إيران.. أنشطة سرية للحصول على التكنولوجيا المتقدمة من ألمانيا

جاسم محمد

كتب – جاسم محمد

ما زالت الانتقادات توجه إلى الحكومة الألمانية ورهانها على العلاقات التجارية مع إيران، وكذلك الإبقاء على اتفاق خمسة زائد واحد حول الملف النووي الإيراني، وهذا ما يمثل ثغرة في الأمن الأوروبي القومي وأمن ألمانياـ الانتقادات من داخل ألمانيا وكذلك من قبل الولايات المتحدة ضد الحكومة الألمانية، بأنها تجري تعاملات تجارية على حساب أمنها القومي.

أكد تقرير استخباراتي ألماني سعي إيران إلى الحصول على تكنولوجيا أسلحة وأنظمة صواريخ عبر أنشطة تجسس تقوم بها فوق الأراضي الألمانية.

وقالت صحيفة “جورزليوم بوست” -يوم 28 أغسطس 2020- إن التقرير الجديد، الصادر عن منطقة ولاية سارلاند الألمانية، يدعم ما جاء في تقرير سابق صادر عن منطقة “بادن”، وأكد بدوره سعي طهران إلى الحصول على تكنولوجيا أنظمة ناقلات الصواريخ منذ عام 2019.

حذر التقرير السنوي للاستخبارات الألمانية الداخلية من استخدام إيران المتزايد للبنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات الألمانية، للوصول لمعلومات حساسة تستخدمها في التحايل على العقوبات المفروضة عليها، وجاء في التقرير الذي يمتد على 388 صفحة، ويعدد التهديدات الداخلية التي تواجهها البلاد، أن هناك أنشطة متزايدة لإيران في ألمانيا فيما يتعلق بالتحركات السيبريانية.

تحاول إيران دائما، الحصول على المنتجات الضرورية من خلال عمليات شراء غير قانونية وهناك 141 محاولة من قبل إيران لتأمين سلع غير مشروعة لأغراض الانتشار خلال عام 2019 وفقا لتقرير الاستخبارات الألمانية، وتستخدم إيران الأكاديميين للقيام بأنشطة غير قانونية تتعلق ببرامج الأسلحة النووية وغيرها، بالإضافة إلى استخدام تبادل الأبحاث في الجامعات في قطاع الإجراءات البيولوجية والكيميائية”.

حجم التبادل التجاري بين إيران وألمانيا

تراجعت أعداد العمال لدى الشركات الألمانية في إيران، ويشير تقرير حديث إلى تراجع الصادرات الألمانية إلى إيران بأكثر من 50%.

كما تراجعت أيضا واردات ألمانيا من إيران. ويعود ذلك إلى العقوبات الأمريكية على طهران.

وذكرت صحف مجموعة “فونكه” -الألمانية الإعلامية الصادرة استنادا إلى بيانات غرفة التجارة والصناعة الألمانية- أن صادرات ألمانيا لإيران تقلصت إلى نحو 233 مليون يورو خلال شهري يناير حتى فبراير عام 2019، بتراجع قدره 52.6% مقارنة بنفس الشهرين عام 2018.

وتراجعت واردات ألمانيا من إيران بنسبة 42.2% لتصل إلى نحو 41 مليون يورو خلال عام 2019.

وقالت المديرة التنفيذية لغرفة التجارة والصناعة الألمانية-الإيرانية، داغمار فون بونشتاين: إن السبب في هذا يعود إلى السياسة الصارمة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إيران، وأضافت: “السوق في إيران صارت صعبة للغاية بسبب العقوبات الأمريكية والظروف الاقتصادية في البلاد”.

وتوضح فون بونشتاين، أنه يوجد الآن في إيران تمثيل لحوالي 60 شركة ألمانية أي نصف ما كانت عليه الأمور عندما تم التوصل للاتفاق النووي.

