الاعتراف الأوروبي.. هل يحقق حلم الدولة الفلسطينية؟

إسراء عبدالمطلب

بنى نتنياهو مسيرته السياسية بشكل كبير على تجنب التوصل إلى حل الدولتين.


يعكس القرار، الذي اتخذته إسبانيا والنرويج وإيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة سخطًا متزايدًا تجاه إسرائيل، حتى من جانب أصدقائها التقليديين، ويشير إلى أن الضغوط الدولية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستتزايد.

ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن دولًا أوروبية أكبر ستتبع نفس النهج، فقد صرح رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، بأن مثل هذا الاعتراف “ليس من المحرمات”، وهو الموقف الذي أكدته وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء 22 مايو 2024.

الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية من قلب أوروبا يصنع الحدث | أخبار | الجزيرة نت

الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية

حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في فبراير الماضي، إن مثل هذا الاعتراف “لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، ولكن ليس من الضروري أن يكون نهاية العملية”.

وهذه الخطوات، رغم أنها تتجاوز التصريحات السابقة، ما زالت أقل من الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، إذا توحدت أوروبا وانضمت الدول الكبرى إلى الاعتراف بها، فقد تترك الولايات المتحدة معزولة في رفضها، مما قد يكون له تأثير أكبر، ولكن هذه المرحلة لا تزال بعيدة عن التحقق.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، في بيان: “يجب أن يكون هذا القرار مفيدًا، ويسمح بخطوة حاسمة للأمام على المستوى السياسي، وفرنسا لا تعتبر أن الشروط استوفيت حتى الآن لكي يكون لهذا القرار تأثير حقيقي على هذه العملية”.

تدهور الأوضاع

بمعنى آخر، فرنسا ستنتظر، وكذلك ألمانيا، التي يأتي دعمها لإسرائيل، المتجذر في التكفير عن المحرقة، في المرتبة الثانية بعد دعم الولايات المتحدة.

قرار إسبانيا والنرويج وإيرلندا أظهر أمراً واحداً وهو “لن تكون هناك وحدة أوروبية، أو على الأقل توقيت متسق، بشأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل أن تتجسد هذه الدولة فعليًا على الأرض”.

وتابعت لن يكون هناك اتفاق موحد بين الحلفاء عبر الأطلسي بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مثل إسرائيل، تظل الولايات المتحدة متمسكة بموقفها القائل بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي عبر المفاوضات بين الطرفين. وإلا فإن مجرد الاعتراف لا يغير شيئًا على أرض الواقع، حيث تتدهور الأوضاع يومًا بعد يوم.

لاعب هامشي

بنى نتنياهو مسيرته السياسية بشكل كبير على تجنب التوصل إلى حل الدولتين، حتى أنه دعم حماس سابقًا كوسيلة لتعطيل هذا الحل، وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، إيتامار رابينوفيتش، إن إنهاء حرب غزة سيؤدي حتمًا إلى إجراء تحقيق رسمي في المسؤولية عن هجوم أكتوبر.

وأوضح: “بالنسبة لأي رئيس وزراء باستثناء نتنياهو، فإن العرض الأمريكي جذاب للغاية”. لكن لأسباب شخصية، يرفض نتنياهو أي دور فلسطيني مهم في فترة ما بعد الحرب في حكم غزة.

وقال زعماء الدول الأوروبية الـ3 التي اعترفت بفلسطين أنهم عازمون على إبقاء فكرة الدولتين حية، وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز: “لن نسمح بتدمير إمكانية حل الدولتين بالقوة”.

تلك كانت كلمات مؤثرة، ويبدو أنه في وقت المعاناة الشديدة، في ظل أنقاض غزة وتحت ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حكم غير فعال وفاسد للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، يمكن للاعتراف أن يمنح دفعة معنوية للفلسطينيين الذين يسعون إلى حقهم في تقرير المصير.

ولكن الحقيقة هي أن أوروبا المنقسمة لم يكن لها أي نفوذ حقيقي على الصراع أو تأثير عليه لفترة طويلة. لقد كانت لاعبًا هامشيًا منذ محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في أوائل التسعينيات التي أسفرت عن اتفاقيات أوسلو، والصوت الوحيد الذي ستستمع إليه إسرائيل اليوم هو الصوت الأمريكي، وحتى في هذا السياق، أثبت نتنياهو تحديه في الآونة الأخيرة.

ربما يعجبك أيضا