الحرب على داعش.. سباق فرنسي بعيدًا عن الديار

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في ظل الحديث عن احتمالات عودة تنظيم داعش الإرهابي وتعزيز صفوفه في سوريا مجدداً، تحاول باريس ممارسة سياسة السباق مع الإرهاب، وضربه بعيدًا عن أراضيها.

وفيما وضع الموقف الأمريكي بالانحساب مصير التحالف الدولي في مرحلة الشكوك أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي ضرورة الاستمرار حتى القضاء على داعش وتدمير التنظيم بشكل كامل.

الموقف الفرنسي من الحرب

“لدينا مهمة لم تنته ويجب إنجازها”.. موقف فرنسي واضح من الحرب على داعش والذي جاء مخالفاً للموقف الأمريكي. إذ تؤكد فرنسا أنها ستواصل العمليات العسكرية في سوريا حتى يتم القضاء على داعش.

وزيرة الدفاع الفرنسية انتقت عباراتها بعناية فائقة للتعبير عن قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، وفي لقاء مع طيارين فرنسيين مشاركين في العمليات ضد داعش قالت إن التفويض للقوات كان واضحاً وهو تدمير التنظيم، هدف لم يتغير منذ بدء حملة التحالف الدولي منذ 2014 ولم يتحقق بشكل كامل بعد وفقاً للوزير الفرنسية .

أما بالنسبة للقرار الأمريكي بالانسحاب فقالت الوزيرة إن فرنسا لا تشاطر الرئيس الأمريكي وجهة النظر بأن الحرب على داعش انتهت.

وعوّلت الوزيرة الفرنسية على إطالة أمد الوجود الأمريكي في سوريا لأطول وقت ممكن. وقالت بارلي إن تعبير “انسحاب بطئ” لا يعني بالضرورة عدداً محدداً من الأسابيع. ودعت الوزيرة الفرنسية إلى ما أسمته بالاستخدام الفعّال للوقت المتاح حتى انسحاب القوات الأمريكية .

ضرب العدو في داره

موقف باريس المتحفظ من الانسحاب الأمريكي والمتمثل في مواصلة الحرب على داعش نابع من حسابات وتجربة فرنسية، فقد تعرضت فرنسا لسلسلة من الهجمات الدموية منذ عام 2015 تبنى داعش المسؤولية عنها .

موقف باريس اليوم أشبه بموقف واشنطن عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 والقائم على فكرة الوصول إلى العدو في داره قبل وصوله إلى الديار الفرنسية.

خيارات محدودة

“محاربة ما تبقى من جيوب لتنظيم داعش والقضاء على التنظيم بشكل كامل” العنوان الأبرز الذي تريد باريس تحقيقه خلال تأكيد استمرار قواتها في الشمال السوري، والسؤال هل يمكن للقوات الفرنسية البقاء بعد وقف الدعم العسكري الأمريكي؟!.

علاء الدين بونجار المتخصص في الشؤون الفرنسية، يجيب بالتأكيد أنه لا يمكن انتظار حل سحري من أوروبا أو فرنسا في الشرق الأوسط مشيراً إلى أن المنطقة لم تكن أبداً ساحة للفرنسيين.

فالأوروبيون دائماً ما تدخلوا كـ”وسطاء”، خاصة وأنه بمغادرة القوات الأمريكية لسوريا ستجد فرنسا نفسها أمام مواجهة عسكرية على الأرض على حد قوله.

وفيما يتعلق بالتعهد الفرنسي بتقديم الدعم للأكراد، أكد “بونجار” أنه وإن ظل الدعم العسكري للأكراد فلن يتعدى إمكانيات فرنسا، التي ستجد نفسها في مأزق حقيقي بين سيناريوهات الانسحاب من سوريا والأثمان الباهظة في حال البقاء خاصة في ظل التهديدات التركية بشن عمليات عسكرية.

ربما يعجبك أيضا