنة كويتية – فلسطينية بعد التقارب الأخوي‎

محمود

كتب – محمد عبد الكريم

في يونيو 2019 أطلق الفلسطينيون اسم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، على شارع مؤدٍ إلى مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية، ورفعت الأعلام الكويتية والفلسطينية على أنغام عزفتها فرقة التشريفات العسكرية الفلسطينية، عرفانا بالجميل للكويت بشكل عام وللغانم بشكل خاص على المواقف المشرفة تجاه فلسطين، ذلك الأمر حدث أيضًا في إحدى الشوارع الرئيسية ببلدة يطا جنوب الضفة، نتيجة موقفه وموقف بلاده من عدم المشاركة في ورشة صفقة القرن، وقبل أيام سميت واحدة من أهم الصالات الرياضية في شمال الضفة باسم “مرزوق الغانم” أيضًا.

موقف سبقه مشهد بطولي آخر للغانم عندما شن هجوما حادا على رئيس الوفد الإسرائيلي في المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي، الذي عقد في مدينة سانت بطرسبورج الروسية، مطالبا بطرده من قاعة الاجتماعات، ووجه حديثه مخاطبًا الوفد الإسرائيلي: “عليك أيها المحتل الغاصب أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة فعل برلمانات العالم.”

وأضاف: “اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من كرامة.. يا محتل يا قتلة الأطفال… أقول للمحتل الغاصب، إن لم تستح فافعل ما شئت”، وهو ما حذا بالوفد الصهيوني للخروج من القاعة، وسط استحسان معظم الحضور لفعلة الغانم.

ابن الكويت المدافع عن قضية الأمة المركزية “فلسطين”، ظل ثابتا على وطنيته، مجافيا للاحتلال ولكل ما يمت له بصله، وكانت اخر مواقفه الشجاعة تمثلت بالهجوم الحاد على خطة “صفقة القرن” الأمريكية_الإسرائيلية، بعد ان رمى بأوراق تحمل تفاصيل “الصفقة” في سلة القمامة.

وقال الغانم إن المكان المناسب للصفقة هو “مزبلة التاريخ”، مضيفا بأن ” الخطة ولدت ميتة، ولن تنجح ألف إدارة وألف دعاية في تسويقها”.

وختم الغانم يومها بالقول: “ما رايكم ان تتركوا مقدساتنا مقابل حزم مالية باضعاف ما تعرضوه”.

وما إن فرغ الغانم من حديثه حتى دوى تصفيق حار أرجاء القاعة التي احتضنت مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد قبل ايام من شهر شباط/فبراير الجاري، تحت شعار “دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، بمشاركة ممثلين عن 20 دولة.

الغانم رمز الوفاء والوطنية في فلسطين

شجاعة ووطنية الغانم المتكررة، جعلت منه ايقونة ورمزا للعمق العربي الوطني والوفي تجاه القضية الفلسطينية،  فقد قوبل تصرف الغانم باحتفاء واسع عبر منصات التواصل، إذ أطلق مدونون وسما بعنوان “مرزوق غانم يمثلني”. كما اعتلى اسم المسؤول الكويتي قوائم الوسوم الأكثر تداولا في عدد من الدول العربية، خاصة في فلسطين.

الأحزاب والفصائل الفلسطينية كلها تسابق السياسيون فيها الى الثناء على مواقف الغانم، ومدح بلاده التي إلى جانب موقف “الغانم”، استثمرت في السابق مقعدها في الأمم المتحدة لنصرة فلسطين، حيث تقدم مندوبها لدى مجلس الأمن، منصور العتيبي، في مايو 2018، بمشروع لحماية المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية.

وبرزت مواقف قوية ومؤيدة للقضية الفلسطينية من المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة، العتيبي، إذ نبه في يناير 2018، في كلمة بلاده أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك القضية الفلسطينية، إلى استمرار “إسرائيل” في الخرق المادي للقرارات الدولية، ومن ذلك القرار الدولي رقم “2334”.

وأمام المواقف المشرفة للكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس أُمّتها، احتفى الفلسطينيون في كل من قطاع غزة ومدن الضفة الغربية بهما؛ لمواقفهما الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة لـ”صفقة القرن”.

ورفع الفلسطينيون لافتة كبيرة تحمل صورتي الشيخ الصباح و”الغانم”، عند مفترق السرايا وسط مدينة غزة؛ تقديراً لموقفهما الرافض لورشة البحرين التي عُقدت مؤخراً في المنامة.

 الصهيونية تحاول إيقاع الفتنة بين الأشقاء

 تمارس دولة الاحتلال الإسرائيلي أساليب خبيثة للوقيعة بين أبناء الشعب الفلسطينى وباقى الشعوب العربية، وذلك من خلال تشويه صورة الفلسطينيين ومحاولة زرع بذور الفتنة والوقيعة بين الفلسطينيين وباقى الشعوب العربية.

ونشرت صفحات إسرائيلية ناطقة بالعربية صورة للنصب التذكارى للرئيس العراقى السابق صدام حسين فى مدينة قليقيلية الفلسطينية بالضفة الغربية، ودعت رئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق الغانم إلى متابعة صورة النصب التذكارى، وذلك بعد أيام من موقف الغانم الرافض للخطة الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط وإلقائها فى سلة المهملات خلال اجتماعات الدورة الـ33 للبرلمان العربى فى العاصمة الأردنية عمان.

وأزاحت السلطات الفلسطينية النقاب عن النصب التذكارى لتمثال صدام حسين فى عام 2017.

واكد محافظ قلقيلية تسمية أحد شوارع المدينة باسم الزعيم العراقى وكتب على النصب التذكارى “سيد شهداء العصر”، وفى الجانب الآخر كتب “فلسطين عربية من النهر إلى البحر”.

هذا الأمر أغضب اليمين الإسرائيلي المتطرف الذى دعا إلى اتخاذ إجراءات ضد النصب التذكاري.

ربما يعجبك أيضا