التحول إلى الأخضر.. لماذا تخسر النساء وظائفهن؟

لماذا تتعرض نسبة كبيرة من النساء لخسارة وظائفهن في عملية التحول إلى الخضراء؟

بسام عباس
المرأة والوظائف الخضراء

يشغل الرجال نحو 70% من الوظائف الملوثة في العالم، لذا قد يعتقد البعض أنهم الأكثر خسارة في عملية التحول إلى الطاقة النظيفة، فهم يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل مع محاولات بلادهم إزالة الكربون وتحقيق أهداف الانبعاثات الصفرية الصافية.

ولكن تحليل أعده صندوق النقد الدولي يُظهِر أن النساء معرضات أيضًا لخطر الخسارة أثناء عملية التحول، وذلك لأن عددًا قليلًا من النساء يدرسن مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تشكل أهمية حيوية للوظائف الخضراء في المستقبل.

أقل تمثيلًا

أوضح موقع صندوق النقد الدولي، في تقرير نشره يوم الاثنين 7 أكتوبر 2024، أن المرأة أقل تمثيلًا في الوظائف الخضراء، التي تعمل على تحسين الاستدامة البيئية أو تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، مقارنة بالوظائف الملوثة، تلك الموجودة في الصناعات التي يبلغ معدل الانبعاثات لكل عامل فيها أعلى 5% من الملوثين.

وأضاف أن هذه الفجوة مهمة لأن الوظائف الخضراء، التي توظف بالفعل واحدًا من كل 10 عمال، مهيأة لنمو توظيف أسرع بكثير مع تحول العالم نحو اقتصاد مستدام، فعلى سبيل المثال، لا تزيد نسبة النساء العاملات في الاقتصادات المتقدمة على 6%، مقارنة بأكثر من 20% من الرجال العاملين، والوظائف الخضراء توظف نسبة أقل من النساء في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.

فجوة بين الجنسين

ذكر الموقع أن الوظائف الخضراء تفرض أجورًا كبيرة على الوظائف الأخرى في الاقتصاد، ففي كولومبيا، على سبيل المثال، تبلغ علاوة الأجور 9% للرجال و16% للنساء، وتسلط هذه العلاوة الضوء على سبب آخر لخسارة النساء، ما يجعلهن يخسرن فرصًا أعلى أجرًا.

وأشار إلى أن الفجوة بين الجنسين في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) هي واحدة من أكبر الحواجز التي تحول دون حصول النساء على وظائف خضراء، لافتًا إلى أن هذه المهارات ضرورية للهندسة والطاقة المتجددة وقطاعات التكنولوجيا التي تدفع الابتكار.

وأضاف أن النساء تمثل أقل من ثلث خريجي (STEM) في العديد من الدول، مما يجعلهن أقل استعدادًا للوظائف الخضراء التي ستشكل سوق العمل في المستقبل، فالتحول الأخضر قد يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة بين الجنسين في قوة العمل في غياب الجهود المستهدفة لزيادة هذه المشاركة.

عواقب اقتصادية وبيئية

قال الموقع إن معالجة نقص تمثيل المرأة في الوظائف الخضراء لها عواقب اقتصادية وبيئية كبيرة، فالدول التي لديها حصة أكبر من العمال المتعلمين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وسياسات المساواة بين الجنسين الأقوى تميل إلى تحقيق تخفيضات أكثر حدة في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري استجابة لسياسات المناخ.

وأوضح أن الدراسات التي أجراها باحثو الصندوق كشفت عن أن كثافة الانبعاثات في هذه الدول أقل بنسبة 2 إلى 4 نقاط مئوية، فتعليم مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يحفز الابتكار الأخضر ويمنح خريجيه المهارات التي يحتاجون إليها للوظائف الخضراء.

دور صناع السياسات

أوضح الموقع أن على صناع السياسات خفض هذه الحواجز بمنح النساء حوافز تدفعهن للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وضمان المساواة في الوصول إلى الوظائف الخضراء، ومن ضمن هذه الإجراءات الانخراط المبكر في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وأضاف أن على صناع السياسات دعم مشاركة المرأة في الاقتصاد من خلال الحد من حواجز سوق العمل، وتحسين فرص الحصول على التمويل، وإصلاح الأطر القانونية، وزيادة تمثيل مجالس الإدارة. وهذا من شأنه أن يجعل التحول الأخضر أكثر شمولاً ويحسن فعالية سياسات المناخ.

ولفت إلى أن الطريق إلى اقتصاد مستدام ينبغي أن يكون ممهدًا بالشمولية، مشيرًا إلى أنه كلما زادت قدرة كل من النساء والرجال على المساهمة في عملية التحول الأخضر والاستفادة منه، كان ذلك أفضل للعالم أجمع.

ربما يعجبك أيضا