الاتحاد الإفريقي داخل مجموعة العشرين.. مكاسب مشتركة

ولاء السيد

انضم الاتحاد الإفريقي رسميًّا إلى عضوية مجموعة العشرين، وحضر رئيسه فعاليات قمتها في الهند، بدعوة رسمية من رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

وافتتحت القمة 18 لمجموعة العشرين أعمالها في نيودلهي، اليوم السبت 9 سبتمبر 2023، بدعوة رئيس الاتحاد الإفريقي إلى اتخاذ مكانه بين قادة دول المجموعة، بعد موافقتهم بالإجماع على انضمامه إلى التحالف.

الاتحاد الإفريقي عضوًا في مجموعة العشرين

أرسل مودي مقترحًا إلى قادة دول مجموعة الـ20، في يونيو الماضي، بمنح الاتحاد الإفريقي عضوية كاملة ودائمة خلال القمة المقبلة للمجموعة، ولاقت الفكرة قبولًا حينها بين الأعضاء، من بينهم ألمانيا والبرازيل وكندا، الذين أعلنوا دعمهم للمقترح.

وبعد منح الاتحاد العضوية الرسمية اليوم، من المقرر أن يحصل التكتل الإفريقي (الذي يضم 55 دولة عضو) على نفس وضع الاتحاد الأوروبي، داخل التكتل الإقليمي الوحيد الذي يملك عضوية كاملة في مجموعة العشرين.

ورحب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، بالخطوة مغردًا عبر إكس: “سعدت بمنح الاتحاد الإفريقي العضوية الكاملة في مجموعة العشرين، لقد كنا مؤيدًا ثابتًا لهذه المبادرة، ويسرني أنني أيدتها منذ البداية، ونتطلع إلى تعاون وثيق في هذا المحفل”.

قضايا على جدول أعمال القمة

تضم القضايا الأخرى التي يجري اتخاذ قرار بشأنها في القمة الحالية التي تستمر لمدة يومين، تقديم المزيد من القروض للدول النامية من المؤسسات المتعددة الأطراف، وإصلاح هيكل الديون الدولية، واللوائح المتعلقة بالعملات المشفرة، وتأثير الجغرافيا السياسية في الأمن الغذائي والطاقة.

اقرأ أيضًا| الاتحاد الإفريقي ينضم رسميًّا إلى مجموعة العشرين

وكانت مجموعة العشرين تتألف قبل انضمام الاتحاد الإفريقي من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي (الذي يضم 27 دولة) وتستحوذ على 85% من الناتج الإجمالي العالمي و75% من التجارة العالمية، ويمثل سكانها ثلثي سكان العالم.

كيف يستفيد الاتحاد الإفريقي من الـ20

قال الخبير الاقتصادي، الدكتور عبدالرحمن طه، إن انضمام الاتحاد الافريقي إلى مجموعة دول الـ20، يحقق رغبات ومكتسبات لكلا الطرفين، وأضاف في تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، أن “الاتحاد يرغب في تحقيق أكبر مكاسب اقتصادية، واستغلال محاولات استرضائه من كلا الطرفين الروسي-الصيني والأمريكي-الأوروبي، وهذا ليس إلا لاستغلال خاماته بأقل ثمن ممكن”.

وأشار طه إلى أن هذه الخطوة تمثل عهدًا جديدًا لمنظومة اقتصادية حديثة تضاف إلى الثروات الإفريقية الخاصة به، مشددًا على أن “الاتحاد الإفريقي لا بد له من موازنة عقود الاستثمار بين القوى المتصارعة، لأن أي إخلال بالعدالة الاستثمارية تعني الدخول في حرب عسكرية”، مهيبًا بكل المنظمات الإفريقية إعلاء مصلحة شعوب القارة أولًا.

ماذا تجني الـ20 من انضمام الاتحاد الإفريقي؟

رأى طه رأى أن مجموعة العشرين ترغب في فتح المجال للتعاون الاقتصادي مع إفريقيا، واستغلال الخامات اللازمة في صناعات الثورة الصناعية الرابعة، فضلًا عن إيجاد بديل للخامات الروسية وشح الخامات عمومًا.

وقال إن من الإيجابيات التي قد تعود على مجموعة الـ20 من انضمام الاتحاد الإفريقي، محاولة إعادة ملء الفراغ في إفريقيا بعد سيطرة التيار الإصلاحي وخروج فرنسا وسيادة روسيا والصين على المشهد الاقتصادي الإفريقي، ومجابهة التوسع الإقليمي لمنظمة البريكس بعد توسعها إلى “بريكس بلس”.

القوة الاقتصادية للاتحاد الإفريقي

يضم الاتحاد الإفريقي 55 دولة، ويُمكن أن يمثل إضافية قوية للمجموعة، خاصة في ظل ما تزخر به القارة من ثروات تجذب أنظار المتنافسين الإقليميين والدوليين.

اقرأ أيضًا| الرئيس المصري يقترح إنشاء مركزًا عالميًا لتخزين وتداول الحبوب

وحل الاتحاد الإفريقي محل منظمة الوحدة الإفريقية، ما عزز من إمكانياته بشأن  اتخاذ القرار، فباتت قوات الاتحاد منتشرة في الكثير من مناطق الأزمات في القارة السوداء.

وحقق الاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقرًّا له، 3 تريليونات دولار إجمالي الناتج المحلي، خلال العام الماضي.

الأداء الاقتصادي لإفريقيا

بإمكان الاقتصادات الإفريقية التغلب على مختلف الصدمات المحلية والعالمية، والعودة إلى طريق الانتعاش والاستقرار والنمو، وذلك بعد عامين من الصدمات العالمية، وفق تقرير نشرته مجموعة البنك الإفريقي للتنمية عن أداء الاقتصاد الكلي لإفريقيا وتوقعاته، في 19 يناير الماضي.

وأِشار التقرير إلى أنه لا بد من معلومات شاملة، ورؤى للتنقل في متاهة من المخاطر العالمية المتشابكة لدى رؤى الاقتصادات الإفريقية، من أجل تحقيق هدف الحفاظ على النمو.

ولاحظ رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، أنه على الرغم من أن الاقتصادات الإفريقية أظهرت مرونة رائعة، توجد حاجة إلى دعم عالمي لمساعدة القارة على التغلب على الأعباء المالية والتحديات الأمنية.

ربما يعجبك أيضا