الأردن.. مخيم الزعتري: تسرّب مدرسي متسارع لمواجهة الفقر

محمود رشدي

رؤية

عمان- تضطر العديد من الأسر السورية اللاجئة في مخيم الزعتري في الأردن إلى إرسال أبنائها إلى سوق العمل، لمواجهة الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها سكان المخيم، بعد تخفيف أغلب منظمات الإغاثة الدولية لمساعداتها للاجئين السوريين.

ونتيجة لذلك يضطر الآلاف من الأطفال اللاجئين إلى مغادرة مقاعد الدراسة لتلبية رغبات عائلاتهم بالعمل لكسب من يمكن أن يحسن من أوضاعها، سيما وأن سوق العمل الأردني مفتوح دون قيود إلا قليلة أمام العمالة السورية.

ويقيم في مخيم الزعتري أكثر من 80 ألف لاجئ سوري معظمهم قدم من الجنوب السوري، يرفض الكثير منهم العودة إلى بلادهم، على الرغم من فتح الحدود بين البلدين منذ 5 شهور، خشية تعرضهم للملاحقة الأمنية أو التوقيف، أو إلحاق أبنائهم الشباب في التجنيد الإجباري بالجيش السوري.

وبحسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” فإن حوالي 5 آلاف طفل من 25 ألف طفل في مخيم الزعتري منقطعون عن الدراسة لأسباب من أبرزها الالتحاق بسوق العمل، بحسب مصادر في المنظمة.

وتضيف هذه المصادر لـ24 أن المنظمة تبذل بمساعدة وزارة التربية والتعليم الأردنية جهوداً كبيرة في محاولة إعادتهم إلى مقاعد الدراسة، مشيرة إلى أن 635 طفلاً يلتحقون حالياً ببرنامج تعزيز ثقافة المتسربين، فضلاً عن 161 طفلاً ضمن البرنامج الاستدراكي.

وتحاول “اليونيسف” حث المانحين على توفير 24 مليون دولار إضافي لدعم التعليم الرسمي وغير الرسمي للأطفال خلال 2019.

وبحسب الفتى محمد كمال (14 عاماً)، فإن ما يدفعه إلى سوق العمل هو أوضاع أسرته المالية السيئة، سيما بعد تراجع مساعدات المنظمات الدولية.

ويشير إلى أنه يتمكن من الحصول على أجرة يومية لقاء عمله في مجال الإنشاءات حوالي (20 دولاراً) تمكن أسرته من العيش بكرامة وشراء مستلزمات لا توفرها مساعدات المنظمات الدولية.

ويقول الطفل حسين ياسين (12 عاماً) أنه لا يجد صعوبة في العمل بالسوق الأردني، سيما وأنه لا يتم التفتيش على السوريين أسوة بالعمالة الوافدة الأخرى، مشيراً إلى أن أصحاب العمل الأردنيين يفضلون العمالة السورية على العمالة الأخرى لأنها ماهرة وتعمل لساعات طويلة بأجور قليلة، بالمقارنة مع العمالة الأردنية.

ويوجد 32 مدرسة في مخيم الزعتري تضم أكثراً من 20 ألف طالب وطالبة، يقوم على تدريسهم 1200 معلم ومعلمة 990 أردنيين، والباقي من المساندين السوريين.

(وكالات)

ربما يعجبك أيضا