“التعليم المصرية”: معايير الاعتماد ليست نصوصًا جامدة.. والتحديث ضرورة

إبراهيم جابر

رؤية
القاهرة – أكدت الدكتورة يوهانسن عيد، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، أن تحول المدارس والجامعات ومختلف مؤسسات التعليم نحو آليات وأساليب جديدة للتعلم عن بعد أثناء فترة تعليق الدراسة سيفتح مجالا جديدا لتحديث بعض معايير الاعتماد في المستقبل القريب.

وأضافت عيد في تصريحات صحفية، الأحد، أن تجربة التعلم الإلكتروني التي تم الاعتماد عليها بالنسبة لمختلف المؤسسات التعليمية لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا في كل دول العالم تقريبًا تمثل فرصة حقيقية لتحقيق أهداف كبيرة كانت أحيانًا تواجه بعقبات التعود والتكيف مع أنساق قديمة للتعليم وستظهر الحاجة أيضًا لمهارات جديدة يمكن أن تحدث نقلات نوعية في منظومة التعلم ككل، بحسب “المصري اليوم”.

وحول ما يمكن أن يتم تحديثه من معايير للاعتماد في المستقبل، قالت رئيس هيئة الجودة والاعتماد إن معايير الاعتماد في مصر والعالم ليست نصوصًا جامدة، وأن التحديث ضرورة تفرضها كل المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات وأساليب الحياة والتكنولوجيا الجديدة، وأيضًا ما تفرضه الظروف المستجدة علينا وعلى العالم، مثل انتشار فيروس كورونا.

وأضافت عيد أن معايير الاعتماد لمؤسسات التعليم بطبيعتها لابد وأن تخضع لعمليات دائمة من التطوير، وفيما يتعلق بالمرحلة الحالية واتجاه مؤسسات التعليم لتبنى نظام التعلم عن بعد، فمن الطبيعي أن تتجه هيئة الجودة لوضع معايير جديدة للاعتماد تتناسب مع أساليب التعلم عن بعد خاصة فيما يتعلق بتصميم منحنى المناهج التعليمة وطرق توصيلها باستخدام الوسائط الالكترونية وشبكة المعلومات، بحيث تكون قادرة على حفز التغيير الإيجابي والتطوير المأمول في بيئة التعليم بكل مراحله – الجامعي وما قبل الجامعي- ورفع جودة مخرجاته، مشددة على أهمية التطوير الدائم للمعايير بما يواكب التوجهات الدولية لهيئات الجودة المرموقة، ويتسق مع التوجهات الوطنية بما يجعل مخرجات التعليم في العقد الحالي داعمة لرؤية الدولة المصرية 2030.

وفيما يتعلق بانعكاس أساليب التعلم الجديدة على معايير الاعتماد في المستقبل، قالت د. يوهانسن عيد إن الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد قد واكبت –وربما سبقت– في رقمنة عملها مع مختلف مؤسسات التعليم في مصر، وأن ما يمكن أن نتجه اليه في الفترة المقبلة سيتركز على دراسة الكثير من التصورات حول ما يمكن استحداثه من معايير للاعتماد من خلاله استعراض التجارب الدولية وإجراء الدراسات المقارنة، وتحليل لرؤية 2030 لكى يكون هناك تطابق واضح بين ما نسعى لتحقيقه من مخرجات التعليم وما تحتاجه الدولة المصرية لتحقيق رؤيتها في كل المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية وخلافه.

وأشارت رئيس هيئة جودة التعليم إلى أنه لكي نصل إلى بلورة لهذه التصورات ونحولها لأفكار وخطط عمل ومعايير جديده فلابد من الاحتكام لمعايير الاعتماد الحالية بواسطة نخبة من الخبراء وبالاستفادة من كل الخبرات الدولية في هذا المجال.

وعما يمكن أن تنطلق منه أي عملية تحديث مستقبلية لمعايير الاعتماد، قالت الدكتورة يوهانسن عيد إن هيئة الجودة والاعتماد تقف بين كل مؤسسات التعليم موقف الراصد لكل ما يحدث من متغيرات، وحقيقة عملنا أننا نركز على الأثر والمردود من عملية التعلم دون التوقف كثيرًا عند الأمور الإجرائية، وذلك بما يخدم مباشرة رؤية الدولة المصرية والقيادة السياسية في وطن قوي ومجتمع حديث واقتصاد مزدهر.

واختتمت الدكتورة يوهانسن عيد، تصريحاتها بالتأكيد على أن ثمار التعليم الجيد المنطلق من معايير عصرية وعلمية تظهر أهميتها في أوقات الشده كالتي يواجها العالم اليوم أمام مخاطر فيروس كورونا، مشيرة إلى أن مصر بقيادتها وشعبها وكافة مؤسساتها استطاعت أن تواجه هذا التحدي كدولة عصرية تستند إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين والي واقع معاصر تتحقق به انجازات غير مسبوقة، تعكس بالتأكيد قدرات ومهارات الانسان المصري الذي تعول عليه القيادة السياسية في تحقيق رؤية مصر 2030 وتأمين مستقبل مشرق للأجيال المقبلة

ربما يعجبك أيضا