التغير المناخي وعلاقته برفض الإنجاب.. استشاري نفسي يشرح لـ«رؤية»

أظهر بحث جديد أجراه موقع Globe Scan، أن 40% من المشاركين قرروا الامتناع عن الإنجاب لخوفهم من تداعيات التغير المناخي.

البحث شارك فيه أشخاص من 31 دولة، منها أمريكا وبريطانيا وكوريا الجنوبية، ونشره موقع “الملكة الخضراء” المعني بقضايا المناخ، لكن طبيبًا نفسيًّا مصريًّا كشف لشبكة “رؤية” الإخبارية عن زاوية جديدة لتفسير النتائج.

أزمة التغير المناخي

أظهرت نتائج البحث أن 65% من المشاركين يعتبرون التغيرات المناخية أمرًا خطيرًا للغاية، وقال 37% إنها تؤثر في حياتهم بنحو مباشر. أما الـ40% الذين قرروا عدم الإنجاب أنهم متخوفون من الحرارة الشديدة والجفاف في المستقبل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية وعدم توافرها للأجيال القادمة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة Globe Scan، كريس كولتر، لموقع “الملكة الخضراء”، إن المشاركين في البحث يشعرون بأن المستقبل سيكون أقل إيجابية بسبب أزمة التغيرات المناخية، موضحًا أنهم أشفقوا على الأطفال من أن يعانوا عواقب التغير المناخي، وألا يستطيعوا عيش حياتهم بحرية وعدالة.

تفاصيل البحث الجديد

الاضطراب العصابي

استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية المصرية، جمال فرويز، أوضح لشبكة “رؤية” الإخبارية أن اتخاذ بعض الأشخاص قرارًا بعدم الإنجاب بناء على خوفهم من تداعيات التغيرات المناخية، سببه أنهم يميلون إلى العصابية، وهي اضطراب نفسي يصيب الشخص عندما يمر بأزمة خارجة عن إرادته تكون مصدرًا لقلقه.

وبحسب ما يشرح فرويز، يشعر الشخص العصابي بأن عليه الهروب من الأزمة الخارجة عن إرادته أو مواجهتها، لحماية نفسه بأي نحو، كي يتكيف مع الأوضاع بأفضل ما يمكن. ويشمل اضطراب العصابية عصاب القلق، والعصاب المصحوب بالاكتئاب، والعصاب القهري، والعصاب الهستيري، والعصاب الرضحي.

الاضطراب العصابي

الظروف الاقتصادية

تعد العوامل المحيطة بالشخص من أكثر أسباب إصابته بالاضطراب العصابي، مثل معايشة الشخص لمواقف صعبة في طفولته، أو التأثر بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي يعيش فيها، وهو ما حدث مع شعور بعض الناس بالتهديد من تداعيات التغيرات المناخية.

وأشار فرويز إلى أن شعوب دول غرب أوروبا، السويد وسويسرا والنمسا وهولندا ووفنلندا، تتميز بتفكير الشخصية العصابية، لأنهم يتوقعون الأسوأ ويتعاملون مع أزمة لم تحدث بعد كأنها وقعت، موضحًا أن هذا النمط من التفكير هو السبب في اتخاذ معظم المشاركين في البحث من هذه البلدان قرارًا بعدم الإنجاب.

تزايد أعداد الرافضين للإنجاب بسبب التغيرات المناخية

موقف البلاد العربية

يرى فرويز أن من لديهم ثقافة عالية هم من يفكرون في أزمة التغيرات المناخية وتداعياتها المستقبلية، وهؤلاء يتمركزون في البلدان المتقدمة، ويحسبون كل شيء علميًّا بالورقة والقلم، ودائمًا ما تكون لديهم حلول لكل شيء، حتى لا يتعرضوا في المستقبل لأي موقف يخشون حدوثه.

ومن ناحية أخرى، نفى فرويز أن تكون نتائج هذا البحث منسحبة على الدول العربية، وقال إنه لم يصادف أشخاص قرروا عدم الإنجاب بسبب التغيرات المناخية، وإنه لا يتوقع أن يحدث ذلك، لأن الشخصية العربية ليست لديها الميول العصابية، ولا تتمتع بنفس ثقافة البلاد الغربية.