التوزيع العادل للقاحات ودعم المبادرات الدولية.. أبرز مرتكزات قمة العشرين

حسام السبكي

حسام السبكي

في ظروف استثنائية، وعبر قمة افتراضية، استضافت العاصمة السعودية الرياض، السبت، قمة العشرين السنوية، وذلك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي شدد في مستهل كلمته على ضرورة تكاتف الجهود الدولية، من أجل عبور محنة جائحة كورونا، التي ضربت العالم أجمع، وتسببت حتى كتابة سطور التقرير التالي، في إصابة ما لا يقل عن 58 مليون شخصٍ، وأزهقت أرواح نحو 1.4 مليون منهم.

القادة المشاركون في القمة بدورهم، شددوا على أهمية توفير الدعم المالي اللازم، لدعم اقتصاديات الدول الفقيرة، من أجل مواجهة كارثة “كوفيد- 19″، وتبعاتها، فضلًا عن إقرار مبادرة الرياض لدعم منظمة التجارة العالمية.

وتضمنت أعمال اليوم الأول من قمة قادة مجموعة العشرين جلستين، الأولى تحت عنوان: “التغلب على الوباء واستعادة النمو والوظائف”، والتي ركزت على تسليط الضوء على الجهود الجارية للتغلب على وباء كوفيد 19 وطرق ضمان الوصول للقاحات لجميع الناس حول العالم.

كما تستعرض هذه الجلسة آفاق الاقتصاد العالمي، بما في ذلك تعافي أسواق العمل وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى وضع النظام المالي العالمي.

وتحمل الجلسة الثانية لليوم الأول عنوان “بناء مستقبل شامل ومستدام وقادر على الصمود”، وتناقش الظروف التي يمكن الجميع العيش والعمل والازدهار فيها، مع الحفاظ على كوكبنا، ومن خلال تكثيف الجهود الجماعية لحماية الموارد المشتركة عالميًا.

افتتاح القمة

كلمة الملك سلمان خلال قمة العشرين

من العاصمة السعودية الرياض، انطلقت فعاليات قمة العشرين، والتي جاءت هذا العام، ونظرًا للظروف الاستثنائية الحالية التي يعيشها العالم أجمع، عبر التقنيات الحديثة للاجتماعات الافتراضية، والمعروفة باسم “الفيديو كونفرانس”.

وفي كلمة افتتاح قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الرياض افتراضيا هذا العام، قال الملك سلمان إن 2020 كان عاما استثنائيا.

وأعرب العاهل السعودي عن ثقته بأن قمة الرياض ستؤدي إلى آثار مهمة وحاسمة، مضيفا “ساهمنا في مجموعة العشرين بـ 21 مليار دولار للتصدي لجائحة كورونا.. وقدمنا الدعم الطارئ للدول النامية بتعليق مدفوعات الدين“.

وأضاف خلال حديثه في كلمة لاقت اهتماما عالميا “علينا إعادة فتح اقتصاداتنا وحدودنا لتسهيل حركة التجارة والأفراد.. فنحن مستبشرون بالتقدم في إيجاد لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا”.

وعلى هامش القمة أيضًا، أعلن العاهل السعودي عن إقرار مبادرة الرياض، بشأن مستقبل منظمة التجارة العالمية، والتي تهدف إلى جعل النظام التجاري المتعدد الأطراف أكثر قدرةً على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

وقال الملك سلمان، في كلمته خلال افتتاح أعمال قمة مجموعة العشرين: “لا بد لنا من العمل على إتاحة الفرص للجميع، وخاصة للمرأة والشباب لتعزيز دورهم في المجتمع وفي سوق العمل”.

وقد استعرضنا في شبكة رؤية، في وقتٍ سابق، تقريرًا عن انطلاقة قمة العشرين وخلفياتها، في تقرير بعنوان “على رأس مهمة إنقاذ عالمية.. السعودية تستضيف قمة العشرين”، يمكن الرجوع إليه للاطلاع من هنا.

مشاركة إماراتية مميزة

الشيخ محمد بن راشد خلال مشاركته في قمة العشرين

ضمن فعاليات قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض افتراضيًا، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، دعم بلاده لمشاريع المستقبل المستدام.

وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر: “مجموعة العشرين هي المنصة الاقتصادية الأكبر عالمياً التي يتوحد حولها العالم للتصدي للتحديات المشتركة وتجاوزها”.

وتابع: “أكدت خلال مشاركتي في قمة قادة مجموعة العشرين التي تحضرها جميع المنظمات الدولية الرئيسية أن الإمارات ستظل داعمة لكافة المبادرات الدولية المشتركة.. ولكافة السياسات والمشاريع التي تضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة”.

العاهل الأردني

العاهل الأردني خلال قمة العشرين

بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ضرورة التصدي للتداعيات العالمية الإنسانية والاقتصادية لجائحة كورونا، خصوصاً في مجالات حيوية كالأمن الغذائي، والفقر، والبطالة، والتعليم.

ولفت ملك الأردن إلى ضرورة العمل لضمان التوزيع العادل والفعال للقاحات كورونا لتكون متاحة للجميع، مؤكداً أن قطاع الصناعات الدوائية في الأردن على أهبة الاستعداد للمساهمة في هذه المهمة.

