“التحالف الأحمر”.. فضيحة جديدة لتاريخ إيران الدموي

حسام السبكي

حسام السبكي

تاريخ طويل من الدموية والعداء، نهج مستمر دأب عليه نظام الملالي، منذ أن حل سرطانًا ينخر في جسد الأمة العربية والإسلامية، قبل نحو 40 عامًا، سعى خلالها بشتى الوسائل، لزعزعة استقرار دول المنطقة، ونشر الفوضى والإرهاب، وإزكاء الطائفية، وإشاعة القتل والدمار، بحجج وذرائع عدة، كان في مقدمتها “الحريات السياسية”، و”المقاومة والممانعة”، وغيرها الكثير.

واليوم، يتم الكشف عن فضيحة جديدة، لا تقل في إثمها عن جرائم النظام الإيراني، الذي لا يحلم في كل يوم، بأن تدين شعوب المنطقة بل والعالم بالولاء لـ “قم”، وأن يسود مذهبهم “الشيعي” الباطل، في كافة أرجاء المعمورة، وقد تمثلت فضيحة اليوم في تصريحات له عبر “تويتر”، تحدث خلالها عن محاولة اغتيال تقف وراءها طهران لوزير الخارجية السعودي الحالي “عادل الجبير”، أثناء توليه منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية قبل 7 أعوام، فيما عرف بعملية “التحالف الأحمر”.

“التحالف الأحمر” فضيحة إيرانية جديدة!

كشف الأمير “خالد بن سلمان” سفير المملكة في واشنطن، في تغريدات عبر “تويتر”، أن النظام الإيراني اغتيال السفير السابق لدى الولايات المتحدة “عادل الجبير”، والذي يشغل حاليًا منصب وزير الخارجية في السعودية، وذلك تكرارًا لجريمته التي اقترفها ذراعه السياسي “حزب الله” في لبنان باغتيال رئيس الوزراء اللبناني “رفيق الحريري” في فبراير عام 2005، فضلًا عن اغتيال رموز المعارضة الإيرانية في أوروبا، ودعم التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح.

تصريحات السفير السعودي، سبقتها معلومات أكدها “جيمس ماتيس” وزير الدفاع الأمريكي، خلال مقابلة أجراها مع شبكة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، كشف خلالها عن دور إيراني مباشر وراء محاولة الاغتيال الفاشلة لوزير الخارجية السعودي الحالي “عادل الجبير”، أثناء عمله كسفير للمملكة في الولايات المتحدة، مشددًا على أنها لم تكن حادثًا عشوائيًا، ومؤكدًا على امتلاك وثائق من المخابرات الأمريكية، تثبت توقيع عملية الاغتيال من قبل قيادات رفيعة المستوى في النظام الإيراني، مشيرًا إلى وجود خطط إيرانية سابقة لاغتيال سفراء ومسؤولين داخل الولايات المتحدة.

أما عن تفاصيل المؤامرة، فترجع إلى 11 أكتوبر عام 2011، حيث كشف مسؤولون أمريكيون، أن هناك مؤامرة كبرى تُحاك من قبل الحكومة الإيرانية، بغرض اغتيال السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة “عادل الجبير”، وحملت العملية مسميات “مؤامرة الاغتيال الإيرانية”، و”مؤامرة إيران الإرهابية”، وتم تداولها بهذا الاسم في وسائل الإعلام، فيما أسماها مكتب التحقيقات الفيدرالي بـ “عملية التحالف الأحمر”.

كان المخطط الإيراني المبدئي، والذي كشفت عنه اللقاءات التي جمعت أحد العملاء الأمريكان من أصل إيراني والضباط الإيرانيين، بتجار مخدرات مكسيكيين، يقضي باستهداف السفارتين السعودية والإسرائيلية فقط داخل الولايات المتحدة، ولم يكن “الجبير” على قائمة الأهداف آنذاك، بحسب الوثائق الأمريكية، حتى تم تكليف العميل “منصور أربابسيار” في مطلع أغسطس من العام 2011، بالتنسيق مع عصابة المخدرات المكسيكية بإضافة السفير “عادل الجبير” على رأس تلك الأهداف، على أن يكون ذلك من خلال تفجير أحد المطاعم التي اعتاد السفير السعودي السابق ارتيادها، وبعد ذلك يتم التوجه للسفارة السعودية وتفجيرها.
 
ومن المفيد هنا أن نشير إلى أن “منصور أربابسيار”، كان يتلقى تعليمات السلطات الإيرانية، من خلال “غلام شاكوري”، وهو ضابط في “فيلق القدس”، ومسؤول عن وحدة “حزب الله الحجاز”، وفق معلومات قام معارضون إيرانيون بتسريبها. 

وبعد الكشف عن المخطط، تم القبض على المواطنين الإيرانيين “شكوري” و”أربابسيار”، وقد أدانتهما المحكمة الاتحادية في نيويورك بالتآمر لاغتيال “الجبير” في 11 أكتوبر من العام 2011.

تقرير أمريكي: الحرب تدق طبولها بين السعودية وإيران

مع استمرار التهديدات الإيرانية لدول المنطقة، وفي القلب منهم المملكة العربية السعودية، من خلال أذرعها السياسية والعسكرية والدينية المختلفة، وأبرزها “الميليشيات الحوثية” الانقلابية في اليمن، التي تمثل التهديد الأخطر على المملكة، جراء إمداد النظام الإيراني إياها بالصواريخ البالستية بعيدة المدى، إضافة إلى دعم الأحزاب والجماعات الشيعية في دول الخليج، فضلًا عن دورها الخفي في محاولات الاغتيال للشخصيات السياسية ورموز المعارضة، من العرب والإيرانيين، فقد رأى تقرير أمريكي أن المواجهة العسكرية المباشرة بين المملكة وإيران، باتت أقرب من أي وقتٍ مضى.

فقد تحدث تقرير أعده “معهد أبحاث الشرق الأوسط” في العاصمة الأمريكية واشنطن، حول كون الهجمات الصاروخية المتكررة، والتي يشنها المتمردون الحوثيين في اليمن ضد الأراضي السعودية، في خضم الحملة العسكرية الشاملة التي يخوضها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تجعل من اندلاع حرب مباشرة بين السعودية وإيران، أمر حتمي.

وأشار التقرير الذي كتبه “بلال صعب” أن الهجمات الأخيرة تزامنت مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، وقد تعمد الحوثيين ذلك من أجل إيصال رسالتين، أولهما أن إظهار أن الحل في اليمن ليس قريبًا، والثانية إشاعة حالة من الخوف لدى المستثمرين الأمريكيين في السعودية.

وأوضح الكاتب، أن الحوثيون والإيرانيون يعرفون أن ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” يهدف من وراء الزيارة للولايات المتحدة لتقوية العلاقات بين الجانبين، وعقد مباحثات اقتصادية مع رجال أعمال أمريكيين لجذب المزيد من الاستثمارات للمملكة، فيما تتساقط الصواريخ على أرض المملكة.

واختتم “صعب” تقريره، بالتأكيد على أن التهديدات الحوثية باتت تشكل ضغطًا على صناع القرار في كلٍ من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، في الوقت الذي من المتوقع أن تدعم فيه الإدارة الأمريكية الجديدة عمل عسكري ضد إيران، وعلى أية حال، بمنطقة الشرق الأوسط مقبلة على الأرجح على حربٍ جديدة أوسع وأشمل.

ربما يعجبك أيضا