«الفيدرالي» أم «الأوروبي».. منّ يخفض سعر الفائدة أولًا؟

خبير لـ«رؤية»: توقعات خفض الفائدة عالميًا متسارعة وفرص «المركزي الأوربي» كبيرة

محمود عبدالله

تزايدت الدلائل خلال الفترة الأخيرة على إمكانية أن يسبق البنك المركزي الأوروبي، نظيره في أمريكا “الاحتياطي الفيدرالي” في خفض سعر الفائدة، لكن بعض المحللين لديهم هواجس من قوة اقتصاد الولايات المتحدة ومصرفها المركزي وأنه لا يمكن أن يبادر “المركزي الأوروبي” بتلك الخطوة.

ولكن ثمة إشارة جديدة تبرهن على تعافي الاقتصادات الأوروبية، إذ أظهرت أحدث البيانات تحسن معنويات الشركات في أكبر اقتصادات القارة العجوز، الاقتصاد الألماني، لتمنح البنك المركزي مزيدًا من المرونة للتعامل مع أسعار الفائدة.

خفض أسعار الفائدة

هناك توقعات معظمها تتجه صوب أن يسبق المركزي الأوروبي، الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، سواء نتيجة للبيانات الأخيرة أو حقيقة أن الاقتصاد الأمريكي أظهر مرونة أكثر وقدرة على تحمل الفائدة المرتفعة. وفي غضون ذلك لا تزال رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد تؤكد أنه لا يمكن الاستعجال في إعلان النصر على التضخم حتى لا تكون عواقب التسرع وخيمة.

وأظهرت بيانات نهائية من يوروستات، أن التضخم في منطقة اليورو تباطأ في جميع المجالات الشهر الماضي، ما عزز التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في يونيو المقبل، حتى مع ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف اليورو الذي يلقي بظلاله على التوقعات.

أسعار المستهلك

أما عن الوضع في الولايات المتحدة، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع في مارس الماضي، ما يشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعًا بشكل كبير، ومن المرجح أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي بقيادة جيروم باول، على حاله بشأن أسعار الفائدة.

كما ارتفع المؤشر، وهو مقياس واسع لتكاليف السلع والخدمات في جميع أنحاء الاقتصاد الأمريكي، بنسبة 0.4% خلال الشهر، ليصل معدل التضخم لمدة 12 شهرًا إلى 3.5%. وكان اقتصاديون توقعوا في استطلاع “داو جونز” أن يرتفع بواقع 0.3%، ليصل إلى 3.4% على أساس سنوي.

توقعات أسعار الفائدة

قال المحلل الاقتصادي محمد سعيد، إن التكهنات بخفض أسعار الفائدة هي توقعات متسرعة وليس لها أدلة مقنعة، خاصة أنه تطفو على السطح أحداث وتقارير من آن لأخر تدفع الفيدرالي الأمريكي على سبيل المثال إلى إرجاء خفض سعر الفائدة.

images 9

وأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أنه لا يمكن إنكار أن مستويات الفائدة الحالية مرتفعة ولا تفيد مستقبل أداء الاقتصاد الأمريكي ولكن هذه المستويات الصاعدة من الفائدة جاءت بالأساس لمواجهه معدلات التضخم والتي ما زالت حتى الآن تُظهر مفاجآت وكذا تبين أنها ما زالت مرتفعة أكثر من التوقعات.

الأجور وسوق العمل  

اختلف “سعيد” وهو عضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين، مع من يرون أو يتسرعون بتوقع خفض أسعار الفائدة، لأنه لا يمكن الحكم أو التكهن بذلك إلا مع وجود أرقام اقتصادية تبرهن على ذلك وتدفع الفيدرالي الأمريكي إلى تغيير قراره، وهذا لم يحدث حتى الآن.

وتابع المحلل الاقتصادي أنه إذا حدث خفض للفائدة بدون ظهور ما يشجع الاحتياطي الفيدرالي على الإقدام على هذه الخطوة من حيث مستويات التضخم أو بيانات سوق العمل ومستويات الأجور، فيمكن أن يكون ذلك بسبب أهداف سياسية لخدمة الانتخابات الرئاسيه الأمريكيه المزمع إجراءها في نهاية هذا العام.

وتوقع محمد سعيد، أن يكون البنك المركزي الأوروبي، أسبق من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خطوات التيسير النقدي المختلفة والتي في مقدمتها خفض أسعار الفائدة.

ربما يعجبك أيضا