الحرب التجارية والطلب يدفعان أسعار الشحن للارتفاع بقوة هذا العام

كشفت بيانات شركة “فريتوس” أن تكلفة الحاوية التي يبلغ طولها 40 قدمًا المتجهة إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة من آسيا ارتفعت بنسبة 13.4% إلى 4915 دولاراً خلال الأسبوع المنتهي يوم الأحد 26 مايو 2024.

ويعتبر ذلك هو التقدم الأسبوعي الخامس على التوالي، كما أن مستويات الأسعار الحالية أعلى بثلاثة أضعاف مما كانت عليه في أواخر ديسمبر، لكنها لا تزال أقل بكثير من ذروة سبتمبر 2021 البالغة 20586 دولاراً.

ارتفاع تكاليف الشحن

كما تُظهر البيانات أن السعر الفوري للحاويات المتجهة إلى شمال أوروبا من آسيا ارتفع بأكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه السعر قبل عام ليسجل 4882 دولاراً الأسبوع الماضي.

وبدأت أسعار الشحن عبر المحيطات هذه السنة مرتفعة، بسبب هجمات البحر الأحمر التي أجبرت شركات الشحن على تحويل مسار سفنها إلى طريق أطول حول جنوب أفريقيا بدلاً من المرور بقناة السويس، بحسب بلومبرج.

وقدرت شركة “ميرسك” ثاني أكبر شركة نقل حاويات في العالم، خسارة الصناعة ما بين 15% إلى 20% خلال هذا الربع على الطرق المؤدية إلى شمال أوروبا من آسيا بسبب الالتفاف حول إفريقيا.

فوضى الشحن

قالت كبيرة محللي قسم الشحن في شركة “زينيتا” إميلي ستوسبول: “إن الوضع الحالي يذكرنا بالفوضى وأسعار الشحن البحري التي شهدت ارتفاعاً قياسياً أثناء الوباء”.

كما تسببت العديد من العوامل الأخرى في ارتفاع تكاليف الشحن، منها القلق المتزايد من قبل الشركات المصنعة بشأن ازدحام الموانئ في آسيا، والإضرابات العمالية في أمريكا الشمالية والتي تهدد بإعاقة الموانئ أو خدمات السكك الحديدية، والتوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.

الطلب على الحاويات

كما أدى الطلب المرتفع على الحاويات إلى ازدياد تكاليف الشحن، حيث ارتفعت واردات الحاويات عبر أكبر 10 موانئ في الولايات المتحدة للشهر السابع على التوالي في أبريل مقارنةً بالعام السابق، ما دفع متوسط المكاسب خلال ثلاثة أشهر إلى 19.1%، وفقاً لمحلل عمليات الشحن المخضرم جون ماكون.

وفي أثناء الارتفاع الأخير في أسعار الحاويات، أعلنت الحكومة الأميركية عن فرض المزيد من التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، ما قد يزيد من الحاجة الملحة للشركات لبدء عمليات التخزين في الوقت الحالي.

نتيجة لذلك، أعلنت بعض شركات الطيران عن المزيد من الزيادات في أسعار الشحن الجوي لشهر يونيو المقبل، ما يعني “أنها لا تتوقع أن تهدأ الظروف في الشحن البحري على المدى القصير”.

التعريفات الجمركية

وفقًا لشركة الشحن الرقمية ” “فليكس بورت”، فإن الشركات المصنعة قلقة بشأن التعريفات الأميركية الجديدة، ما جعلها تسعى في أقرب وقت لزيادة وارداتها للولايات المتحدة قبيل دخول موعد الجمارك الجديدة.

كما أشارت أيضاً إلى أن التهديدات بإضراب السكك الحديدية الكندية، ومحادثات العقود لعمال الموانئ في شرق وجنوب الولايات المتحدة، هي من العوامل التي تثير قلق الشركات التي لا تريد أن تواجه أزمة شحن في النصف الثاني من العام الجاري.