التلوث البشري مسؤول عن تدهور عملية التلقيح الليلي للزهور

دراسة أمريكية تحذر: التلوث يضر بأنواع الزهور التي تعتمد على التلقيح الليلي

بسام عباس
حشرة سفنكس ذات الخطوط البيضاء وهي تقوم بتلقيح زهرة الربيع المسائية

كشفت دراسة أمريكية عن أن تلوث الهواء يقلل من إشارات الرائحة الضرورية للملقحات الليلية للعثور على هذه الزهور، ويعزى هذا التراجع إلى المواد الكيميائية المنبعثة في الهواء بسبب احتراق الغاز والفحم.

وسلطت الدراسة الضوء على كيفية تأثير الملوثات على التفاعلات بين النباتات والملقحات، كما تناولت مدى انتشار تدهور التفاعلات بين النباتات والملقحات في محاولة للوصول إلى النتائج النهائية.

معرضة لخطر الانقراض

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره السبت 10 فبراير 2024، أن فريق من جامعة واشنطن أجرى دراسة حول الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى تفاعل كيميائي يولد النترات (NO3) في الغلاف الجوي، والتي بدورها تمنع رائحة الزهرة.

وأضاف أن الدراسة سلطت الضوء على العلاقة الحاسمة بين ما يقرب من 180 ألف نوع من النباتات المزهرة وملقحاتها، مشيرة إلى أن أكثر من 70 نوعًا من الملقحات معرضة لخطر الانقراض أو مهددة بالفعل بالانقراض.

Image showing a bee (genus Megachile) pollinating a pale evening primrose flower in eastern Washington.

نحلة تقوم بتلقيح زهرة الربيع المسائية

الروائح تجذب الملقحات

ذكرت الدراسة أن (NO3) يقلل من مدى وصول الزهرة، إلى أي مدى يمكن أن تنتقل رائحتها وتجذب الملقحات قبل أن تتحلل ولا يمكن اكتشافها، مشيرة إلى أن التلوث الناجم عن النشاط البشري يغير التركيب الكيميائي لإشارات الرائحة المهمة، فلا تستطيع الملقحات التعرف عليها والاستجابة لها.

ويركز هذا البحث على زهرة الربيع المسائية، وهو نبات شائع موجود في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة في المناخات القاحلة، وتنبعث من الزهور البيضاء التي جمعت من شرق واشنطن رائحة تجذب العديد من الملقحات، بما في ذلك العث الليلي، والتي تعد من بين أهم الملقحات.

This photo illustration depicts a tobacco hawkmoth navigating to a flower amid air fouled by vehicle exhaust emissions.

صورة توضيحية لفراشة وهي تتنقل نحو زهرة وسط الهواء الملوث بانبعاثات عوادم السيارات

عرضة للخطر

اكتشفت الدراسة أن التفاعل مع NO3 كاد يقضي على بعض المواد الكيميائية ذات الرائحة، وقد تأثرت حشرات العث، التي يمكنها استشعار الروائح من على بعد أميال ولديها حاسة شم أقوى بآلاف المرات من البشر، ووجدت أنه عند إدخال NO3، تراجعت قدرة هذه الحشرات على اكتشاف رائحة الزهرة.

وأشارت الدراسة إلى أن ضوء الشمس يكسر ثاني أكسيد النيتروجين أثناء النهار، ما يقلل من تأثيره على التلوث أثناء النهار، فيما يترك الزهور الليلية عرضة للخطر، وتشمل المناطق الأكثر تأثرًا بهذا الاضطراب في ديناميكيات الملقحات النباتية في معظم دول العالم.

 

ربما يعجبك أيضا