الاتحاد الأوروبي في cop27.. تعهدات طموحة وهروب من «التعويضات»

ولاء عدلان

الاتحاد الأوروبي: سنعمل خلال cop27 مع مانحين آخرين لتشجيعهم على زيادة إسهاماتهم في تمويل العمل المناخي.


تتسلط الأضواء على مشاركة الاتحاد الأوروبي في مؤتمر قمة المناخ cop27 بشرم الشيخ المصرية، بصفته أكبر مساهم في التمويل.

وانطلق cop27 اليوم الأحد 6 نوفمبر 2022، وسط زيادة في وتيرة الأحداث المناخية القاسية هذا العام، وزيادة المطالبات للدول المتقدمة بالوفاء بوعودها، في ما يتعلق بتعويض الدول النامية عن أضرار الاحتباس الحراري.

تعهدات أوروبية

قبيل أيام من وصول وفده إلى شرم الشيخ، جدد الاتحاد الأوروبي تعهداته بتعزيز العمل على الصعيدين الدولي والإقليمي لمكافحة تغير المناخ، والعمل مع دول التكتل لوضع اللمسات الأخيرة على خطة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في بلدانه 55% بحلول 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.

ودعا وزراء البيئة الأوروبيون في بيان بتاريخ 24 أكتوبر، الشركاء الدوليين لوضع أهداف طموحة تخدم اتفاق باريس، في ما يتعلق بالحد من زيادة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مشددين على ضرورة الخفض التدريجي لاستخدام الفحم في توليد الطاقة، وفق موقع المفوضية الأوروبية.

 

تمويل العمل المناخي

شدد بيان وزراء البيئة الأوروبيين على أن ملف تمويل الخسائر الناجمة عن تأثيرات الاحتباس الحراري، قضية أساسية ضمن مناقشات cop27 لكي تتمكن الدول النامية من التكيف مع التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن الاتحاد يعد أكبر مساهم في التمويل الدولي لقضايا المناخ، بـ23 مليار دولار بين عامي 2020 و2021.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية ومسؤول ملف المناخ، فرانس تيمرمانز: “نحن بحاجة إلى الانتقال من الطموح إلى العمل، لذلك سيلعب الاتحاد الأوروبي دور بناء الجسور، لإيجاد حلول فعالة لتأمين احتياجات البلدان الأكثر فقرًا لمواجهة تغيرات المناخ”.

هدف بـ100 مليار دولار

خلال العام 2009 تعهدت الدول الغنية في اجتماع بكوبنهاجن، بتوفير مبلغ 100 مليار دولار سنويًّا بحلول 2020، لمساعدة الدول النامية على التكيف مع تغيرات المناخ، إلا أنها لم تقترب من الوفاء بهذا التعهد حتى اللحظة. وحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لم يتجاوز متوسط التمويل 83.3 مليار دولار سنويًّا.

وسيكون هذا التعهد وكيفية الوفاء به محل نقاش في cop27 بين 6 و18 نوفمبر الحالي. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: “سنعمل مع مانحين آخرين لتشجيعهم على زيادة إسهاماتهم وتحقيق هدف 100 مليار دولار بحلول 2023، ومضاعفة تمويل التكيف بحلول 2025 مقارنة بمستويات 2019” دون التعهد بتمويل جديد.

Untitledثيبصثص

تمويل الدول الصناعية لمُكافحة تغير المناخ 2013-2020

مطالبة بآلية تعويض منفصلة

تطالب البلدان الأكثر فقرًا بآلية منفصلة عن هدف الـ100 مليار دولار، لتعويضها عن أضرار التغير المناخي الناجم بالأساس عن انبعاثات الدول الصناعية المتقدمة.

وعلى سبيل المثال، تولد إفريقيا أقل من 4% من إجمالي الانبعاثات العالمية، في حين أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يتسببان في 24% من إجمالي الانبعاثات، وفق دراسة لمجلة “ذا لانسيت” الطبية البريطانية، نشرتها في 2020.

ملف «التعويضات» ومعارضة بروكسل

قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي لـ”يورو نيوز” الجمعة الماضي، إن بروكسل ستجدد خلال cop27 معارضتها لإنشاء آلية أو صندوق دولي جديد للتعويضات المناخية، مضيفًا: “لا يوجد حل واحد للتعويضات يناسب الجميع”.

ويصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة معالجة أي تعويض محتمل من خلال الآليات القائمة، بما في ذلك المساعدات الإنسانية والإنمائية، قبل طرح أي أموال جديدة على الطاولة.

معارضة أوروبية أمريكية

أثارت قضية تعويضات المناخ خلافًا خلال cop27 عندما دفع تحالف من 134 دولة نامية مع الصين، نحو إدراج ملف إنشاء صندوق لتعويضات الدول الأكثر فقرًا ضمن جدول الأعمال، ليصطدم بمعارضة أمريكية أوروبية.

وسيتطرق cop27 رسميًّا وللمرة الأولى إلى هذا الملف، بتحريك أساسي من مصر. وتعد الدنمارك أول دولة في العالم تعلن نيتها تقديم تعويضات بـ13 مليون دولار إلى الدول النامية.

اعتراف أمريكي بالمسؤولية

نهاية أكتوبر الماضي، اعترف المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، جون كيري، بأن بلاده وكذلك البلدان المتقدمة تتحمل مسؤولية عن أضرار الاحتباس الحراري. وتجنب كيري الحديث عن التعويضات المناخية، مكتفيًا بالقول: “على البلدان المتقدمة مساعدة الدول النامية على التكيف مع آثار تغير المناخ، والدفاع عن مستقبلها”.

ويشار إلى أن مكتب التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة، توقع في تقرير حديث ارتفاع فاتورة تكيف البلدان النامية مع التغيرات المناخية إلى نحو 300 مليار دولار بحلول 2030، في حين أن شركة “بلاك روك” لإدارة الأصول قدرت الرقم في 2021 بنحو تريليون دولار سنويًّا.

جهود بروكسل في ملف تغير المناخ

يعتبر نشطاء المناخ أن الدول الصناعية المتقدمة، بما فيها الاتحاد الأوروبي، هي السبب الرئيس لتغير المناخ، وعليها تقديم المزيد في ما يتعلق بالحياد المناخي، أو مساعدة الدول النامية لمجابهة أضرار الاحتباس الحراري. وبالتزامن مع cop27، سلطت بروكسل الضوء على جهودها لتكون أوروبا أول قارة محايدة مناخيًّا بحلول 2050.

وتطرق بيان للمفوضية الأوروبي في 25 أكتوبر، إلى هذه الجهود، وأبرزها إطلاق إطار تشريعي أوروبي ملزِم لجميع قطاعات الاقتصاد في 2021، للوصول إلى تخفيضات جديدة طموحة للغازات الدفيئة، والاتفاق في أكتوبر الماضي على حظر استخدام سيارات البنزين والديزل داخل الاتحاد بحلول 2035.

وخلال الفترة من 1990 إلى 2021  انخفضت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري داخل الكتلة 30%.

ربما يعجبك أيضا