إسرائيل تشيّد طريقًا يقسم غزة إلى نصفين.. ما السبب؟

الجيش الإسرائيلي يوسع طريقًا يفصل بين شمال القطاع وجنوبه

محمد النحاس

تظهر صور الأقمار الصناعية التي جرى التقاطها في شهر فبراير والتي قدمتها شركة ماكسار، لصحيفة وول ستريت جورنال، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتظهر الصور أنه يوازي طريقًا مرصوفًا بالفعل حيث تعمل القوات على توسيعه.


تشيّد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة داخل غزة، طريقًا وسط القطاع، والذي يهدف لإحكام السيطرة وفصل الشمال عن الجنوب.

وبحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت” جورنال الأمريكية عن مسؤولين عسكريين، فإن الطريق، الممهد بالحصى، يأتي في إطار مساعي إسرائيل لإعادة تشكيل تضاريس القطاع، وإحكام الهيمنة في ميدان معركة شديد التعقيد.

تقسيم القطاع

الطريق الواقع جنوب مدينة غزة، يمتد من الحدود الإسرائيلية بطول يزيد عن 8 كيلومترات ويصل إلى ساحل غزة، ويقسم القطاع إلى قسمين، وفق تقرير الصحيفة الأمريكية المنشور 20 فبراير 2024.

وسيسمح الطريق للجيش الإسرائيلي بالتحرك سريعًا بشكل آمن نسبيًّا بعد انسحاب قطاعات كبيرة من القوات، ويظهر ذلك كيفية استعداد القوات للمرحلة التالية من الحرب.

انسحاب من المناطق المأهولة

من المفترض أن ينسحب الجيش من المناطق المأهولة بالسكان ويركز في المقابل على شن ضربات دقيقة ضد الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وفي ذات التوقيت تنشئ قوات الاحتلال منطقة عازلة داخل القطاع، وحتى الحدود الإسرائيلية.

ووفقًا للتقرير، يخطط المهندسون العسكريون في الجيش الإسرائيلي لتدمير المنازل والمباني على طول الطريق، بهدف توسيعه، كما يقومون بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش.

مهام الحماية والمداهمة

قال قائد الكتيبة المسؤولة عن تشييد الطريق، شمعون أوركابي، لوسائل إعلام عبرية، إن القوات تقوم بإنشاء هذه المنطقة العازلة، والتي أطلقوا عليها مؤقتًا اسم طريق 749 “من أجل حماية المنطقة ومداهمة مناطق تواجد العدو ومنع المرور من الجنوب إلى الشمال والسيطرة عليها بدقة”.

ويمكن أن تستخدم قوات الاحتلال للطريق عبر تسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.

منع المرور من الجنوب إلى الشمال

حسب التقرير، فإن الطريق قد يخلق حزامًا عسكريًّا، يؤدي لمنع نحو مليون من سكان غزة الذين فروا من القصف إلى العودة إلى الشمال، وقد أفاد أحد المسؤولين الذين نقل عنهم التقرير، فإن القوات الإسرائيلية سوف تتولى حراسة الطريق لمنع وقوع هجمات مسلحة.

قال مسؤولون إسرائيليون إنهم لا يعتزمون السماح لسكان غزة النازحين بالعودة على الأقل حتى تنتهي العمليات العسكرية في الشمال ويتم التوصل إلى اتفاق لإعادة نحو 130 رهينة.

تفاصيل إضافية عن الطريق

تُظهر صور الأقمار الصناعية التي جرى التقاطها في شهر فبراير، والتي قدمتها شركة “ماكسار”، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وتظهر الصور أنه يوازي طريقًا مرصوفًا بالفعل حيث تعمل القوات على توسيعه.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جاكوب ناجل، إن الطريق سيخلق فجوة بين شمال غزة وباقي القطاع، لافتًا إلى أنه لن يتم تشييد أي بناء بجوار الطريق، لكنه سيكون له نقاط عبور مختلفة ذات حراسة.

ربما يعجبك أيضا