«الجوع» أبشع وسائل إسرائيل لقتل الفلسطينيين

«وقف المساعدات».. أقوى أسلحة إسرائيل للفتك بسكان غزة

شروق صبري
«وقف المساعدات».. أقوى أسلحة إسرائيل للفتك بسكان غزة

يتوقع مسؤولو الإغاثة وخبراء الصحة حدوث مجاعة هذا الشهر ما لم ترفع إسرائيل الحواجز أمام المساعدات ويتوقف القتال وتتم استعادة الخدمات الحيوية لسكان غزة.


مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، كانت لأسابيع، واحدة من الأماكن القليلة التي يمكن أن يجد فيها سكان غزة بعض المساعدات والغذاء، فالمخابز تبيع الخبز، والمولدات تعمل بالوقود، والأسواق مفتوحة، وإن كانت باهظة الثمن.

ولكن منذ بدأت القوات الإسرائيلية توغلها في المدينة، أغلقت المعبرين الرئيسيين اللذين تدخل منهما المساعدات، وأصبحت رفح مكاناً للخوف والإمدادات المتضائلة، لقد أغلقت المخابز، وتضاعف سعر الحطب الذي يستخدم للطهي، والمواد الغذائية.

المجاعة في غزة

لعدة أشهر، حذر مسؤولو الإغاثة الدوليون وخبراء الصحة من أن المجاعة ستأتي في غزة ما لم يتوقف القتال، وترفع إسرائيل الحواجز التي تحول دون وصول معظم المساعدات الإنسانية، والخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والمياه النظيفة، والتي يجب أن تكون موجودة لدرء سوء التغذية. حسب “نيويورك الأمريكية” اليوم 24 مايو 2024.

وبحسب الصحيفة الامريكية، فإن الظروف سيئة للغاية ولا يدخل إلا القليل من الوقود لتشغيل عمليات الإغاثة أو المستشفيات أو الخدمات البلدية. وقد فر مئات الآلاف من الأشخاص من رفح إلى المباني المحترقة والحقول الواقعة إلى الشمال، حيث لا يحصلون إلا على القليل من المياه أو الرعاية الطبية.

الموت جوعا

رغم أن وكالات المعونة الدولية لا تستطيع الإعلان رسميا ما إذا كانت غزة وصلت إلى حد المجاعة أم لا، فقد قال رئيس برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالفعل إن “المجاعة قد وصلت”.

يقول خبراء، حتى لو فُتحت أبواب المساعدات غدًا، فإن عددًا أكبر من الناس سيموتون من الجوع، أو من الأمراض لأن أجسامهم ضعيفة والرعاية الطبية شحيحة، وقال جانتي سويريبتو، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة الأمريكية: “لم نشهد شيئًا كهذا من قبل في أي مكان في العالم”.

الأزمات الإنسانية

أوضحت جماعات الإغاثة، أن الأزمات الإنسانية عادة ما تؤثر على جزء من السكان، وليس الجميع، وفي غزة، قال جيريمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين، إن “جميع السكان يتعرضون للتهديد، وليس مجرد مجموعة فرعية”.

وفقا لبيانات الأمم المتحدة، قبل عملية رفح، قالت وكالات الإغاثة إن حجم المساعدات التي تدخل غزة أقل بكثير من المطلوب. وقبل الحرب، كانت تمر حوالي 500 شاحنة مساعدات يوميا عبر كرم أبو سالم ورفح، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى غزة. لكن هذا الرقم انخفض بنحو 75 % منذ 7 أكتوبر لـ 119 شاحنة يوميا.

الجيش الإسرائيلي

الجيش الإسرائيلي

إسرائيل قاتلة

ألقى مسؤولو المساعدات والعديد من الحكومات المانحة، ومن بينها الولايات المتحدة، باللوم على إسرائيل لقيودها الصارمة على المساعدات، بما في ذلك منع المواد الأساسية وفرض مجموعة متنوعة من القيود الأمنية في كل مرحلة تقريبًا من العملية.

وقال كيرستن جونسون، الذي يدير شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، وهو برنامج حكومي أمريكي يتتبع الجوع في الأزمات العالمية، إنه بحلول الوقت الذي يتم فيه إعلان المجاعة، “لقد فات الأوان بالفعل، وسيكون هناك بالفعل موت واسع النطاق”.

توسيع العملية الإسرائيلية

من ناحية أخرى، توسع إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح ضد حماس وتقول إن مليون مدني خرجوا الآن من المدينة. مضيفة أن هذه العملية ستنمو مع وجود العديد من القوات على الأرض وفي الجو.

وكان في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة نحو 1.4 مليون مدني قبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي في حثهم على الخروج منها في أوائل مايو2024. وفر معظمهم إلى هناك بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، وهو الأمر الذي شجعته إسرائيل عندما ركزت قواتها في البداية على الأجزاء الشمالية من قطاع غزة.

مخاوف واشنطن

وفقًا للمتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاجاري، تعمل إسرائيل بعناية ودقة، وسط مخاوف من الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن التهديد الذي يتعرض له السكان المحليون. حسب ما نشرته وكالة بلومبرج الامريكية يوم 23 مايو 2024.

ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسماح للمدنيين بالإخلاء قبل الهجوم البري على رفح التي تصفها إسرائيل بأنها المعقل الأخير لحماس. ويتواجد هناك عدة آلاف من مقاتلي حركة حماس وكبار قادتها، فضلا عن الرهائن الذين تحتجزهم.

احتجاز الرهائن

ومع ذلك، فإن العملية مثيرة للجدل إلى حد كبير، حيث يريد العديد من حلفاء إسرائيل أن توافق على وقف إطلاق النار ويقولون إن الظروف في المناطق التي يُطلب من المدنيين الانتقال إليها، مثل مخيمات الخيام شمال رفح، سيئة للغاية. وتنشط القوات الإسرائيلية في الغالب على مشارف رفح، لكنها تتقدم إلى داخل المدينة مع مغادرة المزيد من المدنيين.

ويأتي هذا التقدم في الوقت الذي قالت فيه إسرائيل إنها ستعيد إحياء محادثات وقف إطلاق النار مع حماس بعد أن أثار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر اختطاف جنديات إسرائيليات غضبا عاما. كانت اللقطات بمثابة تذكير في إسرائيل بالرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة بعد اختطافهم خلال هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، والذي أثار الصراع المستمر.

ربما يعجبك أيضا