«الإمارات للسياسات» يبحث محاولة روسيا التمركز في البحر الأحمر من بوابة إريتريا

رؤية

أصدر مركز الإمارات للسياسات، الاثنين 20 فبراير 2023، دراسة بعنوان “صيد النفوذ في أسمرة: هل تحاول روسيا التموضع في البحر الأحمر من بوابة إريتريا؟”.

تتحدث الدراسة، عن جولة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الإفريقية الثانية خلال 6 أشهر التي بدأها في 23 يناير 2023، وشملت جنوب إفريقيا، وإسواتيني، وأنجولا، بزيارة لم يعلن عنها مسبقًا لإريتريا في 26 من الشهر نفسه.

والتقى لافروف، خلالها الزيارة، الرئيس أسياس أفورقي، في اجتماع مغلق ركز على ديناميات الحرب الروسية الأوكرانية وتعزيز العلاقات الثنائية في قطاعات الطاقة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والصحة.

فرصة سانحة

تشير الدراسة إلى أن روسيا و إريتريا يخططان لدراسة فرص استخدام الإمكانات اللوجستية لميناء مصوع والترانزيت عبر مطار المدينة، وجاء ذلك بعد أسبوعين فقط من إعلان السفير الإريتري لدى موسكو، بيتروس تسيجاي، عن توقيع بلاده مذكرة تفاهم للتعاون بين مينائي مصوع الإريتري وسيفاستوبول الروسي في البحر الأسود.

تأتي جولة لافروف في سياق ما تشهده القارة الأفريقية من حراك دولي متزايد يندرج في إطار صراع النفوذ والتنافس الدولي المحموم الذي أججته الحرب الروسية الأوكرانية وباتت إفريقيا، بما فيها منطقة القرن الإفريقي، أحد أكثر مسارحه اشتعالًا.

تطابق الرؤى

يترجم التقارب الروسي-الإريتري تطابق الرؤى حيال العديد من القضايا والملفات الساخنة دوليًّا وإفريقيًّا وإقليميًّا، كما يعكس رغبتهما في تعزيز الأهداف والمصالح المشتركة، بما فيها مواجهة الضغوط الغربية، وتخفيف العزلة الدولية المفروضة عليهما، وتعزيز موقعهما في معادلة التوازنات الدولية والإقليمية.

وعلى مستوى الدعم السياسي وتنسيق المواقف في المحافل الأممية، مثلًا، كانت إريتريا واحدة من 5 دول صوتت ضد قرار للأمم المتحدة في 2 مارس 2022 يدين الحرب الروسية الأوكرانية، وقبل ذلك، عارضت روسيا، في ديسمبر 2021، مشروع قرار اعتمده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدعو للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في إثيوبيا، وهو القرار الذي رفضته إريتريا أيضًا.

تمركز طويل الأمد

خلصت الدراسة، إلى أن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أواخر يناير الماضي، إلى أسمرة، أظهرت تزايد اهتمام موسكو بإريتريا، لاسيما في ضوء إشارة لافروف خلال الزيارة إلى إمكانية استخدام الإمكانات اللوجستية لميناء مصوع، وكذلك لمطار المدينة في مجال الترانزيت.

رغم الممانعة الأمريكية والغربية القوية، يتوقع أن تكثف روسيا جهودها لإنجاز اتفاق مع أسمرة يسمح لبحريتها بالتمركز طويل الأمد في السواحل الإريترية، جنوب البحر الأحمر، وخاصة في ظل تعثر تنفيذ اتفاقيتها مع الخرطوم بشأن إقامة قاعدة لها في بورتسودان.

وستتاح لروسيا، على الأرجح، بعض الفرص لتحقيق تقدم في علاقتها الاقتصادية مع إريتريا، والاستفادة مما تقدمه الأخيرة من مزايا استثمارية للدول الصديقة، لكن عجلة تعاونهما الاقتصادي، على المدى المتوسط، ستظل أبطأ بالمقارنة مع الحراك الصيني المتسارع في القرن الإفريقي، بما فيها إريتريا ذاتها.

للاطلاع على الرابط الأساسي للدراسة اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا