التعليم في زمن كورونا .. قرارات غير مسبوقة بمدارس وجامعات مصر

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تشهد العملية التعليمية في مصر خلال الفترة الحالية تطبيق عدد من القرارات المصيرية الجريئة التي يتم اتخاذها لأول مرة في المدارس والجامعات حفاظًا على حياة كل أطراف المنظومة التعليمية، بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، واتخذت الحكومة المصرية مجموعة من الإجراءات الاحترازية خلال الأيام القليلة الماضية مع تفشي الوباء القاتل.

ودعت حكومة مصطفى مدبولي الجميع إلى الالتزام بكل التعليمات والإجراءات حتى لا تتفاقم الأمور وترتفع نسبة الإصابات والعدوى، بعد أن لجأت العديد من دول العالم العربي والإسلامي خلال الفترة الراهنة إلى تعليق الصلاة في المساجد كإجراء احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا، ومنع التجمعات، وغلق المقاهي والمطاعم والكافيهات والمولات التجارية من الساعة ٧ مساءً وحتى ٦ صباحًا ضمن إجراءات عديدة تتبعها دول العالم لمواجهة هذا الفيروس المستجد، الذي لم يعد يمر يوم إلا ويصيب ويحصد أرواح المئات من البشر.

قرارات مصيرية

أعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، مجموعة من القرارات للتيسير على الطلاب مع مراعاة الحفاظ على المخرجات التعليمية، ومنها مد تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين آخرين، وشن حملات على مراكز الدروس الخصوصية لمنع انتشار العدوى كما تم التشديد على الاستمرار في تفعيل منظومة التعليم عن بعد طوال فترة تعليق الدراسة وفق إجراءات تضمن استمرار العملية التعليمية للفصل الدراسي الثاني بكل فاعلية وجودة.

وذلك للمحتوى النظري لجميع الكليات، على أن يرحل التطبيق العملي للكليات العملية لما بعد استئناف الدراسة أو في الإجازة الصيفية بحسب ما تقرره كل جامعة، واستمرار التنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتوفير الدخول والاستخدام المجاني للمنصات التعليمية الإلكترونية.

مشروع البحث

وصاحب قرار عدم إجراء امتحانات لطلاب النقل من الصف الثالث الابتدائي إلى الصف الثاني الإعدادي في نهاية العام الدراسي الحالي والاكتفاء بإعداد بحث مشروع لكل مادة على المنصة الإلكترونية على أن يكون البحث شرط النجاح جدل بين أولياء الأمور لعدم توفر الإنترنت في بعض المنازل وأحدث مشروع البحث للطلاب حالة من الارتباك لأولياء الأمور وخاصة بعد ما أصبحوا فريسة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يستغلون حالة الفزع والرعب خوفًا على مستقبل الطلاب ويبيعون الأبحاث بأسعار باهظة.

فيما أوضحت وزارة التربية والتعليم المصرية أنه لا داعي للقلق والتسرع لأن مدة البحث مستمرة حتى 15 مايو المقبل وهناك فرصة حقيقية للطلاب يستطيعون أن يكتبوا الأبحاث بشكل جيد بعد انتهاء المنهج الدراسي للترم الثاني، وأن يقوم مديري عموم تنمية المواد بوضع معايير المشروعات البحثية المقرر تقديمها من طلاب المعلمين إلكترونيًا عبر منصة التواصل.

الجامعات والامتحانات

وعلى مستوى الجامعات، أصدر المجلس الأعلى للجامعات في جلسته رقم 698، عددًا من القرارات الجديدة في إطار تطورات الوضع العالمي لانتشار فيروس كورونا المستجد، وأكد المجلس الأعلى للجامعات إنجاز خطة الطوارئ المعلنة لمواجهة فيروس كورونا المستجد داخل منشآت ومرافق الجامعات بما في ذلك الاهتمام بالتعقيم والتطهير المستمر، وبالنسبة لطلاب الدراسات العليا يترك لكل جامعة تحديد موعد انعقاد امتحاناتها وفقًا لما تراه.

وقرر المجلس، الأسبوع الجاري، أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة جميع المستجدات واتخاذ الإجراءات اللازمة التزامًا بخطة الدولة للحفاظ على صحة المصريين ومنع الانتشار الوبائي لفيروس كورونا المستجد، كما نفى المجلس الأعلى للجامعات ما يتداوله البعض على مواقع التواصل، بشأن إلغاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني.

التعليم عن بعد

وعلى مستوى المدارس والتعليم قبل الجامعي، استعرض الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الجهود التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم، في الأيام الماضية لتطبيق “التعليم عن بعد”، وذلك بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتعليق الدراسة حماية للطلاب من خطر تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال الدكتور طارق شوقي، في رسالة مصورة (فيديو)، إن جميع قيادات الوزارة بذلت مجهودًا كبيرًا خلال الأيام الماضية لتقديم حلول متعددة لتطبيق “التعلم عن بعد”، والذي استثمرت الوزارة فيه على مدار السنوات الماضية، وجاء الوقت للاعتماد عليه بسبب الظروف التي نمر بها حاليًا من تداعيات انتشار فيروس كورونا.

مكتبة إلكترونية

وأضاف الدكتور طارق شوقي أن الوزارة وفرت مكتبة إلكترونية بجانب بنك المعرفة “EKB” لمساعدة الطلاب على المذاكرة؛ تضم مختلف المناهج الدراسية الكاملة للصفوف بداية من رياض الأطفال (kg) وصولًا إلى المرحلة الثانوية باللغتين العربية والإنجليزية.

امتحانات نهاية العام

وفيما يتعلق بامتحانات الطلاب في نهاية العام، أوضح طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أن مرحلة رياض الأطفال (kg1 – kg2) والصفان الأول والثاني الابتدائي- حيث يتم تطبيق نظام التعليم الجديد سيقوم معلمو هؤلاء الطلاب بإعداد تقارير أداء للطلاب، ومن الصف الثالث الابتدائي إلى الصف الثاني الإعدادي (سنوات النقل)، لن يتم إجراء امتحانات للطلاب في نهاية العام الدراسي الحالي والاكتفاء بعمل بحث (مشروع) لكل مادة على المنصة الإلكترونية، وسيكون متاحًا للطلاب التواصل مع معلم الفصل لمساعدته في تنفيذ البحث في وقت مدته شهرين.

وأوضحت التعليم المصرية، أن امتحانات آخر العام الدراسي للصفين الأول والثاني الثانوي ستتم إلكترونيًا من المنزل وسيتم تصحيحها وإعلام الطلاب بنتائجهم إلكترونيًا داخل المنزل، والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة سيؤدون الامتحانات بنظام المشروع كباقي طلاب النقل، والاكتفاء بما تم دراسته حتى 15 مارس الماضي لجميع سنوات النقل، واستكمال أجزاء المناهج المتبقية في العام الدراسي التالي، والاكتفاء بتقديم مشروع بحثي لشهادة المرحلة الإعدادية، ونتائج طلاب النقل بناءً على ملف الأنشطة التعليمية ونتائج الفصل الدراسي الأول.

ربما يعجبك أيضا