الحرب الروسية الأوكرانية.. ما تأثيرها في المخزون الاستراتيجي لأمريكا من السلاح؟

آية سيد
صواريخ هيمارس الأمريكية

بدأت التعزيزات والتحديثات الغربية في إرساء استقرار الوضع على الأرض، لكنها لم تستعد أيًّا من الأراضي المهمة التي استولت عليها روسيا في شرق أوكرانيا.


منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، في 24 فبراير 2022، قدمت أمريكا وحلفاؤها للأوكرانيين أسلحة ومنظومات مدفعية متطورة، ولكنها، في الوقت ذاته، حجبت المنظومات ذات المدى الأبعد والأكثر تطورًا.

ويرى الكاتب الأمريكي، ديفيد أنديلمان، أنه كلما أسرعت المؤسسة الأمريكية في إدراك الحاجة إلى إطلاق العنان لبراعتها العسكرية، تمكنت أوكرانيا من وضع نهاية ناجحة للحرب، وفق مقال له في سي إن إن، 21 يوليو 2022.

أوكرانيا تحتاج إلى المزيد من الأسلحة

في كلمة للكونجرس الأمريكي، الأربعاء الماضي، طلبت سيدة أوكرانيا الأولى، أولينا زيلينسكي، من المشرعين بأمريكا إرسال منظومات دفاع جوي إلى بلادها، أوكرانيا، لمنع وقوع المزيد من الضحايا، من جراء الحرب الروسية ضدها.

وفيما أعرب المسؤولون الأوكرانيون عن امتنانهم للأسلحة المرسلة حتى الآن، أخبر مراقبون عسكريون أنديلمان أن زيلينسكي وكبار جنرالاته أعربوا عن فرحتهم بالأسلحة الجديدة، على أمل أن هذا سوف يشجع الغرب على إرسال منظومات أكثر تطورًا قد تقلب دفة المعركة لصالح بلاده.

استعادة الأراضي الأوكرانية

يذكر أنديلمان أن التعزيزات والتحديثات الغربية بدأت في إرساء استقرار الوضع على الأرض، لكنها لم تستعد أيًّا من الأراضي المهمة التي استولت عليها روسيا في شرق أوكرانيا. ولهذا يحتاج الموقف إلى “إعادة تقييم” مستمرة من الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تسحق القوات الروسية مدن أوكرانيا وسكانها.

ويضرب أنديلمان مثالًا بمنظومة هيمارس الصاروخية، التي أرسلتها أمريكا إلى أوكرانيا في يونيو الماضي، وكبدت روسيا الكثير من الخسائر. إلا أن مدى هذه المنظومة يمتد إلى 80 كم فقط. وفي المقابل لم ترسل أمريكا إلى أوكرانيا المنظومة الصاروخية التكتيكية للجيش ATACMS، التي تستخدم منصة الإطلاق نفسها، لكن يصل مداها إلى 300 كم.

لماذا لا ترسل أمريكا الأسلحة الأكثر تطورًا؟

يقول أنديلمان إنه رغم أن هذه المنظومات يمكن إطلاقها على الأراضي الروسية بسهولة، فإن إدارة بايدن لا تشجع هذا. ويشير الكاتب إلى أن أمريكا على حافة الهاوية، بشأن المدى الذي يمكنها خلاله دعم المجهود الحربي الأوكراني، دون دفع القوات الروسية إلى مهاجمة دول الناتو.

ويلفت الكاتب إلى وجود أسباب أخرى وراء عدم إرسال بعض هذه المنظومات، فيقول مسؤولون في وزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يريدون أن تقع هذه المنظومات في أيدي العدو. وفي هذا الشأن، قالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الإقليمي، ميرا ريسنيك: “يمكن للروس أو أي طرف آخر الاستيلاء عليها واستغلالها، ما يعرض مقاتلينا للخطر”.

تأثير الإمداد في مخزون أمريكا الاستراتيجي

في الوقت نفسه، يقول الكاتب الأمريكي، ديفيد أنديلمان، إنه يجب الانتباه إلى مدى تأثير إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا في مخزون أمريكا الاستراتيجي. وبحسب الباحث في برنامج الدفاع بمركز الأمن الأمريكي الجديد، كريس دوجيرتي، يوجد أقل من 3 آلاف صاروخ من منظومة ATACMS في المخزون الأمريكي، ولن يحين موعد الاستكفاء من هذا النوع من الصواريخ قبل عام أو أكثر.

ويذكر الكاتب أنه في ظل اجتياح القوات الروسية لأجزاء واسعة من إقليم دونباس شرقي أوكرانيا وإطلاقها صواريخ كروز على أحياء سكنية داخل البلاد، يصبح السؤال حول نوع الإمدادات التي ينبغي أن تقدمها أمريكا، ومتى تقدمها، ذا أهمية متزايدة. ويقول أنديلمان إنه بطريقة ما، يبدو أن الردود الأوكرانية والغربية تفشل في مواكبة وتيرة الفظائع التي ترتكبها روسيا.

ما الذي تحتاجه أوكرانيا؟

رغم موافقة البنتاجون مطلع الشهر الحالي على نشر منظومتي دفاع جوي من طراز سام النرويجية في أوكرانيا، فإنه لم يسعفها الوقت لمنع صواريخ كروز التي أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود على مركز تسوق في فينيتسيا. وفي ما يتعلق بنوع الأسلحة التي تحتاج إليها أوكرانيا، يقول أنديلمان إن دوجيرتي وآخرين ركزوا على المنظومات التي ستجبر الروس على الخروج من منطقة الراحة.

ويلفت الكاتب إلى وجود اعتقاد بأنه إذا منح الغرب أوكرانيا بعض الأسلحة والتكتيكات الحديثة، فقد يتغير مجرى الحرب خلال أسابيع. وبحسب الخبير الاستراتيجي العسكري والجنرال الأسترالي المتقاعد، مايك رايان، تتراوح احتياجات أوكرانيا من المدفعية والعربات المدرعة، لا سيما ناقلة الجنود المدرعة إم-113، إلى المدفعية ذاتية الحركة.

الحرب الإلكترونية

قال دوجيرتي إن “الحرب الإلكترونية تصبح محورية في إفقاد الروس توازنهم”. وفي هذا السياق، يقول الكاتب إن القدرة على مواجهة واعتراض أي معدات عسكرية تنطوي على اتصالات إلكترونية أو تحديد للمواقع عبر نظام “جي بي إس” ستكون أساسية لهذا النوع من المهام.

ويشير أنديلمان، أيضًا، إلى المسيرات المسلحة التي ستحصل عليها روسيا من إيران. وفي هذا الشأن، قال رايان: “ستكون منظومات القيادة الذاتية المضادة ضرورية لتدمير المسيرات الروسية والإيرانية. ونحن نحتاج إلى المزيد من هذه المنظومات المضادة للمسيرات، كي تتمكن أوكرانيا من إضعاف استهداف الروس للمدفعية، وحرمانهم من استخدام المسيرات الانتحارية”.

ربما يعجبك أيضا