وشدد على ضرورة حماية الفئات الأكثر ضعفاً حول العالم كاللاجئين والأسر التي تعيش تحت خط الفقر.

وأشار الملك عبدالله الثاني، إلى أن الأردن الذي يعد ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم بالنسبة إلى عدد السكان، يولي اهتماماً خاصاً لحمايتهم خلال هذه الجائحة.

وأكد أن حماية اللاجئين والمجتمعات الأكثر ضعفاً حول العالم هي مسؤولية دولية، داعياً قادة دول مجموعة العشرين إلى “إعادة ضبط العولمة” لتدعيم التعاون والتكامل الدولي، وإصلاح النظم الاقتصادية العالمية للوصول إلى تعافٍ أكثر عدلاً وشمولاً.

رسائل بريطانية

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون 3

وخلال مشاركته في القمة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن “مصيرنا في أيدي بعضنا البعض، ولقد شهدنا تطورات إيجابية تتعلق بلقاح كورونا في العالم، وقد حصل تقدم في هذا الجانب، وأود أن أرى دول المجموعة في دعم هذه الإجراءات الرامية إلى توفير اللقاح”.

وأشار إلى التقدم الحاصل في إجراءات اللقاح في بريطانيا، إلى جانب إقرار بلاده خطة من 10 نقاط لإحداث ثورة صناعية في المملكة المتحدة.

وأضاف أن بريطانيا أقرت حزمة من تدابير مالية واقتصادية لمواجهة تداعيات الجائحة.

ودعا جونسون دول المجموعة إلى طرح تعهدات جريئة لمواجهة مختلف التحديات ولأجل القضاء على الجائحة ومواجهة آثارها وآثار التغير المناخي.

الأمم المتحدة

وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، رسالة إلى قمة العشرين ، المنعقدة بالسعودية ، بأنه لا يجب أن تؤدى جائحة كورونا لجائحة ديون، خاصة أن العالم النامي على حافة الانهيار، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدمير الاقتصاد العالمي.

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عبر حسابه بموقع تويتر :” يجب ألا نسمح لجائحة كوفيد19 بأن تؤدي إلى جائحة ديون، العالم النامي على حافة الانهيار المالي، ويمكن أن يؤدي التأثير المتعاقب للإفلاس (تأثير الدومينو) إلى تدمير الاقتصاد العالم”.

التوزيع العادل للقاحات

تيدروس أدهانوم غيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية 1

من جانبه، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن “العالم يمر بمرحلة حرجة من جائحة كورونا”، مؤكدا على “ضمان توفير اللقاح بصورة عادلة”.

وحث مدير المنظمة، قادة مجموعة العشرين على “ضمان توفير لقاحات كورونا بصورة عادلة كسلع عامة عالمية، والالتزام الكامل بلوائح الصحة العالمية، ومعالجة نقاط الضعف في التعامل مع الوباء”.

أنجيلا ميركل

وأكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أن منصة المجموعة ستقوم بتوزيع ملياري جرعة لقاح كورونا حول العالم.

وأضافت ميركل أن الاستجابة العالمية لمكافحة كورونا ضرورية.

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجموعة العشرين بزيادة الاستثمار في أنظمة الصحة، مؤكداً أن منصة مجموعة العشرين خصصت أموالاً لشراء جرعات للقاح كورونا.

وأكد ماكرون أن فرنسا ستضمن وصول اللقاح لجميع الدول خصوصا الفقيرة منها، متوقعاً توفر اللقاح ضد كورونا قبل نهاية العام.

من ناحيته أعرب رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، عن استعداد بلاده للمشاركة في الجهود العالمية للحد من كورونا وتوفير اللقاح.

رئيس جنوب أفريقيا

من جانبه عبر رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، عن تطلعه لمجموعة العشرين لمساعدة بلاده في مواجهة تداعيات كورونا.

بدوره قال رئيس الأرجنتين، ألبرتو فرنانديز، إنه يجب وصول لقاحات وعلاجات كورونا لكل دول العالم.

وأعرب التحالف العالمي للقاحات، عن قناعته بضرورة أن تصب الجهود في حماية الجميع من كورونا ليشفى العالم.

واعتبر التحالف أن تمويل قمة العشرين لشراء اللقاح سيساهم بحماية العالم من كورونا.

الرئيس الروسي في قمة العشرين

وشدد الرئيس الروسي بوتين على ضرورة ضمان وصول الجميع إلى اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد.

وأكد بوتين، على وجوب توفير لقاحات كورونا للجميع، مشددًا على استعداد بلاده  لإمداد الدول المحتاجة بلقاحاتها.

وتعهد الرئيس الروسي بتخصيص 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي لتقليص الأضرار الناجمة عن الجائحة أتاح لروسيا تفادي خسائر غير قابلة للمعالجة.

الرئيس الصيني

وأكد الرئيس الصيني، شي جين بينج، أن بلاده ملتزمة بجعل لقاحات كورونا متوفرة للجميع، لافتًا إلى أن بكين مستعدة للتعاون في مكافحة وعلاج الفيروس.

ربما يعجبك أيضا