الاستثمار الزراعي في السودان.. فرص مهدرة بـ250 مليار دولار

أحمد السيد
أراضي زراعية السودان

يعاني السودان الآن من تحديات اقتصادية صعبة، ومعرض للانكماش، بعد الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع.


يهدد عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي في السودان بمنع الاستثمار عامة وفي الزراعة خاصة، رغم توفر مساحات واسعة صالحة للاستثمار الزراعي.

ويتميز السودان بأنه من أكثر الدول العربية امتلاكًا للأراضي الصالحة للزراعة، بمساحة تقدر بـ250 مليون فدان، لكنه لا يزرع منها أكثر من 63 مليون فدان.

إهدار ثروة زراعية بـ251 مليار دولار

يهدر السودان ثروة تقدر بـ251 مليار دولار سنويًّا، بسبب سوء الاستغلال لبعض الموارد الطبيعية وعدم تسويقها بالنحو المثالي، على غرار الذهب ومنتجات الفول السوداني والسمسم والقطن وغيرها، وفق ما أوردته صحيفة البيان الإماراتية في تقرير لها، يوم 21 مارس 2022.

وتتوافر لدى السودان مساحة صالحة للزراعة والاستثمار الزراعي غير مستغلة تقدر بـ170 مليون فدان، ما يعادل ثلثي مساحة السودان الذي يمتلك ثروة مائية تقدر بـ433.5 مليار متر مكعب، بواقع 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، و10 مليارات من روافده، و400 مليار من مياه الأمطار، و5 مليارات من المياه الجوفية.

250 مليون فدان يمتلكها السودان للزراعة

يعد السودان من أكبر الأقطار العربية والإفريقية مساحة، ما يوفر مساحات من الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة، التي تتراوح بين 200 و250 مليون فدانًا، أي ما يوازي مساحة مصر كلها تقريبًا، وفق تقارير مصرية في 21 يونيو 2018.

وتُقدر جملة الأراضي المستغلة منها 60-63 مليون فدان فقط، ما يساوى 20% من جملة المساحة الصالحة للإنتاج الزراعي، وهذه الأراضي صالحة لزراعة القطن بأنواعه، والأرز والفول السوداني والقمح وقصب السكر والخضر والبقوليات والتوابل والفاكهة بأنواعها.

مشروع الجزيرة الزراعي في السودان

يعد مشروع الجزيرة الزراعي العمود الفقري للاقتصاد الزراعي السوداني، بارتكازه على قاعدة متينة من الموارد الطبيعية، ويمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، ويضم بنية تحتية قوية من شبكات ري ومنشآت تؤمن المياه التي تروي المشروع، ويستهلك منها سنويًّا 7.5 مليارات متر مكعب، وفق تقرير صحيفة البيان.

هذا المشروع تحول، خلال مسيرته الطويلة، إلى أنماط مختلفة من النظم الزراعية والسياسات الإنتاجية والتمويلية والتسويقية، والأطر التنظيمية والهياكل الإدارية، التي كانت تسعى للاستثمار الأمثل لموارده من أجل تحقيق أهدافه الاستراتيجية لكل مرحلة.

الخلافات تعيق الاستثمار الزراعي والاقتصاد

دفع مشروع الجزيرة دفع ثمن السياسات التمويلية الخاطئة، لخروج الحكومة من التمويل، ما أدى إلى تراجع المساحات المزروعة للقطن من 600 ألف فدان إلى 7 آلاف فقط في بعض الفترات، حسب تقرير البيان.

ويعاني السودان الآن من تحديات اقتصادية صعبة، ومعرض للانكماش الاقتصادي، بعد الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي فاقم الأوضاع، وينذر بضياع إمكانية تحقيق أي نمو اقتصادي أو تحسن في مؤشرات الموازنة، خلال هذا العام، رغم الإجراءات الصعبة التي اتخذتها البلاد، وفق ما أوردته وكالة بلومبرج، في 17 إبريل 2023.

ضياع فرص استثمارية بـ33 مليار دولار

قال رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في السودان، محمد بن عبيد المزروعي، في تصريح نقلته شبكة سكاي نيوز أكتوبر 2018، إن لدى السودان مقومات زراعية قادرة على سد الفجوة الغذائية في العالم العربي، المقدرة بنحو 33 مليار دولار، لولا المعوقات.

وقال المزروعي، وقتها، إن عوامل مثل الفساد والممارسات البيروقراطية، التي شهدها السودان، خلال السنوات الماضية، قللت كثيرًا من فاعلية القطاع الزراعي، رغم امتلاك مساحات صالحة للزراعة تقدر بنحو 80 مليون هكتار، وتنوعًا مناخيًّا، ووفرة في مياه الري.

مستثمرون عرب أحجموا عن السودان

كشف رئيس الهيئة العربية للاستثمار، في ذات التصريح، عن أن الكثير من المستثمرين في القطاعين الحكومي والخاص بدول خليجية وعربية، أحجموا عن الاستثمار في القطاع الزراعي بالسودان، بسبب العقبات الكبيرة التي كانت تضعها السلطات أمامهم.

وكان من المفترض، بدءًا من هذا العام، أن تبدأ وتيرة تحسن الاقتصادي السوداني، فكان من المتوقع أن ينمو الاقتصاد خلال السنوات الـ5 المقبلة بنسب تصل إلى 3%، دون أن يواجه أي انكماش، حسب ما ذكرته وكالة بلومبرج، لكن بعد الخلافات المحلية، بات الوضع أشد صعوبة.

اقرأ أيضا

الدول العربية الأكثر استثمارًا في السودان.. الخليج في المقدمة

ربما يعجبك أيضا