الحرارة والحرب تهددان غذاء العالم.. هل ترتفع الأسعار مجددًا؟

شروق صبري
الحرارة والحرب تهددان غذاء العالم.. هل ترتفع الأسعار مجددًا؟

تعتبر الحرارة الشديدة التي تجتاح مساحات شاسعة من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية أحدث تحديات الأمن الغذائي في العالم.


تسببت درجات الحرارة الحارقة، الناتجة عن التغير المناخي، في تدمير المزارع، من الولايات المتحدة إلى الصين.

وتعرضت المحاصيل وإنتاج الفاكهة وإنتاج الألبان لضغوط بسبب هذا الطقس القاسي، الذي يهدد الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية التي تركت أثرها في سلاسل الإمداد.

استمرار التضخم

هذا الأسبوع، حظرت الهند، أكبر مصدر للأرز، بعض الشحنات الأساسية لنحو نصف سكان العالم، لإبقاء الأسعار المحلية تحت السيطرة.

وانسحبت روسيا من صفقة تسمح للحبوب الأوكرانية بالتدفق بأمان عبر البحر الأسود، علاوة على ظاهرة “النينيو” التي تسببت في تضرر المحاصيل الزراعية.

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية، اليوم السبت 22 يوليو 2023، إن كل هذه الأحداث تثير المخاوف بشأن الأمن الغذائي والأسعار، ما يهدد باستمرار التضخم المتفشي، وسيكون ذلك بمثابة ضربة جديدة للمستهلكين، الذين بدؤوا للتو في رؤية بعض الأخبار الجيدة بعد ضغوط طويلة على ميزانيات الأسرة.

وقال خبير الأمن الغذائي في تشاتام هاوس في لندن، تيم بينتون : “ما زلنا نكافح في ظل نظام تضخمي، وعلى الرغم من أن التضخم يتراجع، لا يعني هذا بالطبع أن الأسعار ستنخفض. هذا يعني أنها سترتفع بنحو أبطأ”.

الأمن الغذائي

الأمن الغذائي

معاناة الجفاف

تعتبر درجات الحرارة الشديدة التي تجتاح مساحات شاسعة من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، أحدث تحدٍّ في عام صعب للمزارعين، الذي اضطروا إلى مواجهة نوبات من الطقس القاسي، وفترات الجفاف الطويلة والأمطار الغزيرة والفيضانات.

من ناحية أخرى، تشتد حرارة الجو في الوقت الحالي في جنوب أوروبا، حيث تنتج الأبقار كميات أقل من الحليب وتتعرض محاصيل الطماطم للتلف. لذا سيكون حصاد الحبوب أقل بكثير أيضًا بعد معاناة الجفاف.

الأزر معرض للخطر

تتعرض محاصيل الأرز للخطر في ما يتعلق بآسيا، حيث وصلت أسعار الأرز في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوى لها في عامين، فضلًا عن أن ظروف الولايات المتحدة لزراعة المحاصيل في أسوأ حالاتها منذ أكثر من 3 عقود.

ويعتمد مدى الضرر على المدة التي تستمر فيها الظروف القاسية هذه، فبالفعل توجد علامات واضحة على الدمار في الفاكهة والخضراوات في جنوب أوروبا، التي تزود معظم القارة بالمحاصيل. ففي صقلية، تحتوي الطماطم أحيانًا على حلقات سوداء تبدو متعفنة.

أضرار الزراعة بإيطاليا

في جميع أنحاء إيطاليا، ستتجاوز الأضرار التي طالت الزراعة، بسبب الطقس، خسائر العام الماضي البالغة 6 مليارات يورو (6.7 مليار دولار).

ووفقًا لمجموعة كولديريتي للمزارعين، أدت درجات الحرارة إلى تسريع عملية النضج أو التسبب في حروق حرارية لكل المحاصيل، بداية من العنب إلى البطيخ والمشمش والباذنجان. ويتأثر أيضًا نشاط النحل والتلقيح، وينخفض إنتاج القمح.

الأمن الغذائي

الأمن الغذائي

ارتفاع الأسعار

وفق بلومبرج، ارتفعت أسعار التجزئة للأرز في دلهي بنحو 15% هذا العام، وارتفع متوسط السعر على مستوى البلاد 9%. ووفقًا لبيانات من وزارة الغذاء، حذرت شركة نومورا القابضة من أن الحكومة قد توسع القيود لتشمل أصناف الأرز الأخرى.

وفي أماكن أخرى من آسيا، تطلب تايلاند من المزارعين زراعة الأرز مرة واحدة فقط هذا العام، وسط مخاطر الجفاف. وفي الصين، من المحتمل أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى النضج المبكر للمحصول، ما يؤثر في الغلال. وأفاد التلفزيون الحكومي أن الرئيس شي جين بينغ دعا إلى بذل جهود أكبر لتأمين الحبوب.

أسوأ حصاد للحبوب

تعاني أجزاء من الولايات المتحدة ضغوطًا مماثلة، فمستويات المياه في نهري المسيسيبي وأوهايو انخفضت للعام الثاني على التوالي، ما يزيد من احتمال حدوث مشكلات في الشحن.

وقالت خبيرة الغذاء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، كيتلين ويلش: “سيدهشني ألا تبدأ أسعار الغذاء العالمية في الارتفاع مرة أخرى، بعد أكثر من عام من الانخفاض، فنحن نواجه تهديدات متعددة للأسواق الزراعية”.

وبالعودة إلى أوروبا، كان الجفاف يعني أن إنتاج الحبوب في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال سيكون أقل بـ60% عن العام الماضي، ما قد يسهم في أسوأ حصاد للحبوب في الاتحاد الأوروبي منذ 15 عامًا.

اقرأ أيضًا| توقف تجارة الأرز في آسيا بعد حظر الهند بعض صادراتها
اقرأ أيضًا| فيتنام تخطط لخفض صادراتها من الأرز بحلول 2030

ربما يعجبك أيضا