إفريقيا تتجه نحو الذكاء الاصطناعي بأسلوبها الخاص

كيف تتعامل إفريقيا مع الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع بيئتها وظروفها؟

بسام عباس
نائبة الأمين العام للأمم المتحدة تتفاعل مع الروبوت صوفي، المبرمج للتحدث باللغتين الأمهرية والإنجليزية

تبذل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين جهودًا حثيثة للهيمنة على كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي، ولكن القارة السمراء تبذل جهودًا أقل، ولكنها حيوية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، بحسب مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو”.

وفي موجة من الأنشطة الأخيرة بشأن الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مؤتمرات الصناعة والشركات الناشئة والمبادرات المجتمعية ومقترحات السياسة الوطنية، اعترفت الحكومات الإفريقية ومواطنيها بالعواقب المجتمعية الكبيرة التي ستترتب على الذكاء الاصطناعي.

التنمية الوطنية

أوضح الكاتبان أوبرا أنتوني وجين مونجا، أن صناع السياسات في الشمال العالمي يعملون على حل المشاكل الشائكة المتعلقة بتخفيف المخاطر لنماذج الذكاء الاصطناعي الحدودية لضمان أن الذكاء الاصطناعي آمن، يواجه معظم صناع السياسات الأفارقة تحديًّا آخر، وهو كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتسريع التنمية الوطنية.

وأضافا، في تقريرهما الذي نشرته المجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، الخميس 25 أبريل 2024، أن صناع السياسات الأفارقة ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة لتحقيق أهداف التنمية الوطنية والنمو الاقتصادي، فأطَّروا الذكاء الاصطناعي كمضخمٍ للتحول الرقمي ومسار يمكن أن يساعد في التوصل إلى حلول لتحديات التنمية المستمرة.

وذكرت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” أن صناع السياسات الأفارقة يرغبون في تخفيف الحواجز التي تحول دون نشر الذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل تحقيق تكافؤ الفرص على مستوى العالم، مشيرة إلى وجود حاجة ملحة لتطوير عوامل تمكين الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي وحل المشكلات

قال التقرير إن تأثير الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحًا في الدول التي تتمتع ببنية تحتية تكنولوجية متقدمة وخاصة القدرة الحاسوبية، وتتطلب الخدمات التي تدعم الذكاء الاصطناعي بنية تحتية مادية مثل مراكز تخزين البيانات وكابلات الألياف، وفي جميع أنحاء إفريقيا، هناك حاجة ملحة لبناء هذه البنية التحتية، نظرا للفجوات الرقمية العنيدة التي لا تزال قائمة.

وأوضح أن شباب إفريقيا المبدعين نفد صبرهم، فهم يريدون الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي العديدة في حل المشكلات الأكثر إلحاحًا والفرص الواعدة في القارة، لافتًا إلى أن أكثر من نصف سكان إفريقيا تحت سن 25 عامًا، والعديد من الشباب يفتقرون إلى فرص العمل.

وأضاف أن الضغوط السياسية الناجمة عن الاستجابة لهذه الاحتياجات ساعدت صناع السياسات الأفارقة في التركيز على الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة اقتصادية، ولم يتجاهلوا المخاطر المحتملة، ولاحظوا أن الترويج لذكاء اصطناعي أكثر أخلاقية وتمثيلاً يشكل هدفًا تكميليًّا ضروريًّا لتحقيقه.

وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرواندية تصافح وزيرة التكنولوجيا البريطانية في قمة سلامة الذكاء الاصطناعي

وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرواندية تصافح وزيرة التكنولوجيا البريطانية في قمة سلامة الذكاء الاصطناعي

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

أوضح تقرير المجلة أن سياسة رواندا تضع أخلاقيات ومبادئ توجيهية عملية في مجال الذكاء الاصطناعي مع تطوير المهارات الرقمية وبناء بنية تحتية موثوقة وقدرات حاسوبية، فيما تنظر الجهات الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي من دول الشمال إلى دول الجنوب كأسواق حدودية، ولكنها تمارس قوة سياسية متنامية لمنع طموحاتها أو التعجيل بها.

وأضاف أن من الضروري الاعتراف بدور هذه “الأغلبية العالمية”، والاعتراف بوجهات نظر صناع السياسات الأفارقة من شأنه أن يقطع شوطًا طويلاً نحو إشراكهم بشكل أكثر فعالية في الحوار العالمي بشأن الذكاء الاصطناعي.

ربما يعجبك أيضا