التحوط ضد كورونا والتوترات السياسية.. الذهب والفضة ملاذات آمنة!

حسام عيد – محلل اقتصادي

تستفيد المعادن الأساسية من حركة الاضطراب في الأسواق العالمية، وخاصة المناخ المتراجع لأحوال الاقتصاد.

وكون الذهب على رأس قائمة الملاذات الآمنة استفاد في الآونة الأخيرة ليطرق لدينا من جديد مستويات الـ1900 دولار للأونصة.

الفضة جارت الذهب أيضًا في هذه الارتفاعات؛ كونها تعد من المعادن الصناعية الأولى.

في التقرير التالي، سنتعرض بالتحليل كيف تحقق لتلك المعادن الثمينة هذا الصعود.

الذهب نحو أعلى مستوياته تاريخيًا!

في وقت سابق، وتحديدًا في عام 2011، وصل الذهب إلى 1900 دولار للأونصة، وكان هنالك الكثير من التكهنات أنه سيصل إلى 2000 دولار، لكنه تراجع عن تلك المستويات ليستمر في قناة ضيقة في آخر ثلاث سنوات بين مستويات الـ1400 دولار للأونصة.

ليعود اليوم، ويجدد اللقاء بالـ1900 دولار للأونصة؛ حيث ارتفع بأكثر من 25% منذ بداية هذا العام وتخطى حاجز الـ1900 دولار للمرة الأولى منذ 2011.

وحقق الذهب مكاسب لـ7 أسابيع متتالية على التوالي، والتي كان آخر ختام لتداولاتها الجمعة الموافق 24 يوليو، حيث اخترق الذهب حاجز 1900 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى منذ 2011؛ إذ فاقم خلاف أمريكي صنين المخاوف حيال تضرر الاقتصاد العالمي المترنح بالفعل بسبب جائحة فيروس كورونا.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1899.68 دولار للأوقية، وذلك بعد بلوغ 1905.99 دولار، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.

والأسعار زادت خمسة بالمئة على أساس أسبوعي، وهو أفضل أداء لها منذ الأسبوع المنتهي في 27 مارس.

وبختام تعاملات جلسة يوم الإثنين الموافق 27 يوليو، سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية مرتفعة مع احتدام الخلاف بين الولايات المتحدة والصين في حين دفع ضعف الدولار المستثمرين لالتماس الآمان في المعدن الأصفر تحوطًا في مواجهة المخاطر التي تهدد الاقتصاد العالمي الذي يعاني بسبب جائحة كوفيد-19.

وقفز الذهب في التعاملات الفورية إلى مستوى قياسي عند 1945.16 دولار للأوقية (الأونصة) قبل أن يتراجع قليلا إلى 1935.80 دولار في أواخر جلسة التداول، لكنه يظل مرتفعًا 1.8% عن مستواه في بداية الجلسة.

وارتفع الذهب في العقود الآجلة الأمريكية 1.8% ليسجل عند التسوية 1931.00 دولارا للأوقية.

وجرت تسوية عقود الذهب الأمريكية الآجلة بزيادة 0.4% عند 1897.5.

أسباب تدعم أسعار الذهب

هناك أسباب تدفع الذهب لهذا الصعود وإن كان يجده الكثير من المحللين إنه كان بطيئًا حتى وصل لـ1900 دولار، تتمثل في:

– ارتفاع كبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا عالميًا بشكل عام، وفي الولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة.

– اشتعال التوتر من جديد بين قطبي الاقتصاد العالمي، أمريكا والصين، والذي أخذ منحى سياسي، مؤخرًا، مع إغلاق أمريكا لقنصلية الصين في هيوستن ورد الصين بالمثل بإغلاق القنصلية الأمريكية في تشنغدو، وهذا طبعًا يؤجج المخاوف.

– اضطراب في الاقتصاد العالمي، والدخول في مرحلة الكساد الأسوأ منذ الكساد الكبير في عام 1929.

– توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة؛ من ضمنها الذهب، الذي يعود من جديد ليرتدي عباءة الملاذ الآمن.

الفضة تجذب المستثمرين

كونها المعدن الصناعي الأول وجارة الذهب في هذه الارتفاعات، وكان نوعًا ما هنالك إقبال لا يمكن القول بأنه يضاهي الذهب، ولكن لها زبائنها.

وارتفعت الفضة بحدود 22 دولار وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر من عام 2016.

والأسبوع الماضي لكنها ارتفعت قرابة 17%، وهو أفضل أداء أسبوعي منذ 1987، مدعومة بآمال في انتعاش صناعي، فيما سجلت ارتفاعات بنسبة 30% منذ بداية العام.

أما مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد، انضمت الفضة للاتجاه الصعودي وقفزت بما يصل إلى 8% إلى 24.57 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2013. وفي أواخر الجلسة كانت الفضة مرتفعة 6.98 عند 24.33 دولار.

وإن كانت البيانات الاقتصادية الصناعية ما تزال بطيئة، لكن يعود الراغبين في الاستثمار على الفضة بشرائها.

أسباب تدعم ارتفاعات الفضة

من المعروف تاريخيًا، أن أسعار الفضة تلحق بأسعار الذهب، وهذه أيضًا استراتيجية بعض من يرغبو في الاستثمار في هذه المعادن.

وهناك أسباب رئيسية عززت من زخم مكاسب الفضة، وارتفاعاتها المتواصلة، وهي:

– المعدن الصناعي الأول.

– ملاذ آمن ويمكن تخزينه كالذهب.

– التوتر الأمريكي الصيني.

– الضغوط على الاقتصاد العالمي.

– توقعات باستمرار التحفيز من قبل الحكومات.

التوقعات على المدى القصير

فيما يتعلق بأسعار الذهب، تتوقع مجموعة سيتي المصرفية بأن تتخطى حاجز الـ2000 دولار، بينما يذهب بنك أوف أمريكا إلى حدود الـ3000 آلاف دولار.

أما جولدمان ساكس يتفق مع سيتي في استمرار صعود أسعار الذهب حتى الـ2000 دولار.

وبالنسبة للفضة، توقعت مجموعة سيتي المصرفية ارتفاع أسعارها إلى 25 دولارًا، بينما بنك أوف أمريكا لم يعط الفضة حصتها كما يتوقع للذهب، حيث يرجح ارتفاعها إلى 23 دولار.

الحيازات الضخمة

وبالتوقف عند الحيازات الكبيرة بالنسبة للدول والتي تعتمد كثيرًا في احتياطياتها على الذهب وترفع من حصته، جاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة كأكبر حائز على الذهب بحدود 8133 طن، بحسب بيانات مارس 2020.

تلتها ألمانيا بحدود 3364 طن، ثم إيطاليا 2451 طن، فرنسا 2436 طن، روسيا 2299 طن، والصين 1948 طن.

أما بالنسبة للفضة، تحرص بيرو على رفع احتياطياتها من الفضة، حيث بلغت 120 طن حتى مارس 2020.

وفي المرتبة الثانية تأتي بحيازات حجمها 100 طن من الفضة، ثم أستراليا 90 طن، روسيا 57 طن، الصين 41 طن، وأخيرًا المكسيك بحجم 37 طن.
 

ربما يعجبك أيضا