اعتقال بوتين في البرازيل.. أزمة تهدد قمة العشرين المقبلة

أبدى الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، تراجعًا عن موقفه بشأن اعتقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حال وجوده في البرازيل.

وعلى هامش حضوره قمة الـ20 في نيودلهي يومي 9 و10 سبتمبر الحالي، تحدث لولا دا سيلفا عن أن بوتين إذا حضر قمة المقبلة في البرازيل خلال 2024 لن يتعرض للاعتقال، غير أن الرئيس البرازيلي عاد وأظهر موقفًا مختلفًا.

تراجع عن التصريحات الأولى؟

في ما بدا موقفًا مغايرًا لموقفه الأول، قال الرئيس البرازيلي، المحسوب على اليسار، والبالغ من العمر 77 عامًا: “إذا قرر الرئيس الروسي القدوم إلى البرازيل، فإن الجهة المخول إليها تحديد ما إذا كان ينبغي اعتقاله، هي القضاء”.

وأردف لولا دا سيلفا أن: “الحكومة والكونجرس (البرلمان البرازيلي) ليس من شأنهما تحديد ما سيجري”، وذلك خلال تصريحات صحفية أدلى بها أمس الاثنين 11 سبتمبر 2023، حسب ما نقلت صحيفة الجادرديان البريطانية.

تصريحات مثيرة للجدل

كانت تصريحات الزعيم اليساري، صاحب الصيت الواسع، والسياسة الخارجية المنفتحة على الأطراف كافة، أثارت دهشةً واستغرابًا بعد أن قال لمحاوره الهندي إنه “لا يوجد سبب للإقدام على اعتقال بوتين” حال سفره لحضور قمة مجموعة الـ20 في البرازيل نوفمبر 2024.

ووصف خبير العلاقات الدولية في مركز جيتوليو فارجاس بساو باولو، أوليفر ستونكل، تعليقات لولا دا سيلفا بأنها “ضارة وليست ضرورية”، وكتب في منشور على موقع إكس: “لم يكن بوتين ليأتي أبدًا إلى البرازيل على أي حال.. وبدلًا من إظهار لولا لنفسه كرجل سياسة مخضرم، بدا بتعليقه عديم الخبرة”.

وجاءت تصريحات لولا المثيرة للجدل متعارضة مع تصريح وزير الخارجية البرازيلي، ماورو فييرا، في وقت سابق من هذا العام، بأن بوتين “قد يواجه مشكلات” إذا سافر إلى أي بلد عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها البرازيل.

مذكرة اعتقال ضد بوتين

في شهر مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، مذكرة اعتقال ضد بوتين، متهمةً إياه بالمسؤولية عن ارتكاب ما قالت إنه “جرائم حرب” في أوكرانيا.

وباعتبار أن البرازيل موقعة على “نظام روما الأساسي” الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، فإن البرازيل ملزمة بالتعاون مع المحكمة، وفق ما ذكر التقرير المنشور في صحيفة الجارديان البريطانية.

اعتماد البرازيل على روسيا

في تصريحاته التي أدلى بها، قال الزعيم اليساري صاحب الباع الطويل في عالم السياسة: “أعتقد أن الجميع بدأ يدرك أن الجميع قد سئم هذه الحرب (الروسية الأوكرانية)”.

لكن حسب الجادريان، يرى البعض أن إحجام البرازيل عن الوقوف إلى جانب أوكرانيا يرجع جزئيًّا إلى اعتمادها الكبير على الأسمدة الروسية في القطاع الزراعي، الحيوي لدى البرازيل، علمًا بأن ما يقرب من ربع واردات الأسمدة يأتي من روسيا.

اقرأ أيضًا| ميدفيديف: أي محاولة للقبض على بوتين ستكون إعلان حرب على روسيا

اقرأ أيضًا|الصين عن مذكرة اعتقال بوتين: على المحكمة الجنائية اتخاذ موقف منصف