التوترات الأمريكية الإيرانية.. إلغاء بنود الاتفاق النووي واحتمالات المواجهة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أثار تحريك الولايات المتحدة الأمريكية حاملة الطائرات “يو أس أس إبراهام لينكولن” ومجموعتها الهجومية التي تتضمن سفن تدخل ومدمرات عدة وعددًا من المقاتلات في طريقها إلى الخليج تكهنات كثيرة حول احتمالات نشوب حرب واسعة بين واشنطن وطهران. وكشفت المتحدثة باسم البنتاجون لشؤون القيادة الوسطي في الشرق الأوسط والخليج ريبيكا ريباريتش عن أن سبب تحرك حاملة الطائرات “لينكولن” أن القيادة الأمريكية تلقت مؤشرات حديثة وواضحة بأن هناك تهديدات إيرانية ضد القوات الأمريكية، في مناطق عدة وفي البحار.

وتتكون مجموعة لينكولن البحرية من حاملة طائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن”، وسفينة “يو أس أس ليتي جولف”، وسفينة “يو أس أس باينبريدج”، وسفينة “يو أس أس نيتز”.

تحرك لينكولن

قال مسؤول في البنتاجون في وقت سابق أمس الثلاثاء إن تحريك حاملة الطائرات “يو أس أس إبراهام لينكولن” إلى مياه الخليج قد يشمل وضع أربع قاذفات استراتيجية مع أفراد لقيادة وصيانة الطائرات، وأنه من المرجح أن تكون القاذفات من طراز بي-52.

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله، أمس الثلاثاء، إن إيران ستقلص بعضًا من التزاماتها “الطوعية” ضمن الاتفاق النووى مع قوى عالمية ردًا على ما أسمته تقاعس الدول الموقعة عن مقاومة الضغوط الأمريكية، لكنها لن تنسحب من الاتفاق.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية في وقت سابق أن طهران ستبعث برسائل إلى الدول التي لم تنسحب من الاتفاق وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا اليوم الأربعاء لإبلاغها بتفاصيل خطتها لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.

ونسبت وسائل الإعلام إلى ظريف قوله “ستظل تحركات إيران في المستقبل بالكامل ضمن الاتفاق الذي لن تنسحب منه الجمهورية الإسلامية، الاتحاد الأوروبي وآخرون لا يملكون القوة لمقاومة الضغط الأمريكي ومن ثم فستمتنع إيران عن تنفيذ بعض الالتزامات الطوعية”.

وفي سياق متصل، أعلنت فرنسا، اليوم الأربعاء، أنه إذا لم تحترم إيران التزاماتها النووية فإن مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات ستكون مطروحة. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، إن لا شيء أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الأوروبيين يريدون استمرار الاتفاق، حسبما نقلت “رويترز”.

وقالت إذاعة إيران الرسمية اليوم، إن إيران أبلغت سفراء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها التوقف عن تنفيذ “بعض التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015.

ردود أمريكية 

قال محمود الطاهر الباحث السياسي اليمني إن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران لن تصل إلى المواجهة، ولكنها ضغوط لكي تقبل إيران بالحوار مع أمريكا لتعديل الاتفاق التي انسحبت منه واشنطن.

وأضاف الطاهر في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن إرسال حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” إلى الخليج العربي قد يكون ردًا مباشرًا في حال استهدف الحوثيين ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب أو استهدف حزب الله إسرائيل.

احتمالات الحرب

واستبعد محمد محسن أبوالنور رئيس ومؤسس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، خيارات نشوب الحرب بين أمريكا وإيران، قائلًا: “هناك توترات قد تفضي إلى بعض العمليات المحدودة، لكن تطورها إلى حرب شاملة، لا أعتقد ذلك”.

وأضاف أبوالنور في تصريحات خاصة أن إيران قد تلغي بعض التزاماتها الخاصة ببعض بنود الاتفاق النووي على مرحلتين تبدأ الأولى اليوم الأربعاء 8 مايو والثانية يوم 8 يوليو القادم، وبين هذين التاريخين ستجري في نهر الشؤون الإيرانية، مياه كثيرة.

ربما يعجبك أيضا