الباغور آخر جيوب داعش.. هزيمة وشيكة وانتصار كردي

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

واجه تنظيم داعش هزيمة ساحقة في الأراضي التي يسيطر عليها بدير الزور في شرق سوريا، وبهذا أصبح وجوده في البلاد مهددًا بالاندثار. ولم يعد للتنظيم الإرهابي معقل في سوريا إلا قرية الباغوز الواقعة بمحافظة دير الزور، بعد أن تمت السيطرة على جميع معاقله بسوريا، وبالتالي فإن القضاء عليهم داخل الباغوز سيكون علامة فارقة في الحملة ضد تنظيم داعش.

كما أن سقوط قرية الباغوز الواقعة على ضفة نهر الفرات بشرق سوريا يعد حدثًا مهمًا في الحملة ضد داعش، فإن مقاتليها ما زالوا يمثلون تهديدا بسبب أساليب حرب العصابات التي ينتهجونها واستمرار سيطرتهم على بضعة أراضٍ غربي القرية.

وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، خرج الآلاف من أتباع ومقاتلي تنظيم الدولة الإرهابي، ومن المدنيين من مجموعة صغيرة من القرى والأراضي الزراعية الواقعة بمحافظة دير الزور، وكان هؤلاء قد تقهقروا إلى الباغوز مع طرد التنظيم تدريجيا من الأراضي التي كان يسيطر عليها.

بداية المعركة

أعلنت قوات سوريا الديموقراطية -وهي تحالف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، 9 فبراير الجاري- بدء “المعركة الحاسمة” لإنهاء وجود مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرق البلاد بعد أشهر من المعارك الدامية.

التنظيم؛ الذي أعلن في العام 2014 إقامة “الخلافة الاسلامية” المزعومة على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، مُني بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حاليًّا يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين. وأكدت قوات سوريا الديموقراطية أنها “أطلقت المعركة الحاسمة لإنهاء ما تبقى من إرهابيي داعش”.

عقب 10 أيام من إجلاء أكثر من عشرين ألف مدني وعزل ما تبقى من المدنيين من مخاطر الحرب، أطلقت المعركة هذه الليلة للقضاء على آخر فلول التنظيم في الباغوز. ولا يزال هناك ما بين 500 و600 إرهابي فيها إلى جانب مئات المدنيين.

استنفار أمني على الحدود العراقية

قرب الحدود السورية وبموازاة المعركة الأخيرة المرتقبة ضد داعش، تكثف القوات العراقية انتشارها مع اشتداد المعارك وتضييق الخناق على داعش في الجانب السوري، حيث تخشى تسلل قادة من داعش بين المدنيين العائدين أو الفارين من آخر معاقلهم في منطقة الباغوز التابعة لدير الزور شرقي سوريا.

العراقيون الذين يقطنون القرى القريبة من الحدود السورية لا ينفون نجاح عدد من مسلحي داعش في الفرار إلى داخل الأراضي العراقية عبر الحدود، كما لا يخفون خشيتهم من أن يحاول مسلحو داعش التعرض لهم، خصوصًا وأن الصحراء القريبة منهم أصبحت ملاذا بسبب كبر مساحتها الشاسعة والممتدة إلى مسافات طويلة.

هذه الطرق التي تربط بعض القرى بالحدود العراقية السورية في محافظة الأنبار يعرفها مسلحو داعش جيدا، وهم يجيدون التنقل خلالها لكنها باتت تحت مراقبة مستمرة من قبل القوات الأمنية والعسكرية العراقية التي وزعت نقاط تفتيش وحواجز تستهدف من خلالها إلقاءَ القبض على المتسللين.

إن وجهة التنظيم الوحيدة هي نحو الجنوب أي باتجاه البادية، بجانب صعوبة دخوله الحدود العراقية بسبب الصحراء الممتدة هناك، والحشود العسكرية المرابطة في الجانب العراقي. ومن الصعب أن القوات العراقية تحاول التواصل والتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في الجانب الآخر من الحدود سعيًا منها لتأمين هذه المناطق وصد مسلحي داعش الفارين من آخر معاقلهم في سوريا ومنعهم من الدخول إلى الأراضي العراقية.

هل انتهى التنظيم؟

لا يُعتقد، أن السيطرة على القرية ستنهي خطر التنظيم، إذ لا يزال بعض المقاتلين يتحصنون في صحراء وسط سوريا، كما نجح التنظيم في شن هجمات على غرار حرب العصابات في المناطق التي انتهت سيطرته عليها.

غير أنها ستركز الاهتمام على تعهدات بسحب نحو 2000 جندي أميركي انتشروا في سوريا خلال قتال التنظيم، وكذلك على مصير المنطقة التي يديرها الأكراد والتي ساعد الوجود الأميركي في تأمينها.

وهددت تركيا مرارا بالتوغل في المنطقة؛ لأنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، منظمة إرهابية وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا في تركيا منذ نحو ثلاثة عقود.

وفي مواجهة هذا الاحتمال، دعت وحدات حماية الشعب الحكومة السورية في ديسمبر إلى السيطرة على الجزء الواقع في أقصى غرب منطقتها قرب مدينة منبج، كما تسعى الوحدات إلى مفاوضات أوسع مع الحكومة بشأن المنطقة التي تسيطر عليها الجماعة.

ربما يعجبك أيضا