إسرائيل توافق على عودة سكان شمال غزة باستثناء الشباب.. لماذا؟

إسراء عبدالمطلب

إسرائيل تُصر على عدم عودة سكان الشمال بالكامل، نظرًا لأطماعها في السيطرة على شمالي القطاع.


وسط تبادل الاتهامات بـ”التعنت” بين إسرائيل وحماس بشأن التوصل إلى الهدنة، ظهرت مؤخرًا قضية عودة سكان شمال قطاع غزة إلى مناطقهم كعائق رئيس في المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها القاهرة والدوحة وواشنطن.

ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تضغط على إسرائيل للسماح لأعداد محدودة من المدنيين الذين أجبرتهم الحرب على العودة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة الذي هاجروا منه.

حماس وإسرائيل تتفقان على هدنة موقتة في غزة تشمل تبادل أسرى ورهائن

العودة إلى الشمال

وفقًا للوسطاء العرب المشاركين في المفاوضات، فإن إسرائيل “منفتحة على السماح لألفي شخص يوميًّا، معظمهم من النساء والأطفال، بالعودة إلى الشمال، بشرط عودة 60 ألف فلسطيني كحد أقصى بموجب اقتراح تعتبره إسرائيل مقبولًا”. ولكن هذا الاقتراح “يستثني الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا”.

ووفقًا لـ”وول ستريت جورنال”، يقول المسؤولون العرب إن عودة سكان غزة النازحين “قد تبدأ بعد 10 أيام إلى أسبوعين من تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع”. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين ومصريين أنه يتعين عليهم “المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية، تهدف إلى منع عناصر حماس من العودة مرة أخرى إلى الشمال، حيث يمكنهم استئناف الهجمات على القوات الإسرائيلية”.

أطماع استيطانية

لكن حماس لم تقبل هذه الشروط، حيث تريد إزالة نقاط التفتيش وتطالب بعودة كامل أفراد العائلات المشردة إلى الشمال، بما في ذلك الرجال، ويرى محللون سياسيون أن عودة السكان من الجنوب “أمر معقد ويرتبط بترتيبات أبعد من صفقة هدنة”، لأن العملية “تتطلب المزيد من الحذر الأمني، بالإضافة إلى متطلبات الإيواء والمساعدة الإنسانية”.

ومن وجهة نظر المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، يعود رفض إسرائيل لعودة السكان بالكامل إلى “أطماع استيطانية، إلى جانب دوافع أمنية وانتقامية”.

منطقة عازلة

أضاف منصور: “إسرائيل تصر على عدم عودة سكان الشمال بالكامل، نظرًا لأطماعها في السيطرة عليه (شمالي القطاع)، وأيضًا لتخوفها من أن يصاحب عودة أعداد كبيرة إلى المناطق المتاخمة للحدود، مما قد يؤدي إلى إعادة تشكيل حماس لبنيتها التحتية من جديد”.

وذكرت تقارير خلال الشهر الماضي، أن إسرائيل بدأت منذ الأيام الأولى للحرب في إنشاء “منطقة عازلة” على طول حدودها مع قطاع غزة، حيث يزيد عرضها عن نصف ميل، مما سيمكن القوات الإسرائيلية من رؤية ومنع أي شخص يقترب من الحدود. وتعارض الولايات المتحدة صراحة إنشاء منطقة عازلة، قائلة إنه لا ينبغي أن يكون هناك تغيير دائم في الأراضي الفلسطينية.

ربما يعجبك أيضا