احتجاجات الشعب الإيراني مستمرة والنظام يخشى المواجهة.. ماذا يحدث؟

يوسف بنده

بعد انهيار مبنى "متروبول" في عبادان الإيرانية، استمر المتظاهرون في الاحتجاج بسبب تفشي الفساد، وقلق النظام من انتقال التظاهرات السياسية إلى مدن أخرى.


دعت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء 31 مايو 2022، الحكومة الإيرانية إلى احترام حق المواطنين الإيرانيين في التجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير.

الاحتجاجات في إيران انطلقت في معظم المحافظات منذ مطلع مايو الماضي، بسبب ارتفاع الأسعار وخطة الحكومة لرفع الدعم. وبين المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي، أمس: “نقف مع الشعب الايراني الذي يريد أن تسمع أصواته”.

انهيار «متروبول»

انهيار مبنى متروبول في محافظة خوزستان بجنوب غرب إيران، الذي أسفر عن 34 قتيلًا، زاد من اشتعال الاحتجاجات في مدينة عبادان، إحدى المدن النفطية الرئيسة في المحافظة الحدودية مع جنوب العراق. وأدت الحادثة إلى خروج المواطنين للشوارع في تحركات مسائية خلال الأيام الماضية، حدادًا على الضحايا وتضامنًا مع عائلاتهم، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الكارثة.

وتمثل محافظة خوزستان حالة حرجة لدى النظام الإيراني الحاكم في طهران، لأهمية هذه المحافظة من الناحية الاقتصادية، ولتعدد الاثنيات في تركيبتها التي تنادي بالفيدرالية، خصوصًا في ظل تهميش المحافظة رغم ما تمتلكه من ثروات نفطية. واندلعت تظاهرات أخرى في مدن عدة بوسط إيران بينها أصفهان ويزد، تضامنًا مع أسر الضحايا.

الموت لخامنئي

بدأت السلطات الإيرانية تقلق من تحول حركة الاحتجاجات من الفئوية إلى السياسية، بعدما رفع المتظاهرون شعارات “الموت لخامنئي”، مطالبين بإسقاط رأس نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران، المرشد الأعلى، علي خامنئي. ورددوا أيضًا: “يكذبون ويقولون أمريكا، عدونا هنا”. أي أن المتظاهرين لم يعد يهتموا بشعارات النظام حول الغرب والمؤامرات على بلدهم وثورتهم.

والتطور الملحوظ الذي طرأ على الاحتجاجات في خوزستان، هو التحاق قبائل عربية تمثل أغلبية سكان المنطقة إلى المحتجين في عبادان، ورفعوا أعلامًا خاصة بكل قبيلة. وتلجأ السلطات إلى قطع الانترنت عن المدن التي تستمر فيها الاحتجاجات لمنع تأثير التظاهرات على بقية المدن الأخرى، بما يضع النظام في مواجهة مع حركة احتجاجية تشمل كافة المدن، وتهدد استقراره.

ضع سلاحك أرضًا

يظهر قلق السلطات من تحول مسار التظاهرات إلى ثورة، كشفت صحيفة “كيهان” اللندنية المعارضة، أن عددًا من السينمائيين الإيرانيين الذي دعوا في بيان، القوات الأمنية إلى “وضع أسلحتها أرضًا، والعودة لأحضان الشعب”. في إشارة إلى احتجاجات مدينة عبادان، جنوب غرب إيران.

وكتب المخرج الإيراني، محمد رسول آف، وهو أحد الموقعين على البيان المذكور، على صفحته على موقع “إنستجرام”: “بعد ساعات من صدور البيان أجريت اتصالات مكثفة من قبل مختلف المؤسسات مع الموقعين على البيان، واستمرت الضغوط لسحب التوقيعات أو إجراء مقابلات مع وكالات الأنباء لإبطال شرعية البيان”.

ربما يعجبك أيضا