التصعيد مستمر.. طهران تعلن تفكيك شبكة لـ”سي آي إيه” وإعدامات بالجملة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الإثنين، توقيف 17 مواطنا إيرانيا حكم على بعضهم بالإعدام على خلفية مزاعم تتعلق بتفكيك شبكة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي أعلن عنها في يونيو/ حزيران .

وزعم مدير دائرة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيرانية، إنه تم تفكيك شبكة تجسس الـ”سي آي إيه”، بنجاح في 18 يولويو/ تموز، على حد قوله.

وقال مدير دائرة مكافحة التجسس بوزارة الأمن الإيرانية: إن الجواسيس المعتقلين كانوا يعملون في مراكز حساسة وحيوية في المجالات الاقتصادية والنووية والبنى التحتية والعسكرية والسايبرية وكذلك القطاع الخاص المرتبط بها، مضيفًا “البعض قد خدع من قبل وكالة الـ”سي آي ايه”، بمنحه تأشيرة دخول إلى الأراضي الأمريكية، موضحا أن “سي آي ايه” بادرت إلى تأسيس شركات مزيفة بهدف التجسس تحت وعود توفير فرص عمل أو تأمين معدات من خارج البلاد.

وأشار إلى اتصالات قام بها عملاء الـ”سي آي ايه” بالمواطنين الإيرانيين بعناوين دبلوماسية على هامش المؤتمرات العلمية في أوروبا وأفريقيا وآسيا حيث وجهوا دعوات لأعضاء الشبكة بالتعاون الاستخباري.

وأضاف مسؤول في وزارة الأمن، أن المتهمين ذكروا أثناء قضائهم عقوبة السجن، نكث الوعود التي منحها ضباط الـ”سي آي ايه” لهم ومنها الهجرة والحصول على فرص عمل وثروة ومنحهم الضمان العلاجي في أمريكا وكذلك توفير الغطاء الأمني للجواسيس في إيران وخارجها والتي لم يتحقق أي منها.

ونوه الى إن جميع الاشخاص تلقوا تدريبات معقدة على يد ضباط الـ (سي آي ايه) في مجال اقامة الاتصالات مع الخارج بشكل آمن باستخدام معدات تجسس متطورة.

ونشرت الوزارة صورا لعدد من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذين قاموا بتجنيد شبكة الجواسيس الإيرانيين التي تم تفكيكها.

من جانبه، رفض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إعلان إيران القبض على 17 جاسوسا يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وإصدار أحكام بالإعدام على بعضهم، قائلا: “النظام الإيراني له تاريخ طويل من الكذب”.

سبق أن زعمت إيران أنها فككت شبكة تجسس أمريكية، وأصدرت بيانات مماثلة في أبريل من هذا العام.

وبحسب منظمة “العفو الدولية”، فإن لإيران سجلا قاتما في الإعدامات، وتحتل صدارة العالم في تنفيذ العقوبة، ففي سنة 2017، صودرت حياة أكثر من 507 أشخاص.

على الرغم من أنه لا يمكن تأكيد مزاعم إيران، إلا أنها تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين إيران والغرب، حيث تتواجه طهران وواشنطن بسبب فرض الرئيس دونالد ترامب عقوبات جديدة شاملة على إيران لإجبارها على إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الذي وقعته في عام 2015 مع العديد من القوى الدولية.

على هذه الخلفية، استولت إيران، الجمعة الماضية، على ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني تدخل الخليج العربي عبر مضيق هرمز، واتهمت إيران الناقلة بارتكاب مخالفات قانونية، لكنها وصفت أيضا عملية الاستيلاء على أنها انتقام من البريطانيين الذين احتجزوا ناقلة إيرانية يوم 4 يوليو قبالة ساحل جبل طارق.

قالت بريطانيا إنها احتجزت الناقلة الإيرانية للاشتباه في أنها تنتهك الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على تسليم النفط إلى سوريا، ووصف وزير الخارجية جيريمي هانت عملية احتجاز الناقلة بـ”العين بالعين”، وهددت الحكومة البريطانية “بعواقب وخيمة” و “قوية” إذا لم تفرج إيران عن السفينة البريطانية.

في مايو ويونيو، أصيبت ست صهاريج من دول مختلفة بأضرار في خليج عمان، فيما وصفه مسؤولو الولايات المتحدة بالهجمات التي تشنها إيران، لكن طهران نفت مسؤوليتها.

ويرتبط الخليج بمضيق هرمز، وهو الممر الضيق المؤدي إلى الخليج، والذي يتدفق عبره حوالي 20% من إمدادات النفط في العالم.

كما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار قالت إنها انتهكت مجالها الجوي، لكن الولايات المتحدة قالت إنها انتهت فوق المياه الدولية، مما دفع الرئيس ترامب إلى إصدار أوامر بشن غارات جوية قام بإلغائها في اللحظة الأخيرة.

ربما يعجبك أيضا