اختراق حصن بوتين.. هل انهارت إمبراطورية الرئيس الروسي بعد تمرد فاجنر؟

عمر رأفت
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تسبب تمرد قوات فاجنر الروسية وقائدها يفيجني بريجوجين في شكوك حول قدرة بوتين على الاستمرار في فرض سيطرته على روسيا خلال الفترة القادمة.


كشف تمرد رئيس مجموعة فاجنر، يفيجني بريجوجين، تراجع سيطرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، داخل روسيا.

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس السبت 24 يونيو 2023، أن الرئيس الروسي فقدَ سيطرته تمامًا على ما وصفته المجلة بـ”العصابات المسلحة” التي من صنعه، وبدأت هالته تتلاشى.

انقلاب شامل

قالت المجلة الأمريكية إن “وجود قوة من المرتزقة المسلحين، قوامها 25 ألف جندي، (فاجنر)، يستولون على مركز القيادة العملياتية الروسية لحرب أوكرانيا، ويتقدمون نحو موسكو، هو أكبر تهديد وجودي واجهه بوتين خلال فترة حُكمه التي استمرت أكثر من 20 عامًا”.

وقال المدير السابق للشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ألكسندر فيندمان “هذا التمرد تطور إلى انقلاب شامل”، وأضاف، في تصريحاته لفورين بوليسي “المستفيد الأكبر من هذا هو أوكرانيا، وخسر الروس حربهم في أوكرانيا، وفتحوا جبهة ثانية على أراضيهم”.

اقرأ أيضًا: من ذراع الكرملين إلى التمرد.. ماذا نعرف عن «فاجنر»؟

وأشارت فورين بوليسي إلى أن مجموعة فاجنر التابعة لبريجوجين تُعد من أكثر المنظمات المرتزقة الخاصة شهرة في روسيا، ولديها بعض المقاتلين الأكثر خوضًا في المعارك في روسيا، غير أن بريجوجين هو أحد المقربين لبوتين منذ فترة طويلة.

بوتين

بوتين

تحدٍ كبير لحكم بوتين

بدأ بريجوجين طاهيًا شخصيًّا للزعيم الروسي، وحوَّل صداقته مع بوتين إلى إمبراطورية تجارية مربحة، ويخضع لعقوبات أمريكية منذ سنوات، ويرجع هذا جزئيًّا إلى تمويله مزارع الترول أو القزم، وهي مجموعة مؤسسية من المتصيدين على الإنترنت التي تسعى إلى التدخل في الآراء السياسية وصنع القرار.

وأكدت الصحيفة أن “تمرد بريجوجين حقق حتى لو ليوم فقط تحديًا كبيرًا لحكم بوتين داخل روسيا، ومن اللافت للنظر، وفقًا لبريجوجين، سيطرت فرقته على مدينة روستوف، جنوب روسيا، وهي شريان مهم في خطوط إعادة الإمداد الروسية إلى أوكرانيا، دون أي مقاومة من قوات الكرملين”.

اقرأ أيضًا: بوتين يتصل بحلفائه بعد فوضى فاجنر.. هل أظهروا دعمهم؟

وقالت فورين بوليسي “لأول مرة منذ تولي بوتين السلطة، خضعت أجزاء من الأراضي الروسية لسيطرة القوات المسلحة التي تسعى للإطاحة به”، مضيفة “صورة بوتين أصبحت ضعيفة أمام العالم، على الرغم من قوله إنه سيقمع هذا التمرد بكل قوة”.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

مبدأ فرِّق تسد

أضافت أن بوتين يسير بمبدأ فرِّق تسد، فقد رعى فاجنر لفترة طويلة كقوة موازنة للجيش الروسي، ومنح بريجوجين شخصيًّا سلطة شبه عسكرية متزايدة، ويشترك في اختيار مراكز القوة الحالية، من عشيرة قديروف في الشيشان، إلى الأوليجارشية الذين يعارضون مشاركة بوتين في الحرب الأوكرانية، إلى المافيا المحلية التي تفرض سيطرتها على بعض المناطق النائية لروسيا.

وأوضحت فورين بوليسي أن تكتيكات بوتين السابقة، لن تنجح إلا عندما يكون لدى بوتين القوة التي لا جدال فيها والمكانة والقدرة على السيطرة على الفصائل المتنافسة ضد بعضها البعض، حتى لا يصبح مركز قوة مستقلًا بشكل كبير.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

انقلاب مراكز القوة المتنافسة على بوتين

أشارت إلى أن انقلاب مراكز القوة المتنافسة على بوتين يُعد شهادة على كيفية سقوط الزعيم الروسي وتراجعه، فقد كانت هذه العصابات المسلحة بالبنادق تخاف من بوتين ذات يوم، ولكنهم الآن يرون أن الفرصة مناسبة لفرض سيطرتهم، فلم يعد بوتين سيد الدمى، بل أصبح الآن مطاردًا بشكل متزايد.

ونتيجة لما ذكرته المجلة سلفًا، فلا يمكن استبعاد تلاشي سيطرة بوتين على السلطة، وانهيار حكمه خلال الفترة المقبلة بسرعة، ولا يمكن لأحد تخيلها، وحتى لو نجا بوتين، فسلطته لن تكون، كما كانت في السابق.

ربما يعجبك أيضا