الإصلاحي «بزشكيان» يجتذب الأصوات الرمادية في إيران

يبدو أن مرشح الإصلاحيين في انتخابات الرئاسة الإيرانية، مسعود بزشكيان، بات يقلق المحافظون والمتشددون من قدرته على جذب الأصوات الانتخابية.

إذ بينما يلتف حول بزشكيان الإصلاحيون والإثنيات المختلفة، يعجز حتى الآن التيار المحافظ الالتفاف حول مرشح واحد، خاصة أن هناك منافسين قويين من التيار المحافظ في الانتخابات، هما: محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي.

بزشكيان عند مرقد الامام الخميني

هجوم المتشددين

اتهمت صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد الأعلى، علي خامنئي، والتي يدير، المحافظ المتشدد، حسين شريعتمداری، المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان بخداع الشعب الإيراني، من أجل كسب الأصوات الرمادية والمعتدلة.

وأوضحت الصحيفة في مقالة تحت عنوان “كيهان والقراء”، اليوم الأحد 16 يونيو، أن بزشكيان قال في خطاب تلفزيوني إنه سيمضي على خطى حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، بينما مسؤولو حملته من الإصلاحيين المتشددين الذين عارضوا سياسة حكومة رئيسي.

لقاء المرشح بزشكيان مع المرجع الديني، جواد آملي

جذب الأصوات الرمادية

يعمل بزشكيان على عدم إثارة غضب النظام الحاكم، وذلك بإرسال إشارات تدل على التزامه بهذا النظام والولاء له، فقام بزيارة مرقد مؤسس الجمهورية الإسلامية، الإمام الخميني، والتقى هناك بحفيد الخميني الذي يشرف على مؤسسته، والمعروف باعتداله السياسي، حيث طالب بزشكيان بالالتفات إلى القضايا الاقتصادية.

وحسب تقرير صحيفة “آرمان امروز” الإيرانية، اليوم الأحد، فقد ذهب بزشكيان أيضًا إلى الحوزة الدينية في قم، وهناك التقى بالمراجع الدينية، ومنهم آية الله جوادي آملي، المعروف بمواقفه السياسية ودعمه للشخصيات المعتدلة.

أيضًا انتماء بزشكيان لتركيبة إثنية متعددة، تلعب دورًا مهمًا في جذب أصوات إثنيات المجتمع الإيراني نحوه، إذ ينتمي إلى الثقافة الأذربيجانية من ناحية الأب والكردية من ناحية الأم، وهما من أكبر الإثنيات العرقية المكونة للمجتمع الإيراني.

وقد سعى بزشكيان إلى اجتذاب أصوات الإثنيات المذهبية، مثل أهل السنة بين البلوش والتركمان والكرد، من خلال إصداره بيان تحت عنوان الآية الكريمية “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير”.

الجيل زد

يعزف الشباب من الجيل زد عن المشاركة في الحياة السياسية في إيران، خاصة أن هذا الجيل له تطلعاته المختلفة عن جيل الأباء، وقد اصطدم هذا الجيل بالنظام الحاكم بعد حادثة مقتل فتاة الحجاب مهسا أميني.

ويشير سيد محمد بطحائي، عضو اللجنة الانتخابية لمسعود بزشكيان، أن جيل الشباب الذي يعبر عن أفكاره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قد بدأ الاهتمام بالحياة السياسية، بعد ترشح الإصلاحي بزشكيان.

أيضًا نجح بزشكيان في اجتذاب المرأة الإيرانية، خاصة أنه قد أقام مؤتمرًا انتخابيًا خاص بالنساء في طهران، الجمعة 14 يونيو، بهدف بعث رسالة للمرأة الإيرانية، أنها على رأس أولويات حكومته، فحسب تقرير صحيفة “آرمان امروز”، فإن المرأة الإيرانية قد واجهت تغيرات عميقة في أسلوب حياتها وتفكيرها في إيران، وهو ما يحتاج إلى سياسي يعترف بهذه التغييرات التي وقعت في المجتمع الإيراني.