الحرمان الشريفان في أولى ليالي رمضان.. دعوات ومناجاة ومشاهد مؤثرة

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

مشاهد تُدمع الأعين، ولقطات تُفطر القلوب لمساجد خاوية كانت تمتلئ بعباد الله الصالحين، لم يكن أحد منهم يعلم أن دور العبادة في أهم مناسباتها الدينية، ستصبح هكذا خاوية على عروشها بعد أن كانت تكتظ كل عام بعدد لا حصر له من المصلين.

فمع قدوم شهر رمضان الفضيل، ووسط أجواء احترازية مشددة من قبل الدول والحكومات، لمنع انتشار وباء كورونا “كوفيد19” بين المواطنين، شوهدت المساجد حزينة وخاوية مع انطلاق أول صلاة تراويح لشهر الرحمة والغفران، ضمن خطط الإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة بالعدوى القاتلة.

الحرمان الشريفان

في مشهد حزين، ومع استمرار تعليق دخول المصلين إلى الحرمين الشريفين، أديت صلاة التراويح، مساء أمس الخميس، لأول ليالي شهر رمضان المبارك.

صلاة تراويح أول ليالي شهر الرحمة، جاءت بعد قرار خادم الحرمين الشريف، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين، وتخفيفها إلى خمس تسليمات.

ووثقت عدسة وكالة الأنباء السعودية “واس” بالصور ساحات المسجد الحرام والطرق المؤدية إليه وما يقدمه رجال الأمن من أعمال من أجل المحافظة على سلامة وأمن المواطنين والمقيمين بالعاصمة المقدسة.

ووسط أجواء مفعمة بالأمن والأمان والالتزام، أديت صلاة اليوم الأول في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بعد أن كثفت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الإجراءات والتدابير الاحترازية بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية لضمان صحة وسلامة المصلين.

كلمات مؤثرة

وبكلمات مؤثرة، وفي واقعة لم نشاهدها من قبل، ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وذلك عقب صلاة العشاء بالمسجد الحرام استهلها بحمد الله على نعمته بأن بلغنا شهر رمضان المبارك، سائلًا الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يمن علينا بالقبول والعتق من النيران”.

وقال السديس في كلمته: “كان النبي يبشر أصحابه بدخول شهر رمضان ويذكر فضائله، وأن علينا اغتنام هذا الشهر الكريم بالإقبال والتوبة، وأن نجتهد فيه بالأعمال الصالحة اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام”.

وتابع: “هذا الشهر الكريم يعد فرصة للابتهال لله -عز وجل- بالدعاء بأن يرفع جائحة كورونا، وأن نجتهد في الدعاء خلال هذا الشهر الفضيل”.

وشدد على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وأن حفظ النفس مقصد من مقاصد الشريعة، وأن أجر من اعتاد على زيارة الحرمين الشريفين يرجى له الأجر والمثوبة، مصداقًا لقوله، صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات”.

وأوضح خلال حديثه بأن ولاة الأمر، راعوا الاختصار والتخفيف في صلاة التراويح بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، حفاظًا على المسلمين، وأن علينا التعاون فيما بيننا بما يحقق المصلحة العامة”.

واختتم كلمته داعيًا الله بأن “يحفظنا جميعًا وأن يرفع عنا هذا الوباء والبلاء ويجنب بلادنا وبلاد المسلمين كل شر ومكروه”.

الحرم المكي.. أدعية وبكاء

في مشهد تقشعر له الأبدان، نقلت قناة السعودية بثًا مباشرًا لصلاة التراويح من المسجد الحرام في أول ليلة من ليالي رمضان، حيث ركز إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في دعاء القنوت على دفع الوباء ورفعه عن بلادنا وبلاد المسلمين.

وبالتوسل والبكاء، دعا “السديس”، الله -عز وجل- أن يحمي بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء، وأن يديم أمنها وأمانها واستقرارها وأن يزيل هذه الجائحة عن العالم أجمع، وأن يحفظ القيادة الحكيمة وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه ويسدد خطاهم ويبارك في مسعاهم.

وفي مشهد آخر، أظهر أحد الفيديوهات، الشيخ سعود الشريم وهو يُدافع عبراته في أول ركعة، حيث ظهر صوته حزينًا وهو يقرأ القرآن.

وأوضحت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أنه سیؤم المصلین في صلاتي التراویح والتھجد في المسجد الحرام طوال شھر رمضان المبارك في التسلیمات الـ3 الأولى من الیوم الأول “الدكتور سعود بن إبراھیم الشریم”.

المسجد النبوي.. بلا مصلين

وفي المسجد النبوي، وبلا مصلين، أقيمت صلاة التراويح، بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، وسط مزيد من إجراءات العناية والاهتمام من خلال التدابير الوقائية لجميع المواقع في المسجد ومرافقه بالتنسيق مع مختلف الإدارات والجهات ذات العلاقة.

وبالابتهال والبكاء، دعا الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب مسجد النبوي، الله -عز وجل- لصرف البلاء والمرض عن العالمين، وإعادة فتح المساجد التي أغلقت بسبب وباء كورونا.

ومن جانبها وفرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي -للأفراد التي تعد على أصابع الأيدي، الذين حضروا الصلاة- أعمال التنظيف والتطهير بمعقمات ومنظفات صديقة للبيئة خاضعة لاشتراطات ومواصفات عالية لا تؤثر في الصحة العامة، بالإضافة إلى كاميرات حرارية كاشفة لدرجات الحرارة للأشخاص أثناء الدخول للمسجد والتي تعمل بدقة عالية على بعد بلا توقف”.

ربما يعجبك أيضا