إنجازات الإمارات تتوالى.. إصدار رخصة تشغيل الوحدة الثانية في «براكة»

محمود طلعت

محمود طلعت

تتوالى إنجازات دولة الإمارات في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة، وها هي اليوم تحقق قفزة جديدة بقطاع الطاقة الصديقة للبيئة، عقب إصدار رخصة تشغيل المحطة الثانية في «براكة».

وتفصيلا أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات عن إصدار رخصة تشغيل المحطة الثانية ضمن محطات «براكة» للطاقة النووية السلمية، الواقعة في منطقة الظفرة بأبوظبي.

وبموجب الرخصة، أصبحت شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مفوضة بتشغيل المحطة الثانية في «براكة» على مدى الأعوام الستين المقبلة.

13 عاما من الجهود المكثفة

ويمثل إعلان اليوم محطةً بارزةً في مسيرة دولة الإمارات وإنجازًا استراتيجيًا يُتوّج الجهود المبذولة على مدى 13 عامًا لمراحل تطوير برنامج الإمارات للطاقة النووية، والذي لعبت فيه الهيئة الاتحادية للرقابة النووية دورًا محوريًا في تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.

كما يأتي تتويجًا لمسيرة التعاون والعمل المكثف بين مختلف الأطراف المعنية على الصعيدين الوطني والعالمي، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجمهوريا كوريا وغيرها من الهيئات الرقابية الدولية.

وينقل «براكة» مسار التنمية في الإمارات لمراحل متقدمة تضع الدولة ضمن «نادي الكبار» وفقاً لالتزامها ببناء اقتصاد وطني متنوع وموائم للمتطلبات والمعايير العالمية لمواجهة تحديات التغيير المناخي والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية، وخفض الانبعاثات الكربونية.

لحظــــــة تاريـــخية هـــامة

وبهذه المناسبة، قال السفير حمد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية «إنها لحظة تاريخية هامة لدولة الإمارات كونها أول دولة عربية في المنطقة تدير محطة للطاقة النووية، بما يكفل تلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة».

وشدد على أن برنامج الإمارات للطاقة النووية، بما في ذلك القوانين واللوائح النووية والأطر الرقابية، يتوافق مع معايير السلامة والأمان التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأفضل الممارسات الدولية، حيث حرصت الهيئة على الالتزام بها خلال عملية بناء محطة «براكة».

1837197450056874451

 ويأتي القرار اليوم تتويجًا لأعوام من التعاون والعمل المكثف مع الأطراف المعنية على الصعيدين الوطني والدولي، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجمهورية كوريا وغيرها من الهيئات الرقابية الدولية الأخرى.

مسيرة إنجاز المحطة الثانية

في مارس 2015 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقديمها طلب الحصول على رخصة تشغيل المحطتين الأولى والثانية في براكة إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وجاء تقديم رخصة التشغيل بعد عملية استمرت 5 أعوام تعاونت فيها المؤسسة مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» المقاول الرئيسي للمؤسسة لتقديم تقارير عن توافق المحطات مع أعلى معايير السلامة.

وفي أغسطس 2018 اجتازت المحطة الثانية اختبار الأداء الحراري إلى جانب اجتيازها لاختباري السلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل في مارس من عام 2019.

وفي يوليو من العام الماضي 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية.

تقييم الجاهزية التشــغيلية

واجتازت المحطة الثانية الشهر الماضي بنجاح تقييم الجاهزية التشغيلية التي أجراها فريق دولي من خبراء الطاقة النووية في المركز الأطلسي التابع للرابطة العالمية للمشغلين النوويين والذي أكد على جاهزية المحطة لبدء العمليات التشغيلية.

وأظهرت الاختبارات السابقة أداء نموذجيا للمحطة الثانية من حيث السلامة الهيكلية، كما أثبتت أن كافة أنظمة المحطة قادرة تمامًا على أداء دورها بشكل موثوق وآمن فور بدء المرحلة التشغيلية.

وكانت المحطة الثانية في براكة قد اجتازت العديد من الاختبارات المتخصصة لأنظمتها بشكل فردي ومشترك مثل اختبار التوازن المائي البارد واختبار الأداء الحراري والسلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل.

مشـــروع عالمي للطاقة

يمضي مشروع «براكة» الاستراتيجي بثقة وثبات نحو هدف إنجاز تشغيل محطاته الأربع بشكل كامل والتي ستوفر حينها نحو 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية على مدار الساعة وللأعوام الستين المقبلة.

ويعد «براكة» واحدًا من أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم من حيث تطوير أربع محطات متطابقة في آنٍ واحد تضم كل منها مفاعلاً من طراز «APR 1400» المتقدم.

ويعتبر هذا المفاعل واحدًا من أحدث تصميمات المفاعلات النووية في العالم وأكثرها تقدمًا من الناحية التكنولوجية ويلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء وتم اعتماده من قبل الجهات الرقابية المختصة في كل من الإمارات وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

813248794357755990 1

ويحتوي تصميم المفاعل على طبقات حماية متعددة وأنظمة أمان متطورة تضمن توقف المفاعل والعودة لوضع الأمان بشكل تلقائي وإزالة الحرارة في حال الظروف غير الاعتيادية.

وتوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة. كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنويا.

أعلى معايــير الســــــلامة

وضمانًا للالتزام بأعلى معايير السلامة والأمان الدولية بمجال الطاقة النووية وحظر الانتشار النووية، استقبلت دولة الإمارات خلال العقد الماضي 11 بعثة تقييم شاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراجعة وتقييم مختلف جوانب البنية التحتية النووية والإطار القانوني والتنظيمي، ومعايير السلامة النووية والأمان.

وتعتبر الشفافية من أبرز مبادئ السياسة النووية التي التزمت بها حكومة الإمارات عبر التقيّد بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية مثل “اتفاقية الضمانات الشاملة” والبروتوكول الإضافي لاتفاقية الضمانات الشاملة التي وقعتها الدولة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتفاقية السلامة النووية وغيرها.

ووفقا لوكالة أنباء الإمارات «وام»، وصلت نسبة الإنجاز في مشروع «براكة» بمحطاته الأربع إلى 95% على النحو التالي: «المحطة الأولى: تعمل، المحطة الثانية: تم استكمال عمليات البناء، المحطة الثالثة 94%، المحطة الرابعة 88%».

158701162 1896521087169579 6643352280079948794 o

ربما يعجبك أيضا