دراسة: الاحتباس الحراري يتسبب في تسريع موجات الجفاف

بسام عباس
جفاف نهر بيلان في الهند، الربيع الماضي

يتسبب الاحتباس الحراري وتوقف هطول الأمطار المفاجئ في حدوث موجات جفاف سريعة، ما يؤدي إلى آثار مدمرة.


توصلت دراسة علمية جديدة إلى أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان هو أحد الأسباب الرئيسة وراء شيوع وانتشار موجات الجفاف السريعة.

ووجدت الدراسة أن موجات الجفاف المفاجئة السريعة، التي تلحق الأضرار بموارد المياه والزراعة، حدثت في كثير من الأحيان أكثر من موجات الجفاف البطيئة في الأماكن الاستوائية مثل الهند وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وحوض الأمازون.

تدمير الحقول والمراعي

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن العالم شهد موجات جفاف سريعة الظهور، تفاقمت خلال العقدين الماضيين لتصبح محورًا مهمًا للبحث العلمي، موضحةً أن مصادر البيانات الجديدة والتطورات في نمذجة الكمبيوتر، أتاحت للعلماء التعرف على العمليات الفيزيائية المعقدة التي تقف وراءها.

وأضافت أن موجات الجفاف اكتسبت اهتمامًا بالغًا في عام 2012 بعد جفاف شديد ضرب أنحاء الولايات المتحدة، ما أدى إلى تدمير الحقول الزراعية والمراعي، ما تسبب في خسائر في القطاع الزراعي تربو على 30 مليار دولار.

وفي دراسة نشرتها مجلة “ساينس”، الخميس 13 إبريل 2023، قال عالم الهيدرولوجيا في جامعة نانجينج لعلوم وتكنولوجيا المعلومات في الصين والمؤلف الرئيس للدراسة الجديدة، شينج يوان، إن موجات الجفاف بجميع أنواعها تأتي بسرعة أكبر، مما يجهد قدرة المتنبئين على توقعها وقدرة المجتمعات على التأقلم.

تبخر الماء

ذكرت نيويورك تايمز أن هذا النوع من الجفاف السريع يحدث عندما يكون الجو دافئًا ويندر سقوط المطر، كما قال عالم المناخ في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أندرو هول، الذي لم يشارك في البحث الجديد ولكنه ساهم في دراسات أخرى حول هذا الموضوع.

وقال هول إن الأرض، في مثل هذه الظروف، تكون مبللة من الأمطار أو الثلوج في وقت سابق. لذلك عندما يتوقف هطول الأمطار فجأة، يمكن أن تتسبب الظروف الحارة والمشمسة والرياح في تبخر كميات كبيرة من الماء سريعًا.

وأضاف أن المناطق المدارية الرطبة تميل إلى مواجهة حالات جفاف خاطفة أكثر من الموجات البطيئة، فعادة ما تأتي المواسم الممطرة بما يكفي لإبقاء الأرض والنباتات رطبة. ولكن عندما تتوقف الأمطار بشكل غير متوقع، تتسبب الحرارة الاستوائية في جفاف الأرض، تاركةً تأثيرًا مدمرًا.

تدهور الزراعة في أنجولا، في فبراير 2020، عندما تعرضت المنطقة لموجة جفاف مفاجئة

تدهور الزراعة في أنجولا، في فبراير 2020، عندما تعرضت المنطقة لموجة جفاف مفاجئة

الجفاف السريع والبطيء

أوضحت الصحيفة الأمريكية أن حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى احترار كوكب الأرض، ما يزيد احتمالية حدوث حالات الجفاف بجميع أنواعها في العديد من المناطق، بسبب ارتفاع نسبة التبخر، لافتة إلى أن الجفاف السريع والجفاف البطيء أصبحا أكثر شيوعًا بنفس الوتيرة، ويحدث تبادل بينهما.

وأضافت الصحيفة أن يوان وفريقه البحثي فحصوا بيانات من نماذج الكمبيوتر حول رطوبة التربة في جميع أنحاء العالم بين عامي 1951 و2014، وركزوا على فترات الجفاف التي استمرت 20 يومًا أو أكثر، لاستبعاد فترات الجفاف التي كانت قصيرة جدًا ولم تسبب ضررًا كبيرًا.

عمليات محاكاة حاسوبية

ذكرت الصحيفة أن اتجاهات الجفاف على الصعيد العالمي، أظهرت تحولًا نحو موجات جفاف أكثر تواترًا وسرعة. ووجدت الدراسة أن هذه الاتجاهات أُخِذَت من عمليات محاكاة حاسوبية قاست انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان والتغيرات الطبيعية في المناخ العالمي، مثل الانفجارات البركانية والتغيرات في الإشعاع الشمسي.

وأضافت أن زيادة موجات الجفاف لم تظهر بوضوح في عمليات المحاكاة التي تضمنت الاختلافات الطبيعية فقط، ما يشير إلى أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان كان السبب في حدوث موجات الجفاف، وتوقعت الدراسة أن تكون موجات الجفاف السريع أكثر شيوعًا وأسرع، في جميع أنحاء العالم، مع زيادة الاحترار العالمي.

اقرأ أيضًا: رئيسة «الدولي للحفاظ على الطبيعة»: النساء الأكثر تضررًا من تغير المناخ

اقرأ أيضًا: دراسة حديثة تكشف علاقة تغير المناخ بزيادة الأعاصير

اقرأ أيضًا:  ما الدول التي ستشهد أكثر وفيات بسبب تغير المناخ بالمنطقة؟

ربما يعجبك أيضا