الاحتجاجات والنزاعات القبلية.. تهديد بتجميد مسار السلام بشرق السودان

كتب – حسام عيد

على الرغم من نجاح الحكومة السودانية في توقيع اتفاق سلام مع الحركات المتمردة، في 3 أكتوبر من العام الجاري، وعقد طموحات وآمال كبيرة على تحقيقه لبلوغ الاستقرار والتنمية المستدامة بكافة ربوع السودان؛ إلا أنه على ما يبدو هناك مهام شاقة وصعبة ستواجهها السلطات من أجل إرساء السلام وتحويل بنود الاتفاق إلى واقع، فهناك ملايين القطع من السلاح المنتشر بين الأفراد والقبائل، وهذا بالتأكيد يتطلب جهدًا جماعيًا، وما يحدث في ولايتي كسلا والبحر الأحمر، وفرض حظر تجول بمدينتي بورتسودان وسواكن، بسبب نزاعات عرقية أفضت لاحتجاجات غاضبة واسعة، هو تجسيد لهذا الملف الشائك، والذي يعد أشبه بالقنبلة الموقوتة في السودان، فلن يقدم أحد على تسليم السلاح طواعية إلا في اللحظة التي يقتنع فيها بأن الحكومة يمكن أن تحقق لهم الأمن.

إعفاء والي كسلا

في يوم الثلاثاء الموافق 13 أكتوبر 2020، أصدر رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك قرارًا أعفى بموجبه والي “كسلا” (شرق السودان) صالح محمد عمار من منصبه، بعد أقل من 3 أشهر على تعيينه.

وجاء قرار رئيس الوزراء بإقالة صالح عمار، حاكم ولاية كسلا، وسط احتجاجات متقطعة ضد تعيينه وعدم قبول مكونات محلية بعمار ورفض حكمه. وقد تحولت الاحتجاجات للدموية أحيانًا.

وعيّن عمار حاكمًا لكسلا في يوليو، عندما عين حمدوك حكاما مدنيين لولايات البلاد، وعددها 18 ولاية. واعتبرت الخطوة وقتها مهمة لانتقال السودان إلى الديمقراطية.

لكن المحتجين الذين عارضوا تعيينه بناء على أسباب قبلية، منعوا عمار من دخول كسلا، فظلّ في العاصمة الخرطوم. وتصاعدت الاحتجاجات في أغسطس، عندما قتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 36 آخرين، بالإضافة إلى حدوث خسائر كبيرة في الممتلكات.

وكان مجلس الوزراء قد شدد في بيان صادر عنه في 6 أكتوبر الماضي، على ضرورة وجود استراتيجية متكاملة لإدارة أزمة شرق البلاد لـ”وجود البعد الاستخباري والدولي والكثير من التعقيدات”.

أزمة واحتجاجات ذات طابع قبلي

وتعاني كسلا أزمة سياسية ذات طابع قبلي، إثر رفض قبيلة “الهدندوة” تولي صالح عمار، المنتمي لقبيلة “بني عامر” المنافسة لها، منصب الوالي. وقد بلغت الأزمة حد الاقتتال القبلي بجانب نهب وإحراق محال تجارية.

وشهدت بعض أحياء مدينة كسلا شرقي السودان مساء يوم الثلاثاء 13 أكتوبر، تصعيدًا واحتجاجات على إعفاء والي كسلا صالح عمار.

وأصدرت نظارة عموم قبائل البني عامر بيانًا انتقدت فيه قرار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إعفاء والي كسلا صالح عمار.

إغلاق المحتجين لميناء بورتسودان

وأغلق محتجون ميناء بورتسودان الشمالي بولاية البحر الأحمر في السودان، اليوم الأربعاء، بسبب قرار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إقالة حاكم ولاية كسلا صالح عمار.

كما أغلق المتظاهرون السوق الكبير بمدينة كسلا وطرقات رئيسية ببورتسودان، ومنعوا الحافلات من مغادرة المدينة، وأشعلوا الحوائق في إطاراتها.

ويرجح البعض، أن إشعال الحرائق في شرق السودان وتعطيل مسار السلام الخاص بتلك المنطقة من البلاد في اتفاق جوبا بين الحكومة وحركات مسلحة، يقف وراءه موالون لنظام عمر البشير السابق، والذي أطاح به الشعب.

حظر تجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن

بدورها، أعلنت لجنة الأمن بولاية البحر الأحمر برئاسة الوالي مهندس عبد الله شنقراي،  قرارًا بفرض حظر التجوال بمدينتي بورتسودان وسواكن ابتداءً من الساعة  الثانية عشرة ظهرًا وحتي الرابعة صباحًا اعتبارا من اليوم الأربعاء الموافق 14 أكتوبر.

وعزت اللجنة  القرار للظروف الأمنية التي تعيشها الولاية بسبب الاحتجاجات علي قرار إعفاء والي كسلا صالح عمار.

وقالت لجنة الأمن أن  المحتجين  قاموا بإغلاق الطرق المؤدية الي ميناء بورتسودان الشمالي وميناء سواكن وبعض طرق الأحياء الطرفية بمدينة بورتسودان.

وعاشت المدينتين ليلة متوترة، عقب صدور قرار إقالة الوالي، خاصة بعد احتجاج قبيلة بني عامر على القرار.

ربما يعجبك أيضا