الإنترنت.. حرام على الشعب حلال على ملالي إيران

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

حرام على الشعب حلال عليه.. في إيران فقط إنترنت “حلال” يسمح لنظام الملالي بالبقاء على اتصال، وإنترنت “محرم” لن يعود إلى الخدمة حتى يعلن الشعب التوبة عن خطاياه كما يقولون.

فالإيرانيون يرتكبون الجريمة تلو الأخرى كما يروج النظام، متذرعا بصور الحرائق والدمار التي ينشرها ليلا ونهارا فيلقي الضوء على رد فعل البعض المتمثل بإشعال الحرائق ويتعمد التعتيم على الفعل نفسه !

صحيفة أمريكية تفضح الملالي

تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن حجب السلطات الإيرانية للإنترنت عن عشرات الملايين في خضم الاحتجاجات الشعبية الرافضة لنظام ولاية الفقيه. الصحيفة أفادت بأن السلطات الإيرانية عملت منذ احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009 على مشروع يسمى الإنترنت الوطني أو الشبكة الحلال.

 وأشارت إلى أن هذا المشروع قادر على قطع اتصال الإيرانيين بالفضاء الإلكتروني وأنه يستضيف بشكل آمن المنصات الرقمية داخل البلاد ومن الممكن أن ينفصل عن الإنترنت، إذ بإمكان الشبكة الوطنية أو الحلال تصفية أو حظر المحتوى.

الصحيفة الأمريكية قالت إن النظام الإيراني اعتمد قطع الإنترنت كوسيلة للضغط على المحتجين. مضيفة أن نحو 93 % من مستخدمي الإنترنت حُرموا من هذه الخدمة باستثناء المؤسسات الحكومية وبعض الجامعات الخاصة!

كلفة اقتصادية فادحة

الصحيفة تحدثت أيضا عن الكلفة الاقتصادية التي يتكبدها النظام الإيراني نتيجة وقف الخدمة والتي تصل لـ 370 مليون دولار يوميا!

قطع النظام الإيراني لخدمات الإنترنت هو وسيلته لإضعاف قوة المتظاهرين في اتجاهين .. الأول سحب سلاح القدرة على الحشد منهم، والثاني إخفاء جرائمه التي يرتكبها بحقهم، فيسلب منهم حرية التواصل مع العالم الخارجي, في الوقت الذي يمكن لرموز النظام الاتصال حصريا بالشبكة.

قتل بدم بارد لمن يظهر وجهه في المظاهرات .. إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي .. حديث عن مقابر جماعية ببعض المدن الإيرانية. هي بعض أمثلة لما يصل إلينا مع إنترنت يعمل بقوة 4% فقط فكيف إن كان بكامل قوته!

عودة الإنترنت.. غير معلومة

إلى ذلك، رأى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة، أن “هناك من كان يحاول القيام بتفجيرات في ميناء عسلوية جنوبي البلاد وتدمير شبكة الهواتف المحمولة ومنع حركة الشحن”. قبل أن يعلن وزير الاتصالات، محمد جواد آذري، أنه لا يعلم بتوقيت عودة الإنترنت في البلاد، لكنه سيعود حتماً في وقت قريب”.

وأفادت منظمة “نت بلوكس” للأمن السيبراني، أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكلٍ شبه كلي في إيران، على وقع المظاهرات التي تشهدها غالبية المحافظات والمدن في البلاد، رفضاً لقرار زيادة أسعار البنزين.

وكانت الأمم المتحدة قد اعتبرت بشكل صريح عملية إغلاق الإنترنت والرقابة التي تقودها الحكومة على أنها انتهاك لحقوق الإنسان، مضيفة قطع الإنترنت للائحة طويلة من الانتهاكات الحقوقية التي يرتكبها نظام الملالي داخل وخارج البلاد.

ربما يعجبك أيضا