اعترافات الإيزيديات الهاربات من داعش “في سوق السبايا”

شيرين صبحي

رؤية
ميلانو- صدر حديثا عن منشورات المتوسط، كتاب “في سوق السّبايا” للكاتبة دنيا ميخائيل، وفيه تشتغل على تسجيل اعترافات النّساء الإيزيديّات الهاربات من داعش بمساعدة عبدالله الذي ساعدها في الاتّصال بهنّ وهو نفسه من تعرّفه الشّاعرة في كتابها “عبدالله الذي كان بالأصل مربّيا للنّحل أنقذ عشرات السّبايا بطريقه لإنقاذ أخته”.

يقول النّاقد العراقيّ حاتم الصّكر على غلاف الكتاب: “بجانب توثيقه للحظة شديدة الدراماتيكيّة والحزن، في تاريخ العراق والعالم، فإنّ كتاب دنيا ميخائيل يقدّم نموذجا للكتابة الجديدة العابرة للأنواع، والمازجة بين تقنيات الشّعر… ومستلزمات السّرد، وعناصر الريبورتاج، والتحقيق المباشر. فيكون ما سمعت الكاتبة من الضّحايا مسرحا لتلاقي الشّعر والواقع في انصهار أليف ومؤثّر”.

خلال التّسجيلات التي تقوم بها كاتبة ليست أجنبيّة عن مهنة الصّحافة، تعود المآسي والأحزان والمعاناة التي شهدها الشّعب العراقيّ خلال عقود طويلة مثل سلسلة تفضي كلّ حلقة إلى تاليتها ممرّرة توتّرا أعمق وحرقة أكبر، وفقا لصحيفة “العرب”.

يتشكّل نصّ دنيا كيانا جامعا يبثّ فيه الشّعريّ والقصصيّ والإخباريّ دون قدرة على فصل خاصيّة دون أخرى ليكون أنموذجا للكتابة الأدبيّة الإبداعيّة المتحرّرة من قلق تصنيفها والملتزمة فقط، التزاما حرّا، بكينونتها الأصيلة.

إنّه كتابٌ يكشفُ مآسي لا تصلها عدسة الكاميرا ويصوغ حكايات الألم العراقيّ على نحو لا يمكن معه أن تركن إلى تلك البلادة التي خلّفها تكرار مشاهد القتل والموت على شاشة التّلفاز. “عندما كانت تصوّرنا الأقمار الصّناعيّة من فوق، فنبدو مجرّد نقاط تتحرّك في مختلف الاتّجاهات. الخوف الذي كان يدفعنا إلى تلك الحركات العشوائيّة لم يظهر في الصّور”. الحكاية تتشكّل في داخلك الأعمق وتكتمل فيه دون أن تخلّف تلك المسافة البلهاء التي تجعل المرء يخمّن: هذا لا يحدث في بيتنا على أيّة حال.

ربما يعجبك أيضا