الجامعة العربية: هوة الثقة ضخمة بين أطراف أزمة لبنان

دعاء عبدالنبي

رؤية

بيروت – أكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، خلال زيارته لبيروت، على أن “هوَة الثقة ضخمة بين الأطراف المعنيين بالأزمة الحكومية في لبنان وهو ما يؤثّر سلباً على إمكانية التفاهم فيما بينهم”.

وحسب “العربية نت”، أشار إلى “أن حلّ الأزمة في لبنان لا يزال ممكناً إذا ما توفّرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية”، إلا أنه نبّه إلى “أن الوضع في لبنان دقيق ويحتاج إلى تواصل مستمر، والأجواء التي لمستها خلال لقاءاتي تحتاج إلى عمل كبير من أجل إحداث الاختراق المطلوب بجدار الأزمة”.

وأضاف: “نحن نراقب السجالات والمواقف في لبنان، ولاحظنا أخيراً أحاديث كثيرة حول اتّفاق الطائف ومستقبله وأمور مرتبطة به، لذلك أحببت أن أستفسر من الرئيس عون أثناء لقائي به عن هذا الأمر فأكد لي أن الطائف ليس في خطر”.

وقال زكي: “سنُقيّم مع الأمين العام للجامعة العربية نتائج زيارتي لبيروت، وإذا رأينا أن هناك ضرورة للقيام بزيارة أخرى للبنان فإننا لن نتردد بذلك”.

ولم يتضمّن برنامج لقاءات الأمين العام المساعد للجامعة العربية حزب الله ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب والوزير السابق جبران باسيل، وهو ما حصل أيضاً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.

ورأى محللون في تغييب باسيل وحليفه حزب الله عن جدول اللقاءات العربية تأكيداً على أنهما المسؤولان الأساسيان عن عرقلة تشكيل الحكومة بسبب الشروط والمطالب التي يفرضانها.

يأتي ذلك فيما أوضح زكي أنه لم يلتقِ بـ”حزب الله” انسجاماً مع موقف الجامعة العربية تجاه الحزب (المُصنّف منظمة إرهابية)، و”الأمانة العامة مُلتزمة به، لكننا نتعرّف على مواقف جميع الأطراف إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”، بحسب تعبيره.

وفي مارس 2016، صنّفت جامعة الدول العربية حزب الله منظمة إرهابية في ختام اجتماعات لمجلس وزراء الخارجية العرب.

أما بشأن عدم لقائه باسيل، فأوضح زكي قائلا: “هو كان في الجبل وتعذّر عليه النزول إلى بيروت للقائي، وأنا لم يكن لدي الوقت الكافي للصعود إلى الجبل بسبب مغادرتي بيروت مساءً، ولا أظن أنه يُحبّذ التواصل الهاتفي”.

كما أكد أن “الجامعة العربية تؤيّد نداء البطريرك الماروني بشارة الراعي بحياد لبنان، وتعتبر أنه يتماشى تماماً مع قرارات الجامعة التي دعت لبنان إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس تجاه كافة النزاعات في المنطقة”.

يُذكر أن التحرّك العربي في اتّجاه بيروت جاء في وقت تتصاعد اللهجة الدولية، خصوصاً الفرنسية ضد الطبقة الحاكمة في لبنان وسط معلومات تتحدّث عن اتّجاه أوروبي (بدفع فرنسي) لاتّخاذ إجراءات ضد المعرقلين لتشكيل الحكومة كحظر السفر وتجميد الأصول.

ويُجمع القائمون على حلّ أزمة لبنان على ضرورة أن ينطلق من المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون، عقب زيارته إلى بيروت بعد انفجار المرفأ في 4 أغسطس الماضي، والتي تنصّ على تشكيل حكومة مهمة تضمّ وزراء اختصاصيين يكون عملها تنفيذ الإصلاحات المطلوبة كشرط لمدّ لبنان بالمساعدات المالية التي يحتاجها للنهوض الاقتصادي.

وفي السياق، قال زكي “الجامعة العربية تدعم المبادرة الفرنسية التي تتحدّث عن حكومة اختصاصيين مهمتها إنقاذ لبنان من الوضع المتردّي اقتصادياً ومالياً.

نحن نعتقد أنه إذا التزم لبنان بالمبادرة الفرنسية فيُمكن عندها وقف النزيف الحالي واستعادة بعض عافيته”.

ربما يعجبك أيضا