الجنوب الليبي ساحة للمواجهات.. والأمم المتحدة تحث الأطراف على تسريع الانتخابات البرلمانية والرئاسية

ضياء غنيم
استهداف الجيش في الجنوب الليبي

أظهرت التطورات في الساحة الليبية الهشاشة الأمنية لجنوب البلاد وتأثر خطوط التماس بمستوى التوتر بين الشرق والغرب


تحول الجنوب الليبي إلى بؤرة ساخنة للمواجهات بين حكومتي باشاغا والدبيبة، وأظهر مناخ الاستقرار الهش انكشاف المنطقة على مخاطر أمنية متعددة، فكيف امتدت الأزمة إلى الجنوب؟

وعادت مشاهد قطع النفط إلى واجهة التطورات في الشرق والجنوب الليبي في ظل التناحر السياسي، وبالتزامن مع ترقب ما يمكن أن تسهم به البعثة الأممية قبيل انتهاء تفويضها نهاية إبريل الجاري وانعكاسات الأزمة الأوكرانية على جهود تمديدها في مجلس الأمن الدولي.

قطع النفط يبرز أهمية الجنوب الليبي

شهدت ليبيا موجة إغلاقات جديدة منذ يوم السبت 16 إبريل 2022، مع إغلاق حقل الفيل النفطي على يد مجموعة أفراد من مكونات قبلية واجتماعية في الجنوب لحين تسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب.

وطالت الإغلاقات ميناء البريقة شرق البلاد وحقل الشرارة أكبر حقل نفطي جنوب غربي البلاد، بخسارة يومية بلغت 300 ألف برميل، ليصل إجمالي النقص في المعروض الليبي إلى 550 ألف برميل يوميًّا، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة نتيجة عدم قدرتها على الإيفاء بتعهداتها.

“داعش” يستهدف الجنوب الليبي

أجواء الانقسام السياسي عامل مثالي لعودة تنظيم “داعش” في الجنوب الليبي، ليعلن في 19 إبريل 2022 عن تفجير سيارة مفخخة قرب معسكر للجيش الليبي بمنطقة أم الأرانب أسفرت عن 3 جرحى.

وكانت تلك المنطقة ملاذًا آمنًا للتنظيم الإرهابي نظرًا لتوسطها الطريق بين شرق وغرب البلاد من جهة الجنوب، فضلًا عن اتصالها بالحدود مع تشاد، ما يعزز من خطر تصاعد الإرهاب في الجنوب في ظل الأوضاع غير المستقرة في ليبيا وجوارها الجنوبي، بحسب موقع ليبيا الحدث.

انتهاء تفويض البعثة الأممية 

تسابق المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز الزمن لإحداث اختراق في ملف الانتخابات، حيث دعمت الحوار بين أعضاء مجلسي النواب والدولة، فيما تواصل اللقاءات مع القادة الليبيين وآخرهم رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة لحثه على تحديد موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وينتهي تفويض البعثة الأممية في 30 إبريل الجاري، ما لم يتوافق أعضاء مجلس الأمن على تمديد عملها الذي يحتاج إلى عام على الأقل، خلافات دولية ألقت بظلالها على منصب رئاسة البعثة، حيث استقال يان كوبيتش في نوفمبر 2021، ولم يرشح الأمين مبعوثًا بديلًا، واختار اللجوء لصلاحياته باختيار وليامز مستشارة له في ليبيا.

رسائل باشاغا من الجنوب

مناقشة الملفات المشتعلة في البلاد على رأس أولويات حكومتي باشاغا والدبيبة، ففي حين عقدت حكومة الوحدة اجتماعًا أمنيًا يوم الثلاثاء 19 إبريل بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة، ورئيس الأركان العامة ورئيس جهاز حرس المنشآت النفطية، لمناقشة تداعيات أزمة الإغلاقات النفطية، أسرع فتحي باشاغا لتأكيد عزم حكومته زيادة الإنتاج النفطي لتعويض الخام الروسي.

وعقدت حكومة باشاغا أول اجتماع لها في سبها جنوب البلاد يوم الخميس 21 إبريل 2022، في رسالة لإنهاء “الإقصاء والتهميش الذي يعاني منه الجنوب“، وفي إطار توسيع المواجهة مع حكومة الدبيبة في مختلف مناطق ليبيا.

ربما يعجبك أيضا