بنوك إيرانية ما زالت تعمل داخل ألمانيا

نشرت منظمة “الاتحاد ضد إيران النووية” يوم 8 أبريل 2020، كشفت فيه أن حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سمحت لخمسة بنوك إيرانية على الأقل بالتعامل بصفة عادية، رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وكياناتها الاقتصادية والمالية.

ووفق التقرير، لا يزال بنك “ميلي” الإيراني في ألمانيا، يعمل بطريقة عادية، وهو بنك وطني مملوك بالكامل للحكومة الإيرانية، ويعد من أكبر الشركات المالية من حيث الإيرادات. التقرير قال كذلك: إن “ألمانيا تبقى الشريك التجاري الأكبر مع طهران في أوروبا”.

ففي عام 2019، يضيف التقرير، “صدّرت الشركات الألمانية سلعًا بقيمة 1.64 مليار دولار لإيران.

إيران تمثل تهديدا لأمن ألمانيا

إن التقرير الذي نشرته صحيفة جوروزليم بوست -نقلا عن استخبارات ولاية سارلاند الألمانية- دون شك يتمتع بالمصداقية، وهو يتوافق مع تقرير الاستخبارات الفيدرالية لعام 2019 المكون من 388 صفحة، شخص التهديدات الداخلية التي تواجهها ألمانيا ، منها أنشطة متزايدة لإيران بالتحركات السيبريانية.

وهذا يؤكد مصداقية المعلومات التي تناولتها الصحيفة، إيران تسعى دائما لاستكمال ترسانتها التسليحية بالصواريخ وأسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي.

تسعى إيران من خلال عقد صفقات مع الشركات الألمانية، من خلال وسطاء وشركات، غير إيرانية أي تحت “جنسيات اخرى”، لكن الشروط التي وضعتها الحكومة الألمانية على صادراتها إلى إيران تمكنها من إيجاد علاقات مع الشركات الألمانية وتتبع أصل تلك الصفقات، وهذا ما مكن الحكومة الألمانية من إفشال أكثر من 140 محاولة شراء من قبل إيران خلال عام 2019، تبقى المراكز العلمية والبحثية والجامعات نصب أعين إيران، بسرقة الأبحاث العلمية ومعلومات التكنولوجيا الحديثة من خلال شن هجمات سيبرانية.

إن إيران مصممة على الوصول إلى الأسلحة الأكثر دمارًا هذه إحدى الخلاصات التي وردت في تقرير صادر عن وكالة المخابرات الحكومية في بادن-فورتمبيرغ المكون من 181 صفحة.

ما تسعى إليه إيران هو استكمال الترسانات الموجودة وتحسين نطاق أسلحتها وإمكانات تطبيقها وفاعليتها وتطوير أنظمة أسلحة الدمار الشامل الذرية والبيولوجية والكيميائية أو المنتجات أو التكنولوجيا اللازمة لتصنيعها.

تشديد الرقابة على أنشطة إيران غير القانونية

ألمانيا مستمرة برصد ومراقبة أنشطة إيران داخل ألمانيا ، وجاء ذلك على لسان مايكو هايس وزير الخارجية الألماني يوم 27 أغسطس 2020: “نحن لسنا ساذجين بشأن إيران، ونعرف أنها تلعب دوراً خطيراً في المنطقة”. وهي إشارة واضحة على عدم تراخي ألمانيا مع إيران حول أنشطتها غير القانونية داخل ألمانيا وأوروبا.

بات متوقعا أن ينفرط عقد اتفاق خمسة زائد واحد مع تخلي إيران التزاماتها حول الملف النووي، وهذا يتناسب طرديا مع الميزان التجاري الألماني الإيراني، إن تقلص العلاقات التجارية بين البلدين من شأنه أن يحرم الاستخبارات الإيرانية الكثير من الفرص، لتفعيل أنشطتها على الأراضي الألمانية.

إيران ما زالت تستفيد من مراكزها التجارية وشركاتها العاملة في ألمانيا، إلى جانب استخدام واجهات عدة للحصول على التكنولوجيا الحديثة من ألمانيا في مجال التسلح.

ربما يعجبك أيضا