إسرائيل تُحكم السيطرة على الممر الفاصل بين شمال وجنوب غزة.. تداعيات وأبعاد

إسرائيل تُسيطر على الممر الفاصل بين شمال وجنوب غزة.. تداعيات إنسانية وأبعاد عسكرية

محمد النحاس
قطاع غزة

تظل مجرد السيطرة غير كافية من الناحية العسكرية، فإسرائيل لا تقاتل جيشًا نظاميًّا بل تواجه حربًا أشبه بنهج مكافحة التمرد، حيث يظهر مقاتلو الفصائل فجأة ليشنوا هجماتهم ويختفوا مجددًا.


تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة تعزيز سيطرتها على الطريق الفاصل بين شمال وجنوب الجيب الفلسطيني، وفق تحليلات لقطات الأقمار الصناعية.

الطريق الفاصل بين الشمال والجنوب يمر عبر مفترق نتساريم الممتد من شرق القطاع إلى غربه، كان سبيل الانتقال بين جانبي القطاع وبالتالي؛ فإن السيطرة عليه تقوّض حرية حركة الفلسطينين.

إحكام السيطرة

يطوّر الطريق الفاصل بين الشمال والجنوب سلاح الهندسة في جيش الاحتلال ويهدف بالإضافة إلى إحكام السيطرة، تسهيل تحركات القوات، وسهولة الوصول لمناطق القطاع وتنفيذ عمليات توغل سريعة وفعالة.

لكن النهج الإسرائيلي تظل فعاليته موضع شك من الناحية العسكرية أمام واقع ميداني مُعقد، كما أنه يفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع المُدمر، وفق تحليل نشرته مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية 29 أبريل 2024.

تفاقم الأزمة الإنسانية

حسب التحليل، فإنه ومع اقتراب اجتياح رفح، يرى الخبراء أن تشديد قبضة إسرائيل على تدفق السكان والمساعدات إلى شمال غزة يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي بلغت حدًا مروعًا بطبيعة الحال في ظل الحرب المسمترة منذ أكثر من 7 أشهر.

تعليقًا على ما سلف تنقل المجلة عن المسؤول السابق في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ليكس تاكنبرج، قوله إن اختيار موقع الممر يسهل عملية السيطرة حيث يمر على وادي غزة، وهو حد طبيعي بين الشمال والجنوب، كما أنه الجزء الأضيق من القطاع.

نهج غير فعال عسكريًّا

مع ذلك، تظل مجرد السيطرة غير كافية من الناحية العسكرية، فإسرائيل لا تقاتل جيشًا نظاميًّا بل تواجه حربًا أشبه بنهج مكافحة التمرد، حيث يظهر مقاتلو الفصائل فجأة ليشنوا هجماتهم ويختفوا مجددًا.

وحسب الخبير في الشؤون العسكرية، دانيال ديفيس، فإنه إذا ما حدث اجتياح لرفح، ستكون هناك مناطق محدوة للغاية للذهاب إليها، حال لم يُسمح لهم بتجاوز ممر نتساريم.

وفي مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، تماطل إسرائيل بشدة في ما يتعلق بعودة سكان الشمال إلى ديارهم، كما ردد مسؤولون إسرائيلون إنه لن يُسمح بعودتهم إلا عند تطهير المناطق الشمالية من مقاتلي الفصائل.

أين سيذهب النازحين؟

ليس من الواضح كيفية تحقيق التطهير العسكري الكامل خاصةً مع عودة المقاتلين الفلسطينيين للعديد من المناطق بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي أعقب قتالاً دار أشهرًا.

وشكك دانيال ديفيس، في المزاعم الإسرائيلية بشأن إجلاء نازحي رفح قبل الإقدام على عملية الاجتياح، موضحًا أنه “حال كان لدى إسرائيل خطة حقًا لنقل أكثر من مليون نسمة قبل الهجوم، فليس من الواضح إلى أين سترسلهم”.

وقد تشكل سيطرة إسرائيل على الممر أيضًا خطرًا على سكان شمال غزة الذين يواجهون نقصًا في الغذاء والمساعدات. ويشير تاكينبرج في هذا الصدد إلى أنه إذا حازت إسرائيل السيطرة الكاملة على ما يدخل الشمال، فإن ذلك يمنحهم الفرصة لمنع المساعدات من الدخول.

ربما يعجبك أيضا