اقتصاد روسيا.. بوتين يتحدث عن التعافي وخطط جذب الاستثمارات وإزاحة الدولار

إبراهيم جابر
الاقتصاد الروسي - اقتصاد روسيا

رؤية – إبراهيم جابر

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العديد من التصريحات في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، بشأن الوضع الاقتصادي في بلاده وبداية تعافيه من أزمة كورونا، وخطط حكومته والبنك المركزي للسيطرة على التضخم، وجذب الاستثمارات من الدول الصديقة وغير الصديقة، فضلا عن التخلي عن استخدام الدولار كعملة احتياطية دولية، لمواجهة التهديدات الاقتصادية المحتملة خصوصا في ظل توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن.

“تعافي الاقتصاد”

الرئيس الروسي، بدأ حديثه خلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة في المنتدى، اليوم؛ بالتأكيد على أن الاقتصاد الوطني وسوق العمل في روسيا يقتربان بالفعل من مستويات ما قبل الأزمة، قائلا: “بفضل التدابير السريعة والتي تمت في الوقت المناسب، الاقتصاد الروسي وسوق العمل يقتربان بالفعل من مستويات ما قبل أزمة (كورونا).. نجحنا في إنقاذ ملايين الوظائف وتجنبنا حدوث انخفاض حاد في دخل المواطنين الروس”.

وأقر بوتين بوجود مشاكل مرتبطة بنمو البطالة وانخفاض الدخل الحقيقي للسكان، مبينا أن البطالة في روسيا صعدت والدخل تراجع لكن لم تحدث كارثة، لافتا إلى وجود نسبة بطالة عالية نسبياً بين الشباب، داعيا الحكومة للعمل في هذا الاتجاه، وأنه تم إطلاق تدابير لدعم الشركات والمواطنين المتضررين من أزمة كورونا، بحسب “وكالات”.

وأشار إلى أنه تقرر تمديد برامج القروض الميسرة للمواطنين لمدة عام آخر، وأن أكثر من 500 ألف أسرة روسية حصلت على قروض ميسرة ومنخفض، مشددا على أهمية العمل بين الأقاليم والحكومة في روسيا لجذب استثمارات جديدة، متوقعا نمو الاقتصاد العالمي في 2021 بمستويات قياسية، استنادا على أن الاقتصاد العالمي بدأ يتعافى ويعود لطبيعته بشكل تدريجي رغم الصعوبات.

“جذب الاستثمارات”

وكشف الرئيس الروسي، عن خطة بلاده لجذب الاستثمارات إلى روسيا من البلدان المدرجة على قائمة “الدول الصديقة” التي تبنتها موسكو مؤخرا، موضحا أن الطريقة لجذب الاستثمارات إلى روسيا من الدول “غير الصديقة” تكمن في التعاون مع الشركات والأشخاص في هذه الدول الذين لا يرون في روسيا عدوا، وفقا لـ”روسيا اليوم”.

وأشار الرئيس خاصة إلى أن الشركات الأمريكية مهتمة بمواصلة العمل في روسيا ولا تريد خسارة مواقعها في هذا البلد رغم كل القيود السياسية، لافتا إلى أن وفدا من رجال الأعمال الأمريكيين يحضر تقليديا منتدى بطرسبورغ، ويضم هذا العام أكثر من 200 شخص، ما يجعل منه الوفد الأكثر تمثيلا في الفعالية.

“الغاز باليورو”

وأعلن بوتين إنه يؤيد قيام الدول الأوروبية بتسديد ثمن الغاز الروسي باليورو بدلاً من الدولار، في ضربة جديدة للعملة الأمريكية ومحاولة روسيا “التخلي عن الدولار” في اقتصادها، منوها إلى استعداد بلاده للنظر في إمكانية التسديد بالعملات الوطنية (…) اليورو مقبول تماماً بالنسبة لنا لتسديد الغاز. .يمكن القيام بذلك وربما ينبغي القيام به”.

وأعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف، أمس؛ أن الصندوق السيادي الروسي الذي تودع فيه عائدات صادرات النفط، سيصفّي جميع أصوله بالدولار خلال شهر، على خلفية التهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة.

وفقاً للعديد من المراقبين، سيكون لهذا الإعلان بعد سياسي أكثر منه اقتصادي قبل القمة التي ستجمع لأول مرة في 16 يونيو (حزيران) الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، على خلفية توتر شديد بين واشنطن وموسكو.

“تعدد العملات الاحتياطية”

وقال الرئيس الروسي إن تعدد العملات التي تستخدم كاحتياطات في العالم سيضمن سلامة ومرونة الاقتصاد العالمي، وأن استخدام واشنطن للدولار كأداة سياسية يضر بها، مضيفا: “”منطق تطور النظام الاقتصادي العالمي والنظام النقدي العالمي يشيران إلى أن هناك حاجة إلى تعدد العملات الاحتياطية لضمان أمن واستقرار الاقتصاد العالمي والنظام المالي”.

وذكر بوتين، أن استخدام الولايات المتحدة للدولار كأداة تنافسية وسياسية يضر بها كعملة احتياطية دولية، مشيرا إلى أن “الاستقرار والقدرة على التنبؤ والموثوقية أمران مهمان فالعملة ليست مهمة. إذا كان المصدر، وفي حالتنا الولايات المتحدة، لا تقدر عملتها الوطنية كعملة احتياطية دولية، لأنها تستخدمها كأداة للمنافسة والنضال السياسي وهذا يضر بالدولار كعملة احتياطية للعالم، وإذا رفضت صناعة النفط الدولار فستكون هذه ضربة خطيرة للغاية للعملة الأمريكية باعتبارها عملة احتياطية عالمية”.

“رفع الفائدة”

تصريحات بوتين تأتي في الوقت نفسه الذي يدرس فيه البنك المركزي الروسي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس (0.25% أو 0.50%)، في اجتماع مرتقب الأسبوع المقبل.

قالت محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا: إنَّ الخيارات قيد الدراسة حتى يوم 11 يونيو، وستشمل الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير بالإضافة إلى زيادتها، مضيفةً أنَّه من السابق لأوانه الحديث عن مقدار الزيادات المحتملة لرفع الفائدة، بحسب ما أفادت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.

وفي حديثها أمام منتدى بطرسبورغ الاقتصادي العالمي، قالت نابيولينا: إنَّ ارتفاع معدل التضخم في الآونة الأخيرة مدفوع بعوامل دائمة، وإنَّ البنك المركزي يعتزم السيطرة على دوَّامة التضخم.

وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف وصف الاقتصاد بأنَّه “محموم” في ظلِّ معدل التضخم السنوي 5.9% حالياً، مقابل 4% المعدل المستهدف لدى المركزي الروسي.

توقَّع 16 خبيراً اقتصادياً رفع سعر الفائدة على الروبل الروسي بمقدار 25 نقطة أساس، في حين توقَّع ستة منهم رفعه بمقدار أكبر، بينما توقَّع محللٌّ واحد فقط تثبيت سعر الفائدة، وفقاً لمسح أجرته “بلومبرغ”.

ربما يعجبك أيضا