اجتماع “خليجي أوروبي” في بروكسل.. الأهمية ودلالات التوقيت

محمود طلعت

استضافت العاصمة البلجيكية بروكسل اجتماعًا وزاريًا بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.. فماذا حمل الاجتماع وما أهميته ودلالات توقيته؟.


بحث اجتماع وزاري بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، بمقر الاتحاد في بروكسل الاثنين 21 فبراير 2022، تعزيز علاقات التعاون في مجموعة واسعة من المجالات.

واتفقوا خلال الاجتماع على مجالات التعاون، التي شملت الحوار السياسي والأمن والسياسة الخارجية والتجارة والاستثمار والتنمية والطاقة ومكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن و الاستقرار. مستعرضين  سبل توطيد التعاون والتنسيق الخليجي بشأن التحديات الإقليمية والعالمية والملفات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الآراء حولها ولا سيما ملفات الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.

رئاسة عربية أوروبية واجتماع على الهامش

ترأس الاجتماع من الجانب الخليجي وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي فيصل بن فرحان، وترأسه عن الجانب الأوروبي شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي. بحضور خليجي مثَّله من البحرين عبد اللطيف الزياني، والكويت أحمد ناصر المحمد الصباح، وقطر سلطان المريخي، فضلًا عن سفير الإمارات في بلجيكا محمد السهلاوي، ووكيل الخارجية العماني خليفة بن علي الحارثي.

وعلى هامش الاجتماع الوزاري الخليجي الأوروبي الـ26، ترأس وزير الخارجية السعودي، أول أمس الأحد 20 فبراير 2022، اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. تناول الاجتماع العلاقات الخليجية وتعزيزها، وسبل توطيد التعاون والتنسيق الخليجي بشأن التحديات الإقليمية والعالمية.

دلالة التوقيت والقلق الأوروبي

يأتي انعقاد الاجتماع الخليجي الأوروبي في توقيت حساس وبالغ الأهمية، تشهد فيه أوروبا قلقًا متناميًا خشية غزو روسي محتمل لأوكرانيا، فضلاً عما يترتب على ذلك من تداعيات. وتناول الاجتماع سبل تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في جميع المجالات، وبناء علاقات وثيقة بينهما، وأهمية العلاقات الخليجية – الأوروبية والحرص على تطويرها في المجالات كافة.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، قد أشار في تصريحات أول أمس الأحد 20 فبراير 2022 إلى أهمية العلاقات الخليجية-الأوروبية التي ترتكز على سبل تعزيز التعاون واستراتيجية تخدم المصالح المشتركة بين الجانبين.

تصميم أوروبي على تعزيز العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي

يُبدي الاتحاد الأوروبي اهتمامه البالغ بتعزيز علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، خلال اجتماعه مع وزراء خارجية المجلس على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التي عُقدت في 22 سبتمبر 2021.

وأشار بوريل إلى وجود تصميم أوروبي على تعزيز العلاقات مع مجلس التعاون في القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك القضايا الاستراتيجية، ومن بينها النفط والغاز والاقتصاد الرقمي، ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي يشارك الدول الخليجية مشاغلها بشأن أمن المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بإيران وملفها النووي.

السلام في الشرق الأوسط والملف الحوثي على طاولة الاجتماع

استعرض الوزراء خلال اجتماعهم في بروكسل، الاثنين 21 فبراير 2022، التقدم المثمر في الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، ومحضر اجتماع لجنة التعاون المشترك المنعقد في الأمانة العامة، 03 فبراير 2022م، واجتماع لجنة الحوار السياسي والمديرين الإقليميين في أكتوبر 2021. وأشاروا إلى أهمية مواصلة تعزيز العلاقات بينهما في ظل التحديات الإقليمية لتكون أساسًا قويًّا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وتبادلوا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط، واليمن، وإيران، وليبيا، وسوريا، ولبنان، والعراق، وأفغانستان، وأعربوا عن إدانتهم بأشد العبارات للهجمات الإرهابية التي شنتها ميليشيا الحوثي باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة ضد السعودية والإمارات. مؤكدين دعمهم للحلول السلمية لليمن، ورفضهم للإرهاب بجميع أشكاله الذي يشكل خطرًا على السلم والأمن الدوليين.

كما اتفق وزراء مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي على عقد اجتماعهم المقبل في عام 2023 بمنطقة مجلس التعاون.

ربما يعجبك أيضا