اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

آية سيد
اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

اتهم رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حكومة الهند بالتورط في قتل زعيم سيخي على الأراضي الكندية.


تشهد العلاقة بين كندا والهند توترًا متصاعدًا على خلفية مقتل زعيم سيخي مناهض لحكومة نيودلهي، على الأراضي الكندية.

وحسب ما أوردت هيئة الإذاعة الكندية (سي بي سي)، أمس الاثنين 16سبتمبر 2023، اتهم رئيس الوزراء، جاستن ترودو، حكومة نيودلهي بالتورط في قتل زعيم سيخي، وهو ادعاء قالت إنه ستكون له آثار مزلزلة في العلاقة الثنائية المضطربة بالأساس.

ما القصة؟

في 18 يونيو الماضي، تعرض المواطن الكندي، هارديب سينج نيجار، لإطلاق نار أفضى إلى موته، خارج معبد سيخي في مدينة سوري بمقاطعة كولومبيا البريطانية، أقصى غرب كندا.

اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

المواطن الكندي هارديب سينج نيجار

وفي وقت سابق، صنفت الحكومة الهندية نيجار إرهابيًّا، واتهمته بقيادة جماعة انفصالية. ووفق «سي بي سي» كان نيجار مؤيدًا لإقامة وطن للسيخ في دولة مستقلة، تُسمى خالصتان.

اتهام الهند

أشار ترودو، أمس الاثنين، إلى أن جهاز الأمن الوطني الكندي لديه أسباب للاعتقاد بأن “عملاء للحكومة الهندية” قتلوا هذا المواطن الكندي.

وقال أمام مجلس العموم الكندي: “كانت أجهزة الأمن تتابع الادعاءات الموثوقة بوجود رابط محتمل بين عملاء حكومة الهند ومقتل المواطن الكندي، هارديب سينج نيجار”، لافتًا إلى أن “أي تورط لحكومة أجنبية في قتل مواطن كندي على أراضٍ كندية يُعد انتهاكًا غير مقبول لسيادتنا”.

 

اقرأ أيضًا| الشرطة الهندية تعتقل انفصاليًّا من السيخ بعد مطاردة استمرت شهرًا

رفض الاتهام

أضاف رئيس الوزراء الكندي: “نعمل من كثب وننسّق مع حلفائنا بشأن هذه المسألة الخطيرة”. وأفاد مصدر حكومي رفيع لـ«سي بي سي» أن ترودو أحاط بعض قادة الدول الحليفة لكندا، مثل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي، جو بايدن.

ورفضت الهند الاتهامات الكندية بوصفها “سخيفة وذات دوافع”، وفق ما نقل موقع ذي إنديان إكسبريس. وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، في بيان: “هذه الادعاءات التي لا أساس لها تسعى لصرف الانتباه عن إرهابيي خالصتان، الذين وجدوا ملاذًا في كندا، ويواصلون تهديد سيادة الهند ووحدة أراضيها. وتقاعس الحكومة الكندية في هذا الشأن يُعد شاغلًا قديمًا ومستمرًا”.

 

طرد دبلوماسيين

صرحت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أنها أمرت بطرد دبلوماسي هندي رفيع المستوى، وفق «سي بي سي». وأفاد مكتب جولي بأن الدبلوماسي هو رئيس جناح البحث والتحليل (جهاز الاستخبارات الخارجية للهند) في كندا. وقالت إنها تتوقع تعاون الهند لحل المسألة.

وردًا على هذا، طردت الهند دبلوماسيًا كنديًّا، ومنحته مهلة 5 أيام لمغادرة البلاد، وفق ما أوردت وكالة أنباء رويترز. وقالت وزارة خارجية الهند، في بيان، إنه جرى استدعاء السفير الكندي في نيودلهي وإخطاره بقرار الطرد.

وأضافت: “القرار يعكس قلق حكومة الهند المتزايد بشأن تدخل الدبلوماسيين الكنديين في شؤوننا الداخلية، وتورطهم في أنشطة معادية للهند”.

استهداف السيخ في كندا

اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

موقع اغتيال الزعيم السيخي هارديب سينج نيجار في كندا

حسب «سي بي سي»، قالت منظمة السيخ العالمية في كندا، التي تدافع عن مصالح السيخ، إن نيجار تحدث عن وجود “تهديدات لحياته” قبل مقتله، وزعم أن أجهزة الاستخبارات الهندية تستهدفه. وأضافت المنظمة أن “العديد من السيخ الكنديين مهددون” وموجودون على “قائمة الاغتيالات” الهندية.

ولفتت المنظمة إلى أن ما أعلنه ترودو “يعلمه السيخ في كندا منذ عقود، وهو أن الهند تستهدف السيخ في كندا”.

اقرأ أيضًا| لأغراض انتخابية في كندا.. لماذا رقص جاستن ترودو في الهند؟

علاقات فاترة

رأى مدير مجموعة أبحاث مجموعة الـ20 بجامعة تورنتو الكندية، جون كيرتون، أن فتور العلاقات كان واضحًا بين الوفدين الكندي والهندي في قمة نيودلهي. وقال، في تصريح لشبكة بلومبرج الأمريكية، إن العلاقات الآن “في أدنى مستوياتها”، مضيفًا أنها “مسألة خطيرة للغاية، لكنها في هذه المرحلة لا تزال في نطاق الادعاءات”.

اتهام بالقتل وطرد دبلوماسيين.. التوترات تتصاعد بين كندا والهند

ناريندرا مودي وجاستن ترودو في قمة الـ20

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن تدهور العلاقات يهدد بعرقلة خطط الاتفاق التجاري، الذي لا يزال في مراحله المبكرة. وصرحت الدولتان هذا العام أنهما تتوقعان الاتفاق على معاهدة تجارية بنهاية 2023، لكنها تأجلت قبل قمة الـ20.

والأسبوع الماضي، أجلّت كندا بعثة تجارية إلى الهند في أكتوبر المقبل. وحسب مسؤول حكومي هندي، ستظل المحادثات التجارية مع كندا معلقة، حتى حل “تطورات سياسية معينة”.

تداعيات خطيرة

في حين أن كندا ليست ضمن أكبر 20 شريكًا تجاريًا للهند، فإن أي انهيار في المفاوضات التجارية سيمثل ضربة للأخيرة، التي تحاول وضع نفسها عالميًّا كسلسلة إمداد بديلة للصين، وفق بلومبرج.

وقد تشكل التوترات بين البلدين مشكلة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي يحاول التودد لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في ظل سعي واشنطن لبناء جبهة موحدة ضد جزم الصين في منطقة الهندوباسيفيك. وتحاول إدارة بايدن كذلك استعادة العلاقات مع كندا، التي توترت تحت حكم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

ربما يعجبك أيضا