الإمارات تسطّر التاريخ.. مهمة فضائية جديدة إلى الزهرة و«حزام الكويكبات»

محمود طلعت
مهمة استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات

رؤية – محمود طلعت

بعزيمة صلبة وطموح لا حدود له، تواصل دولة الإمارات رحلتها التنموية الشاملة، عن طريق وضع الخطط الشاملة  والاستراتيجيات الدقيقة المحكمة والتي تحقق الرفعة والازدهار لأبناء الوطن وتعزز الريادة العالمية للدولة.

مهمـــة تاريــخية

وضمن مشاريع الخمسين وفي رحلة استكشافية تاريخية تقطع 3.6 مليار كيلومتر لإثراء المعرفة البشرية ببيانات ومعطيات علمية غير مسبوقة، أعلنت دولة الإمارات اليوم الثلاثاء عن مهمة جديدة في مجال الفضاء.

وتتضمن الرحلة بناء مركبة فضائية إماراتية تصل خلالها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطا تاريخيا على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، كما تستغرق مدة المهمة العلمية 5 سنوات تمتد من عام 2028 وحتى عام 2033.

وتم الإعلان عن المشروع الإماراتي الرائد خلال فعالية حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الوطن بأبوظبي.

الفضــــاء العميق

وبهذا التحدي الذي اعتاد عيال زايد خوض غماره، تحقق الإمارات أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون أول دولة عربية والرابعة عالميا ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات.

المشروع الفضائي الجديد والذي يستكشف أسرار تشكّل المجموعة الشمسية، سيعزز من مسيرة دولة الإمارات التنموية والعلمية ويرسخ مكانتها في مجال استكشاف الكواكب والفضاء العميق.

كما يرسخ ريادة الإمارات وجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية في قطاع استكشاف الفضاء وعلومه والصناعات والأبحاث والعمليات المرتبطة به.

ونجحت الإمارات في فبراير الماضي من تحقيق إنجاز تاريخي بإرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ ، وكانت خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.

خدمة الإنســـانية

وتطلق دولة الإمارات مهمة استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات بأهدافه العلمية غير المسبوقة عالميا لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.

ويسهم المشروع في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية من قبل في مختلف قطاعات وتخصصات علوم الفضاء، لتحقيق قفزة علمية تاريخية للمعرفة الإنسانية.

وتعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.

محطة مستقبلية

يقول محمد القرقاوي -وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي- إن مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية محطة مستقبلية جديدة ضمن مشاريع الخمسين تؤكد أن دولة الإمارات تعمل دائماً بطموح لا يعرف المستحيل وهمة لا تتوقف.

ويضيف أن الرحلة الفضائية الإماراتية الجديدة ستحمل معها طموحات وابتكارات وعلوم وجهود فرق علمية وهندسية وبحثية متكاملة، ستعمل باستمرار من الآن وحتى حلول موعد الإطلاق لضمان الوصول بالمهمة الفضائية الإماراتية إلى أهدافها العلمية.

ويؤسس المشروع لحقبة جديدة في علوم الفضاء ويشكل نقلة معرفية هائلة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير تقنياته وعلومه، وسيحقق إنجازات علمية وتكنولوجية عديدة.

جهود عيال زايد

من جهتها أكدت سارة الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، أن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات سيسطّر بفضل دعم القيادة الرشيدة وجهود أبناء زايد مستقبلاً حافلا بإنجازات في مجال علوم الفضاء.

وقالت الأميري: «هذه مهمة فضائية تاريخية جديدة لدولة الإمارات لتكون رابع دولة عالميًا ترسل مهمة لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات»، مضيفة أن دولة الإمارات ستساهم في الكشف عن معلومات علمية تتيح للبشرية فهما أعمق للكون والمجموعة الشمسية.

المهمة الإماراتية الجديدة ستعمل على تشجيع الكوادر الوطنية لإنشاء مشاريع متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالفضاء كالملاحة الفضائية وأنظمة التوجيه والتحكم، إلى جانب جذب المواهب والكفاءات العلمية والتقنية إلى الدولة.

كما تشكل محطة تاريخية جديدة على مسار استئناف مساهمة المنطقة العربية في الاكتشافات العلمية والحضارة الإنسانية، لدعم المجتمع العلمي العالمي وإثراء المعرفة البشرية بمعلومات وبيانات ومعطيات علمية غير مسبوقة.

حزام الكويكبات

وتمثل الرحلة المليارية التي تقطعها مهمة المشروع الفضائي الإماراتي العربي الأول من نوعه 7 أضعاف رحلة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» الذي نجح بقطع 493 مليون كيلومتر في الفضاء العميق للوصول إلى مدار الكوكب الأحمر.

ويمتد حزام الكويكبات الذي يستهدف المشروع الفضائي الإماراتي الجديد استكشافه ضمن المجموعة الشمسية بين مداري كوكب المريخ وكوكب المشتري، ويحتوي على كويكبات وأجسام فلكية مكونة من الأحجار والمعادن.

وتتفاوت أحجام هذه الأجسام الفلكية من جسيمات الغبار وحتى كويكبات بقطر يصل إلى 1000 كيلومتر، وقد لعبت جاذبية كوكب المشتري دوراً كبيراً في تكوين هذا الحزام.

244481879 4341956855923005 1012700285535523587 n

وحزام الكويكبات عبارة عن قرص نجمي دوار يقع بين كوكبي المريخ والمشتري على بعد 300 إلى 450 مليون كيلومتر من الشمس وهو ما يعادل من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس.

ويعادل حجم حزام الكويكبات 50 تريليون تريليون كيلومتر مكعب، ويضم مليارات الأجسام والأجرام التي يتراوح حجمها من أحجار صغيرة إلى كويكبات يبلغ حجمها ثلث حجم القمر.

ربما يعجبك أيضا