البصرة.. هل ينجح الكاظمي في إيقاف جرائم فرق الموت؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

فرق الموت هي فرق شيعية تدار من قبل الاستخبارات الإيرانية، تم تشكيل بعضها فور دخول الاحتلال الأمريكي إلى العراق في 2003م، وشكل بعضها الآخر في إيران زمن الحرب الإيرانية العراقية، وقاتل عدد من قادتها مع الجيش الإيراني ضد جيش بلادهم أي جيش العراق.

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلن إلقاء القبض على “عصابة الموت” في محافظة البصرة، وقال إن “عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة، وأزهقت أرواحاً زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية تمهيداً لمحاكمة عادلة علنية”، كما أضاف أن “قتلة جنان ماذي وأحمد عبد الصمد اليوم، وغداً القصاص من قاتلي ريهام والهاشمي وكل المغدورين.. العدالة لن تنام”.

 وبعد مقتل الهاشمي، لقي الناشط البصري تحسين أسامة مصرعه على يد مسلحين بتاريخ 14 أغسطس/آب 2020، وأعقبته الناشطة من المحافظة نفسها ريهام يعقوب، ثم تعرض أربعة من ناشطي البصرة لمحاولة اغتيال، كلها في وقت متقارب.

هيئة علماء العراق

من جانبها، أصدرت هيئة علماء المسلمين؛ بيانًا بشأن إعلان رئيس الحكومة الحالية عن القبض على إحدى (فرق الموت)، والكشف عن الجهة التي اغتالت الشيخ يوسف الحسان مسؤول فرع الهيئة في البصرة، أكدت فيه على أن لأحزاب التي تسلطت على رقاب العراقيين هي من تسببت بسفك دماء أبناء العراق بتواطئها مع أعدائه.

وأوضحت الهيئة أنه في الوقت الذي تتعاظم فيه مآسي العراقيين على يد الميليشيات وأحزاب السلطة الفاسدة في كل جوانب الحياة عن طريق النظام السياسي القائم في العراق منذ احتلاله؛ تتكشف لنا بين الحين والآخر جرائم هذه الميليشيات الإرهابية التي تستخدم جريمة الاغتيال المنظم منهجًا لتصفية الناشطين والوطنيين من أبناء العراق.

اغتيال مفتي البصرة

وبيّنت هيئة علماء المسلمين أنه من المعلوم لكثيرين من العراقيين ولأهل البصرة خاصة أن (فرقة الموت) هذه قد تشكلت بعد الاحتلال الأمريكي عام (2003م) في البصرة، من أحزاب السلطة الموالية لإيران لغرض تنفيذ الاغتيالات، وتصفية الناشطين والمعارضين للسياسات الطائفية، والممارسات القمعية بحق أبناء العراق، وهي مسؤولة عن اغتيال مئات العراقيين أو تغييبهم بإشراف مباشر من القنصلية الإيرانية في البصرة،

فيما كشف إسماعيل مصبح الوائلي شقيق محافظ البصرة الأسبق محمد الوائلي عن مسؤولية عصابة الموت التي يتزعمها أحمد عبد الكريم الركابي المعروف بأحمد طويسة، عن اغتيال الشيخ الدكتور يوسف الحسان عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين ومسؤول فرعها في المنطقة الجنوبية، وإمام جامع البصرة الكبير في عام 2006م. وكشف الوائلي كذلك عن لجوء أحمد طويسة وعدد من عناصر مجموعته إلى مقر هيئة الحشد الشعبي في البصرة؛ للاحتماء به وتفادي اعتقالهم، وأكد بأن ميليشيا (حزب الله)، والحرس الثوري الإيراني يمارسان ضغوطًا كبيرة؛ لتغيير مجرى التحقيقات وإطلاق سراحهم.

اعترافات

أتى ذلك، بعد أن كشفت مصادر أمنية من محافظة البصرة الجنوبية، أن قوة أمنية استخباراتية تمكنت من اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم في عمليات اغتيال الناشطين في المحافظة.

كما أشارت إلى أن أعضاء الخلية اعترفوا في التحقيقات بعلاقتهم بحوادث الاغتيال، لا سيما الصحفي أحمد عبد الصمد وعدد آخر من الناشطين المشاركين في الاحتجاجات.

إلى ذلك، لفتت إلى أن المعتقلين جزء من خلية اغتيالات يتجاوز عددها العشرة أشخاص تنشط في البصرة، ولها صلات ببعض الأحزاب ذات المرجعية المتشددة.

قائد عمليات البصرة

أكد قائد عمليات البصرة اللواء الركن أكرم صدام مدنف، أن قواته حققت تقدماً كبيراً في إدارة الملف الأمني لمحافظة البصرة، خصوصا في الجانب الاستخباري، موضحاً أنه أصبح لديها قاعدة بيانات متكاملة للمطلوبين للقضاء والخارجين عن القانون والمتورطين بقضايا جنائية وإرهابية.

فيما توقعت هيئة علماء المسلمين في العراق تتوقع أن حكومة الكاظمي ستخضع للضغوط للإفراج عن هؤلاء “القتلة”، كما هو معتاد منها، وستتعامل مع اعترافاتهم، التي تستوجب محاكمات دولية لهم ولكل الأحزاب المشتركة في قتل العراقيين والحكومات التي شاركت في هذه الجرائم؛ بطريقة “لا تقل فشلًا وخضوعًا وتواطؤًا مع الإرهابيين كما فعلت في مرات سابقة”.

توجيه إيراني وغطاء حكومي

وذكرت هيئة علماء المسلمين أن إلقاء القبض على هذه المجموعة الإرهابية تأخر كثيرًا، ولم يتحقق إلا بعد تضارب المصالح وصراع الأحزاب على النفوذ في العراق عامة وفي البصرة خاصة على مقربة من الانتخابات؛ يدل على صحة ما سبق أن أعلنت عنه الهيئة مرارًا وتكرارًا عن مسؤولية هذه الأحزاب جميعًا عمّا جرى ويجري من اغتيالات في العراق، ويفضح اشتراك القوى السياسية المتنفذة في البصرة جميعًا بما فيها الحزب الذي كان ينتمي إليه محافظ البصرة الأسبق (الوائلي) عن هذه الجرائم.

ربما يعجبك أيضا